واصل الدفاع الحسني الجديدي مشواره الناجح في منافسات كأس العرش بعد تفوقه في مباراة إياب ربع النهاية على شباب الريف الحسيمي بهدفين للاشيء ، ليحجز بذلك الدكاليون بطاقة التأهل إلى مربع الأقوياء الذي سيواجه خلاله المؤهل عن لقاء شباب قصبة تادلة والنهضة البركانية. لم يكن أمام فرسان دكالة العائدين بهزيمة صغيرة (2-1) من ميدان شباب الريف الحسيمي من خيار في لقاء العودة سوى تحقيق الانتصار لحجز بطاقة العبور إلى المربع الذهبي ، وهو رهان لم يكن بالأمر الهين أمام الإرادة القوية لأبناء الريف الطامحين لتجاوز عقدة دور الربع وبلوغ نصف النهاية لأول مرة في تاريخهم ولو على حساب فريق متمرس على هاته المسابقة الكروية ،ويملك ترسانة بشرية قوية ولاعبين مجربين. على هذا المستوى،اختار المدرب عبد الرحيم طاليب أسلوب المغامرة باعتماده نهجا هجوميا محضا لخلخلة وإرباك دفاع الفريق الحسيمي الذي حل هو الآخر بالجديدة ليدافع عن سبقه الذي حققه في الذهاب بملعب ميمون العرصي وفق امكانياته المتاحة، مع ممارسة طبعا حقه في الهجوم عن طريق استغلال الاندفاع العشوائي أحيانا للدفاع بحثا عن التهديف ، للاستفادة من المساحات الفارغة التي يتركها لاعبوه على المستطيل الأخضر لمباغتته بأهداف قد تبعثر حساباته وترجح كفة شباب الريف الحسيمي . فمباشرة بعد ضربة البداية مارس أصحاب الارض ضغطا خفيفا على معترك الزوار سعيا وراء إحراز سبق مبكر ،إلا أن الفريق الريفي نجح في امتصاص حماس المحليين الذين وجدوا صعوبة بالغة في بلوغ مرمى الحواصلي ، هذا الأخير تألق في التصدي لتسديدة قوية لأيوب نناح في حدود الدقيقة 11، و رغم تنويع الدفاع الجديدي لهجوماته من الجهتين اليمنى واليسرى للتخلص من حالة الاستعصاء واحراز هدف التفوق ، إلا أن هذا الاندفاع العشوائي لم يحمل أي جديد يذكر، في حين حافظ أبناء الريف على هدوئهم وانضباطهم التكتيكي على رقعة الملعب، بل كاد المهاجم مورغان أن يقلب الطاولة على الدكاليين من تسديدة أرضية تصدى لها بصعوبة الحارس الفيلالي. لينتهي الشوط الاول بالبياض كان لزاما على الجديديين خلال الشوط الثاني مضاعفة جهودهم والبحث عن حلول هجومية لإحراز هدف الامتياز، بالمقابل أخرج الفريق الريفي أسلحته الهجومية في محاولة لبلوغ مرمى الحارس الفيلالي ومن ثمة بعثرة حسابات الدكاليين، وانتظرت جماهير الدفاع على قلتها التي تابعت أطوار المباراة إلى حدود الدقيقة 65 لتعاين أول هدف للدفاع بواسطة المهاجم عدنان الوردي بعد تلقيه تمريرة من الجهة اليمنى من زميله مسوفا وبالتالي حرر زملاءه من الضغط النفسي الذي رافقهم ، مباشرة بعد الهدف ارتفع إيقاع المباراة من كلي الجانبين، حيث بحث الشباب جاهدا عن هدف التعادل المرادف للتأهل، في حين حاول الدفاع الجديدي إضافة أهداف أخرى تؤمن له الطريق نحو المربع الذهبي، وقبل دقيقة واحدة من نهاية الوقت القانوني للمباراة تمكن اللاعب الدكالي حميد أحداد من مرتد خاطف من القضاء على أحلام شباب الريف الحسيمي في تخطي عقدة الربع والوصول لأول مرة في تاريخه إلى نصف نهاية كأس العرش وتوقيع هدف الخلاص للدفاع الذي حجز بطاقة التأهل إلى نصف النهاية .