لم يقتصر موسم أصيلة الثقافي الدولي، المنظم ما بين 8 و22 غشت الجاري تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، على تنظم ندوات فكرية بل تجاوزها، على جاري عادته كل سنة، إلى تنظيم عروض موسيقية وغنائية وعروض أزياء ومشاغل تشكيلية وإبداعية للطفل. ففي مجال العروض الغنائية والموسيقية، استضافت أصيلة هذا الموسم عددا من الفرق الموسيقية والفنانين المتفردين في مجالات إبداعهم من مختلف بقاع العالم، من قبيل الفنانة اليابانية مسيا جونوسي التي قادت باقتدار فرقة البحرين للموسيقى التي قدمت حفلها الأول «تجليات شرقية» في أبريل 1998 . وحضرت الموسيقى الغجرية في أصيلة، إذ قدمت فرقة «جيبسي» من مدينة نيكولاييف (قرب أوديسا على ضفاف البحر الأسود) في أوكرانيا عرضا فاتنا أبان عن قدرة هائلة على الارتجال، ومزج بين الاحتفال والشجن «وهي كيمياء تجمع بين الاستعجال والإقبال على الحياة والفرح من جهة، وبين الحزن والتدمير والألم من جهة أخرى» بحسب المنظمين. ومن السنغال، أتحف الشيخ ما كفراي، الذي يرأس فرقة ماك الشوباند، والذي تم اختياره أحسن عازف قيثارة ومن بين أفضل موسيقيي الجاز في بلاده، جمهور أصيلة بمعزوفات من أسلوبه «الأفرو بلوز» الذي يمزج بين النغمات الإفريقية والتأثيرات الدولية، بعدما أسس سنة 2003 مدرسة الموسيقى «قوس الأصوات» لتسهم في تعزيز الثقافة الموسيقية السنغالية. وكان للأصوات والفرق الفنية المغربية أيضا نصيب في هذا الموسم إذ دعا لهذه الدورة الفنانات المغربيات المتميزات ليلى المريني وإحسان الرميقي وسلوى الشودري وسميرة القادري ، فضلا عن الفنانة البحرينية حنان رضا باعتبار مملكة البحرين هي ضيف شرف هذه الدورة من موسم أصيلة الثقافي الدولي. كما دعا الموسم فرقة محمد بن فارس وفرقة الحضرة الشفشاونية برئاسة أرحوم البقالي وفرقة شباب تطوان للموسيقى الأندلسية بقيادة فهد بن كيران وفرقة الهلال الموسيقية من تطوان ورباعي أحداف وفرقة أهل أصيلة للمديح والسماع وفرقة أريج النسوية برئاسة محمد لطفي الخمال بإشراف جمعية الموسيقيين الشباب للتنمية الثقافية والاجتماعية بطنجة. وبحديقة أحمد عبد السلام البقالي، تم تنظيم معرض الكتاب البحريني المفتوح على المجالات الإبداعية على اختلافها، كما احتضن مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية «معرض الفن البحريني المعاصر: آفاق جديدة»، الذي يندرج تحت مظلة برنامج «الفن عامنا» للعام 2014، ويتضمن بعضا من مقتنيات متحف البحرين الوطني ومقتنيات خاصة للفنانين المشاركين. وعلاوة على معرض الأزياء البحرينية، الذي تم تنظيمه بدار الثقافة طيلة أيام النسخة الحالية من الموسم، تم بالتعاون مع مجلة «نساء من المغرب» تنظيم عرض أزياء لنبيلة الغياتي . أما برنامج الفنون التشكيلية، فيتضمن مشاغل للنحت بمشاركة الفنانين البحرينيين خالد فرحان وخليل الهاشمي، ومشغلا لصباغة الجداريات تحت إشراف يونس الخراز وسناء السرغيني ومحمد العنزاوي، ومشغلا للحفر تحت إشراف مليكة أكزناي والسرغيني وخوان فاياداريس (البيرو) وأكيمي نوغوشي (اليابان). كما يتضمن البرنامج مشغلا للصباغة تحت إشراف الخراز والسرغيني ولبنى الأمين (البحرين)، ومرسم أطفال الموسم والخط العربي تحت إشراف كوثر الشريكي (الصباغة) وخالد الساعي من سورية (الخط العربي)، وكذا مرسما للطفل ومشغلا لكتابة وإبداع الطفل. فتحت إشراف الشاعرة والكاتبة إكرام عبدي، وبتأطير من الكاتب العربي بن جلون والباحث والناقد الأدبي هشام العلوي، تم تنظيم مشغل كتابة وإبداع الطفل مع الانفتاح في هذه الدورة على مجال السينما بعرض وتحليل مشاهد من أفلام مغربية، وهو مشغل توج الجمعة الماضي بمنح جائزة «أحسن طفلة مبدعة» أو«أحسن طفل مبدع». وهذه المشاغل «تنظم إيقاع أنشطة المدينة (...) إنها مختبر يصنع فناني الغد، ومشتل فني مستمر يضخ دماء جديدة في الجسد الفني للمدينة»، وفق تعبير الناقد الفني فريد الزاهي الذي نسق ندوة «الفن التشكيلي العربي المعاصر: الرهانات والتحديات» التي نظمت يومي 17 و18 غشت في إطار موسم أصيلة الثقافي الدولي.