خاضت عائلة المعتقل السلفي نبيل الجناتي صبيحة الجمعة 22 غشت 2014 وقفة احتجاجية أمام سجن سلا 2 احتجاجا على عدم سماح إدارة مستشفى ابن سينا بالرباط بتسليم جثة ابنها لها قبل أداء تكاليف الاستشفاء، وذلك حسب ما نشرته اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين في موقعها الرسمي. وأقرت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في بلاغ لها الخميس الماضي، أن الهالك نبيل جناتي كان يعاني منذ إيداعه بالمؤسسة السجنية في 7 نونبر 2012 من مرض «عقلي ونفسي تطلب عرضه على أخصائي في الأمراض العقلية والنفسية تابع للمندوبية من أجل الإشراف ومتابعة حالته»، وأنه كان معتقلا بالسجن المحلي سلا 2 ويقضي حكما بخمس سنوات سجنا من أجل تكوين عصابة إرهابية، «توفي ليلة الأربعاء الخميس 20 و21 غشت الجاري بالمستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط، إثر تدهور حالته الصحية». وكان دفاع المتهم أحمد راكيز في تصريحاته الإعلامية قد حمل مسؤولية وفاة موكله للقضاء لأنه لم يأخذ بدفوعاته التي قدم بها شهادات تثبت أن موكله كان يعاني خللا عقليا طرد بسببه من عمله بالجيش المغربي الذي دام ل7 سنوات. ويأتي إعلان المندوبية العامة المعترف بالمرض العقلي للمتهم ليطرح التساؤل: لماذا بقي الجناتي في السجن رغم العلم بحالته العقلية ؟ أين دور القضاء في الحكم على مختل عقليا وكأنه شخص سليم؟ وأين حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة؟. وأوضح البلاغ أن السجين الهالك كان يحظى بالعناية الطبية من طرف الطاقم الطبي العامل بهذه المؤسسة». وفي نفس السياق فقد أفادت منظمة «العدالة للمغرب «في بلاغ لها، أنها أنذرت في بيانات عديدة من خطورة وضع الجناتي الصحي، مبينة أنه كان يعاني من اضطرابات نفسية تضاعفت بعد سجنه، مضيفة أن «إعاقته» هاته «لم تعفه من ظلام السجون وأقبيتها». وحملت المنظمة الحقوقية، في البلاغ ذاته، «كامل مسؤولية» وفاته للمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، قائلة إنها «أهملته حتى تضاعفت حالته وآلت إلى ما آلت إليه الآن.» كما أكد الناطق الرسمي للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين أن سبب مرض الجناتي هو الدولة المغربية، إذ هي من تتحمل مسؤولية ما وقع له حسب تعبيره، لأنهم لم يبالوا لمرضه ولما يعانيه من ضغوطات نفسية متهمين أيضا إدارة السجن بالإهمال الطبي. ومن جانبه طالب والد الجناتي بإجراء تحقيق يكشف السبب الحقيقي لوفاة ابنه. ويأتي موت الجناتي مضربا عن الطعام بعد قضاء الطالب المزياني نحبه بنفس الطريقة ليفاقم من الجدل الدائر بشأن تزايد وتيرة وفاة معتقلين مضربين عن الطعام في السجون المغربية، وعلى من تقع المسؤولية في ذلك.