انطلقت أمس عملية الإحصاء العام للسكان والسكنى بكل جهات المملكة بعد عملية إعدادية دامت لشهور، قامت خلالها المندوبية السامية للتخطيط بتوفير كل العوامل لإنجاحها من موارد بشرية ولوجستيكية تأسست على إطار قانوني وفق معايير الأممالمتحدة المنصوص عليها في هذا المجال. وعن ظروف اليوم الأول للعملية الإحصائية، علمت جريدة الاتحاد الاشتراكي أنها تمر بسلاسة وجيدة للغاية، وفي هذا الإطار اتصلنا بمحمد القرفاوي المدير الجهوي بالدارالبيضاء للمندوبية السامية للتخطيط ، والذي صرح لنا أن الأمور في ساعاتها الأولى تمر بانسيابية على مستوى جهة الدارالبيضاء على غرار باقي جهات المملكة لأن هذه الانطلاقة جاءت مسبوقة بمراحل توخت إنجاحها بإعداد أطر جيدة التكوين، وعلى دراية تامة بكيفية التعامل خلال العملية. وقد بلغ عدد المشاركين في هذه العملية عن جهة الدارالبيضاء 11 ألف مشارك . وأعلن أن ارتسامات الساعات الأولى الميدانية التي وصلته تقول بتجاوب كبير من لدن الساكنة وبتعامل تلقائي مرحب من قبلها بالمشاركين، يغذيه حب الوطن وحس الوعي بأهمية الإحصاء وهو ما جعلها تعرض عن دعوات المقاطعة التي نادى بها التجمع العالمي الأمازيغي، إذ حسبه « لم تسجل أية مقاطعة لحد الساعة بل بالعكس هناك تجاوب كبير من الأسر والعائلات التي تم إحصاؤها لحد الساعة «، متابعا «تجاوب ظهر قبل يومين عند نزول المشاركين للتعرف على الميدان».ليختم تصريحه أنه شخصيا يواكب العملية ويطلب من جميع المواطنين الإسهام في إنجاح هذه العملية. يوسف مشارك في عملية الإحصاء عن دوار ريافة بمدينة فاس ،أوضح لنا في اتصال هاتفي به أن هناك رحابة في تجاوب الساكنة معهم وأن بعض الأسر تستضيفهم في بيتها بكل أريحية ، ولم يلمس أي صعوبة في التفاعل مع أسئلة استمارة الإحصاء أو أي اعتراض على تقديم أجوبة لها ، لافتا الانتباه إلى أن التكوين الذي حظوا به على أيدي الأطر المشرفة وبواسطة أقراص مدمجة ،وضعت خصيصا لهذا الموضوع ولأول مرة تشرح بشكل مفصل وتفاعلي مختلف الجوانب المنهجية والتنظيمية المرتبطة بالإحصاء العام للسكان والسكنى ، قد أفادهم كثيرا . ويقول بأن تفاعل الساكنة الإيجابي مع المشاركين ينبع من مستوى التوعية الذي ناله موضوع الإحصاء من خلال خلق فضاء للتتبع تجسد في قيام المندوبية السامية للتخطيط بفتح موقع خاص بالإحصاء، وبتأكيدها على سرية المعلومات المستقاة من الساكنة وبأنها لن تستعمل في أي متابعة قضائية أو مراقبة سواء جبائية كانت أم زجرية ، وأيضا بالتوعية على مختلف وسائل الإعلام ووضع اللافتات على المؤسسات التي تكون نسبة الولوج إليها مرتفعة . وكان خطباء الجمعة خصصوا خطبة الجمعة الماضية للتعريف بالإحصاء وحث الساكنة على التفاعل الإيجابي مع المشاركين، وحسن استقبالهم لما في العملية من خير للبلاد والعباد. ويأتي الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014 في ظل اكتمال 10 سنوات على انطلاق عملية التنمية البشرية، والذي من شأن نتائجه التي ستنشر سنة 2015 توفير قاعدة بيانات حول البنيات الديموغرافية ومؤشرات التنمية البشرية، مما سيساهم في إنجاح مخططات التنمية المقبلة من خلال تمكينها من المعطيات اللازمة لذلك.