نجح الفرنسي هيرفي رونار في كسب الرهان الأكبر الذي تعاقد من أجله مع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، خلفا للناخب الوطني السابق، بادو الزاكي، الذي سحبت منه ثقتها، بعد العروض المتواضعة التي قدمتها أمام غينيا الاستوائية في الدور الإقصائي الحاسم. لقد تمكن الناخب الوطني، هيرفي رونار، بفضل إصراره واجتهاده، من كسب ود الجميع، وأكثر من ذلك صنع أفراح الشعب المغربي، حيث أخرجه إلى الشوارع في مناسبتين، الأولى مطلع السنة الجارية، بعدما قاد المنتخب الوطني إلى تخطي الدور الأول من منافسات كأس إفريقيا للمرة الأولى منذ سنة 2004، والثانية ليلة أول أمس السبت، عقب قيادته المنتخب الوطني إلى استعادة مكانته بين كبار الكرة العالمية، حيث انتزع تاشيرة العبور إلى المونديال لخامس مرة في تاريخه. أظهر الرجل كفاءة تكتيكية كبيرة، ونجح في بناء منتخب وطني يتكلم كرة قدم جماعية، بعيدا عن كل النزعات الفردية، منتخب متلاحم ومتماسك، لا مكان فيه للأنانية، التي كانت طاغية ومهيمنة على مسار المنتخب الوطني المغربية منذ سنة 2004، عندما بلغ رفقة بادو الزاكي إلى نهاية كأس أمم إفريقيا بتونس. لقد بات هيرفي رونار، أو الثعلب كما يحلو للمتبعين المغاربة أن يطلقوا عليه، ثاني مدرب فرنسي يحقق التأهل رفقة المنتخب الوطني إلى المونديال، بعد مواطنه هنري ميشال في دورة فرنسا 1998، ورابع مدرب أجني يحقق هذا الحلم مع الكرة المغربية، فيما كان الراحل عبد الله بليندة، المغربي الوحيد التي كسب الرهان في دورة الولاياتالمتحدةالأمريكية في صيف 1994. وقال رينار في تصريح عقب انتهاء المهمة بنجاح: «اللاعبون قدموا مباراة رائعة وكانوا استثنائيين، لعبنا بتضامن وذكاء وبقينا بنفس مستوى المباراة الأخيرة»، في إشارة إلى الفوز الكبير على الغابون (3 – 0) في الدارالبيضاء في الجولة الخامسة قبل الاخيرة. ولم يكن طريق رونار مفروشا بالورود، بعدما وجهت إليه انتقادات كبيرة، خاصة في ما يتعلق باختياراته التقنية، بعدما أسقط حكيم زياش من اختياراته قبل التوجه إلى الغابون للمشاركة في نهائيات أمم إفريقيا، قبل أن يتدخل رئيس الجامعة – الذي يعمل خلف الكواليس ويسهر على الحفاظ على وحدة المجموعة – ليعيد صانع ألعاب أجاكس أمستردام على عرين الأسود، عقب لقاء صلح جمع الطرفين بهولندا. ورغم البداية المتعثرة في الاقصائيات، بتعادل خارج الميدان مع الغابون (0 – 0)، وآخر داخل الميدان مع المنتخب الايفواري (0 – 0)، لم يقدم خلالها «الثعلب الفرنسي» نفسه بالسمعة التي تليق بمدرب سبق له التتويج بكأس إفريقيا في مناسبتين، فإنه استطاع تكوين فريق منسجم وتنافسي، يتوفر على الارادة والرغبة في تحقيق الفوز، كما تمكن من فرض نفسه كشخصية متفردة في عالم التدريب بإفريقيا، بعد قيادته للمنتخب الزامبي المغمور للفوز بكأس إفريقيا للأمم سنة 2012، لأول مرة في تاريخه، حارما المنتخب الإيفواري من التتويج باللقب القاري على أرضه، وبين جماهيره، قبل أن يعود ثلاث سنوات بعد ذلك لحمل الكأس الافريقية مع الفيلة بغينيا الاستوائية.