افتتحت دار الشعر بتطوان موسمها الشعري والثقافي بتنظيم «ليلة الشعر»، الجمعة 29 شتنبر الجاري، بحديقة مدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان. وشارك في «ليلة الشعر» هاته أحمد بلبداوي و أمينة المريني و محمد بشكار. كما أحيا هذه الليلة الفنان المطرب والملحن المغربي مصطفى مزواق، الذي سجل للإذاعة الوطنية نحو 50 أغنية، وله نحو 100 أغنية مسجلة لدى الجمعية الدولية العامة للمؤلفين والملحنين. ويمثل الشعراء المشاركون أبرز أجيال الشعر المغربي المعاصر، حيث ينتمي أحمد بلبداوي إلى الرعيل الأول لجيل السبعينيات، بتجربته الزاخرة، وتمثل المريني جيل الثمانينيات، ورهاناته المغايرة، بينما يبقى محمد بشكار جيل التسعينيات، بمنطلقاته الجديدة ومقترحاته الجمالية المتجددة. ومن جهة أخرى، يمثل هؤلاء مختلف إيقاعات الشعر المغربي ومقاماته، من شعر التفعيلة إلى الشعر العمودي حتى قصيدة النثر. فبينما عادت أمينة المريني إلى إعادة تشكيل صوتها الشعري على إيقاع الخليل وأوتار التفاعيل، بنفس صوفي وجداني، كان أحمد بلبداوي قد انشغل بالتشكيل البصري في الشعر، ليظل من رواد القصيدة الكاليغرافية في المغرب، ومن الذين دونوا تجربتهم الشعرية وشكلوها بخط اليد والجسد، وهو يجمع في قصيدته ما بين الإيقاعين الصوتي والبصري، التفعيلي والتشكيلي. وهو صاحب تأويلات وتأملات في فنون الشعر وشجونه، سمت به إلى أن يكون من جمهرة الشعراء النقاد في المغرب. أما محمد بشكار فقد انتصر للتجريب الشعري والأفق النثري للقصيدة، الذي يفتحها على إبدالات إيقاعية ودلالات لا متناهية، مع اشتغال خاص على المعجم والتراث الشعري العربي العريق. وتتواصل تظاهرات دار الشعر بتطوان، من خلال مجموعة من البرامج واللقاءات الشعرية والنقدية، من ليالي الشعر إلى ليالي الزجل، ومن توقيع إصدارات شعرية ونقدية، وعقد ندوات فكرية ونقدية، إلى إحياء احتفاليات فنية، وتنظيم ورشات ومحترفات في الكتابة الشعرية.