أين إيطاليا اليوم من إيطاليا الأمس؟ هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه بالنسبة للدوري الإيطالي الذي كان الاستقطاب الأهم للنجوم الكبار قبل أن يصل به الأمر إلى عجز أنديته الكبرى عن الاحتفاظ بلاعبين مثل بالوتيلي أو بنعطية، وقد تشهد الساعات القليلة المتبقية رحيل نجم آخر بشخص التشيلي أرتورو فيدال الذي يثير اهتمام مانشستر يونايتد وريال مدريد ما قد يدفعه الى توديع يوفنتوس بطل المواسم الثلاثة الأخيرة الذي عجز ورغم احتكاره للقب المحلي ومشاركته في دوري الأبطال من إقناع لاعب من عيار فالكاو بالانضمام إليه. وحتى أن المدرب أنتونيو كونتي وصل إلى حالة اليأس مع إدارة يوفنتوس وقرر ترك مكانه لماسيميليانو أليجري والإشراف على المنتخب الوطني بسبب عدم تلبية رغباته بالتعاقد مع لاعبين قادرين على قيادة الفريق إلى مراحل متقدمة في دوري أبطال اوروبا. ولم ينفق يوفنتوس أكثر من 37 مليون يورو في سوق الانتقالات الصيفية وكانت حصة الأسد منها للمهاجم الإسباني ألفارو موراتا الذي كلفه 20 مليون يورو لضمه من ريال مدريد. وبدوره، حاول الإنتر الذي عرف في المواسم الأخيرة أنه أكثر الفرق الإيطالية إنفاقاً، قبل أن ينكفئ ويعتمد سياسة تقشفية رغم نجاحه في إحراز دوري أبطال أوروبا عام 2010، فلم يتمكن من إقناع الأرجنتيني ايزيكييل لافيتزي (باريس سان جيرمان الفرنسي) بالعودة إلى الدوري الإيطالي، ورغم الموسم المخيب الذي اختبره الموسم الماضي اكتفى الإنتر بإنفاق 12 مليون يورو فقط في سوق الانتقالات وكان لاعب الوسط التشيلي جاري ميديل أبرز صفقاته بعد أن دفع 8 ملايين يورو لضمه من كارديف سيتي الويلزي. والوضع ذاته ينطبق على الجار ميلان الذي أصبح شبح الفريق الذي أرعب القارة الأوروبية في السابق وجعله محط اهتمام أفضل نجوم العالم، وأبرز دليل على ذلك أنه لم ينفق أكثر من 75, 4 ملايين يورو رغم تخليه عن بالوتيلي مقابل 20 مليون وكان تعاقده نهائيا مع المدافع الفرنسي عادل رامي مقابل 25, 4 ملايين يورو من فالنسيا الإسباني اكبر إنفاقاته للموسم الجديد. أما بالنسبة للمنافس الآخر نابولي، فلم يجر اي تعاقدات لافتة وهو ضم لاعب الوسط الهولندي جوناثان دي جزمان من فياريال الإسباني مقابل 6 ملايين يورو واستعار لاعب الوسط الإسباني ميتشو من سوانسي سيتي وضم قلب الدفاع السنغالي-الفرنسي كاليدو كوليبالي من غنك البلجيكي مقابل 7 ملايين.