يسود داخل الأوساط التعليمية ، مع مطلع الدخول المدرسي الجديد ارتباك وقلق ، بلغ حد الغضب لدى بعض نساء ورجال التعليم ،وسبب هذا الارتباك وهذا القلق ، هو سيل المذكرات الصادرة عن الوزير ، دون اعتبار للرسالة التي يطلع بها نساء ورجال التعليم ودون احترام للسنوات التي أفنوها من شبابهم في تربية وتنوير الأجيال .. حيث صارت امرأة ورجل التعليم ، مجرد قطع شطرنج يحركها المسؤولون كما يشاؤون .. ولعل حركة تدبير الفائض هي أسطع مثال على ما نقول ، حيث تنص المذكرة على اجبار الأستاذ الفائض عن الحاجة ، على المشاركة في حركة انتقالية داخل الجماعة التي يشتغل فيها ، فاذا «انتقل» (والحقيقة أنه نقل) بموجب هذه الحركة الاجبارية ، وليس الانتقالية الى مؤسسة من المؤسسات التي يكون قد أجبر على طلبها ، فذاك واذا لم يحظ بذلك نظرا لإسناد المنصب لمن هو أكثر نقطا .. آنذاك يعين المعني بتكليف ، في مؤسسة خارج الجماعة التي كان يشتغل فيها .. ولكم أن تتصوروا أستاذة أو أستاذا ، قضى سنوات عديدة بمؤسسة تعليمية ما ، ورغبة منه في القرب من محل سكناه ، استطاع ان ينتقل في اطار عملية تبادل ، الى مؤسسة تحقق له هذا الهدف .. لكن سرعان ما يخيب أمله ، لما تتغير بنية المؤسسة ويصير فائضا عن الحاجة ، وبالتالي يصبح مجبرا على المشاركة في حركة انتقالية ، يتبارى من خلالها على مؤسسات ، أبعد بكثير من تلك التي كان يشتغل بها قبل التبادل و وقد يكون الأمر مقبولا لو أن الانتقال الى هذه المؤسسة كان بتكليف ، وليس بتعيين .. جل ان لم تكن كل المؤسسات التعليمية ، تعاني الخصاص في العديد من المواد بالرغم من أن الدخول المدرسي كان يوم السابع من شتنبر وهو موعد الانطلاق الفعلي للموسم الدراسي .. وحتى حركة تدبير الفائض هاته ، وعلى علاتها ، فانها ما زالت لم تجر بعد ، ونحن على مشارف انهاء ثلثي الشهر الجاري .. اضافة الى هذه المذكرة هناك مذكرة الحركة المحلية التي لايقل تأثيرها من حيث الحاق الغبن بالأسرة التعليمية ، عن المذكرة السابقة .. ويتجلى ذلك ، في كون أن العديد من نساء ورجال التعليم، الذين أمضوا سنوات عدة ، في مؤسسات بجماعات خارج الجماعة التي يسكنون فيها ، عندما يشارك أغلبهم وهم على مشارف نهاية خدمتهم في الحركة المحلية ، يطاله غبن آخر ، ذلك أن نساء ورجال التعليم ، الذين وردوا للتو ، على المديرية الاقليمية ، قادمين من مديريات ومدن أخرى في اطار الحركة الوطنية .. يسمح لهم ثانية بالمشاركة في الحركة المحلية .. حيث يستفيدون من فرصتين ، الأولى جعلتهم يلتحقون بالمديرية الاقليمية الجديدة ، والثانية تجعل الكثير منهم يفوز باحسن المناصب المتبارى عليها داخل المدار الحضري .. ليظل الذي كان يشتغل ببوادي المديرية الاقليمية لسنوات ، بعيدا عن تحقيق حلمه في انهاء مساره المهني في مؤسسة بالقرب من أبنائه . كذلك هناك غبن آخر لا يقل ايلاما عن سابقيه ، ويتمثل في حركة اللالتحاق بالأزواج ..حيث كثيرا ما وجدنا أن العديد ممن مازلن أو ما زالوا في بداية حياتهم المهنية ، وكامل لياقتهم البدنية ، أسند لهم التدريس داخل المدينة ، في اطار اللالتحاق بالزوج ، في حين يظل الذي شارف على التقاعد ، مضطرا لقطع عشرات الكيلومترات ذهابا وايابا ..