يعد الأرق، وهو قلة أو صعوبة النوم، الأكثر شيوعا بين اضطرابات النوم، وساهمت الحياة المعاصرة في ارتفاع معدلاته، إذ يجد الشخص صعوبة في البدء في النوم وهو ما يسمى أرق الدخول في النوم أو الأرق الأولي، أو تكون الصعوبة في أن يستمر في نوم متصل أثناء الليل، إذ كثيرا ما يستيقظ من نومه ويتعذر عليه العودة إلى النوم مرة أخرى، وقد تكمن المشكلة في كون الشخص يستيقظ مبكرا دون أن يصل إلى القدر المشبع من النوم و هذا النوع من الأرق مميز لمرضى الإكتئاب، و يسمى أرق آخر الليل، أو الأرق ما بين ذلك وهو النوم المتقطع. وتتعدد أسباب وأنواع الأرق، ومن بينها الأرق أولى المنشأ، وهذا النوع لايكون نتيجة لمرض آخر سواء نفسي أو عضوي، وكذلك غير ناتج عن تعاطي المخدرات، بل يحدث نتيجة لكثرة التفكير والتوتر قبل النوم مما يؤدى إلى صعوبة دخول الإنسان في النوم. إذ أن كثرة المشاكل اليومية والضغوط التي يواجهها الإنسان خلال اليوم قد تدفع بالإنسان إلى الأرق، إضافة إلى تواجد أصوات مزعجة أو شجارات عائلية وهي كلها تكون سببا في ذلك. ويلعب التوتر العصبي أيضا دورا مهما في الأرق، فكلما كان الشخص أكثر توترا كلما كان أكثر عرضة للقلق. ثم هناك الأرق الناتج عن مرض عضوي، كما هو الحال بالنسبة لأمراض الجهاز العصبي، أمراض القلب، أمراض جهاز الصدر مثل الأزمة الصدرية، أمراض الغدد الصماء، وكذا سوء التغذية، وأيضا تقدم العمر. إضافة إلى ذلك نجد الأرق الناتج عن مرض نفسي كالاكتئاب وكذا الفصام الذي قد يعاني المصاب به من أنواع الأرق الثلاث، إلى جانب الهلع والخوف، ونوبات الهوس، كما أن الأرق قد يحدث نتيجة لاضطرابات النوم الأخرى مثل الأحلام والكوابيس، الفزع الليلى. ثم هناك الأرق الناتج عن تعاطى المخدرات، ويقع نتيجة لإدمان بعض المخدرات من قبيل الكوكايين ، المنبهات ، الكحوليات أو بعض المنومات ... الخ. ويعد علاج الأرق من أكثر العلاجات صعوبة في الطب النفسي، كما انه يتعين معرفة أن الحبوب المنومة تؤثر على فسيولوجية النوم وأيضا تؤدى إلى الإعتماد عليها بشكل كلي من طرف من يعانون من الأرق، إذ حين التوقف عن تعاطيها تحدث أعراض انسحابية، لذا يجب عدم الإفراط في تناولها وأن يكون تناول هذه الأقراص عند الضرورة القصوى وتحت الإشراف الطبي، لكن بالموازاة مع ذلك هناك مجموعة من التدابير التي يوصى باتباعها ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر، الحرص على النوم والاستيقاظ في وقت ثابت يتفق مع ايقاع البدن فإن هذا من شأنه أن يجعل استفادة الجسم من وقت النوم أفضل، تجنب الشاي والبن والمنبهات في المساء، تفادي الوجبات الثقيلة في المساء ولا بأس بالعشاء الخفيف مع المحافظة على التغذية الجيدة و الأكل في مواعيد منتظمة خلال اليوم، تجنب الرياضات العنيفة قبل النوم مع العلم بأن الرياضة الخفيفة في المساء مثل المشي لمدة زمنية تتراوح ما بين 20 و 30 دقيقة قد يكون مفيدا جدا، تجنب الشنآن وعدم التفكير في الأشياء التي من شأنها أن تجعل الشخص قلقا و تشغل انتباهه، عدم الذهاب إلى الفراش إلا عند الحاجة إلى النوم، مع عدم استخدامه في أعمال أخرى، إضافة إلى خطوات أخرى من شأن التقيد بها الخلود إلى النوم بشكل سلس.