اهتز الرأي العام المغربي، مرة أخرى، على إثر حادث الاعتداء الشنيع الذي تعرضت له (ر .م) الأستاذة بالثانوية التأهيلية الحسين بن علي التابعة للمديرية الإقليمية بالحي المحمدي عين السبع، على يد أحد تلامذتها بالسنة الأولى باكالوريا، مساء يوم الأربعاء 22 نونبر 2017. تحكي الاستاذة ما وقع والدموع تغالبها قائلة أنه سبق لوالدة هذا التلميذ أن تهجمت عليها داخل فضاء المؤسسة وأشبعتها سبا وقذفا، حينما بلغها أن الأستاذة من بين أعضاء المجلس التأديبي الذي التأم للبت في أمر يخص ابنها. مما جعل الأستاذة التي تدرس مادة الاجتماعيات، تقصد «ولأول مرة في حياتها»، حسب تصريحها، مقر دائرة أمنية وتقدم شكاية في الموضوع. وبعد العطلة، مباشرة، باشرت عملها بشكل طبيعي يومي الاثنين والثلاثاء، إلا أن أحد تلامذتها أخبرها أن هناك تلميذا كان سيتعرض لها بالأمس حاملا سكينا ولابد أن تحترس منه وتحتاط من أي اعتداء، لكنها لم تبال بهذا الكلام، على اعتبار أنها أستاذة ولا يمكن للتلميذ أن يتعرض لأستاذه، وهذا قد يدخل فقط في باب التشويش. إلا أنه عند خروجها مساء الأربعاء من باب المؤسسة، توجهت لتمتطي سيارة زوجها التي كانت في انتظارها والتي لا تبعد عنها إلا بخطوات، وحين تقدمت لفتح باب السيارة أحست بيد على كتفها، التفتت وبسرعة فائقة أحست بدم يسيل من وجهها، حيث ضربها التلميذ بآلة حادة لم تدرك هل هي شفرة أم سكين، فنقلت من طرف زوجها على وجه السرعة إلى المستشفى وأجبرت على وضع عدد كبير من « الغرز « لأن حجم الإصابة كان كبيرا . وفي تصريح لها أكدت الأستاذة أن هذا الجرح الذي أصبحت تحمله في وجهها سيشفى بعد شهر أو شهور، لكن الجرح العميق الذي تشعر به الآن والذي لن تشفى منه لأنه أصابها في أعماقها، هو ضربها من طرف تلميذ كانت تسعى جاهدة بكل ما أوتيت من علم ومعرفة لتعليمه وضمان مستقبله. الحادث الشنيع نتج عنه تعاطف كبير مع الأستاذة / الضحية من طرف زميلاتها وزملائها على صعيد المؤسسة، ومن مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدارالبيضاءسطات، الذي زار المؤسسة صحبة المدير الإقليمي فور علمه بهذا الاعتداء الشنيع، وانتقل إلى منزل الأستاذة مقدما كل دعمه ومساندته اللامشروطة لها ولكل الأطر التربوية . وقد أكدت مصادرنا أنه تم إيقاف التلميذ الذي قام بهذا الاعتداء، وتم وضعه تحت الحراسة النظرية بأمر من النيابة العامة لتقديمه للعدالة لكي تقول كلمتها، كما سيتم استدعاء والدته التي وضعت الأستاذة نفسها ضدها شكاية قبل أن تتعرض لهذا الاعتداء الشنيع من طرف ابنها. وفي سياق مواز، أصدرت المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بمدينة برشيد بلاغا شديد اللهجة تدين فيه الاعتداء الذي تعرض له أحد الأطر التربوية بإحدى المؤسسات التعليمية بمدينة برشيد، من طرف إحدى التلميذات، معربة فيه عن تضامن المديرية الإقليمية والأكاديمية الجهوية مع هذا الأستاذ ومؤازرته، مبرزة أن مثل هذه السلوكات لا تليق والمهنة النبيلة لكل إطار تربوي. وأكد البلاغ أن التلميذة التي اعتدت على أستاذها تم توقيفها بأمر من النيابة العامة وستحال هي الأخرى على القضاء. الجدير بالذكر أن ظاهرة الاعتداءات على الأطر التربوية قد استفحلت وانتشرت بشكل غريب وغير متوقع، مما يستدعي ويستلزم إجراءات مستعجلة وتدخلات عاجلة لإيقاف هذا النزيف.