أثار تقرير أصدرته الخارجية الأمريكية، حذّرت فيه رعاياها من التوجّه إلى الجزائر، جدلا واسعا في الأوساط السياسية والإعلامية الجزائرية بشأن خلفياته ودلالاته. واعتبرت أوساط قريبة من السلطات الجزائرية التقرير الأمريكي ابتزازا للجزائر وردّ فعل على رفضها قبول طلب أمريكي بإنشاء قواعد لطائرات دون طيار داخل أراضيها، في حين أكّد مراقبون أنّ ما ورد في التقرير أمر منتظر باعتبار أنّ الوضع الأمني في الجزائر ليس مستقرا مائة بالمائة، لاسيما أنّ السلطات تعتمد التعتيم والغموض في هذا الملف. وأكّدت الخارجية الجزائرية، أول أمس، أنّ تحذير الولاياتالمتحدة لرعاياها من السفر إلى الجزائر، لا علاقة له بحقيقة الوضع الأمني في البلاد. وفي بيان أصدرته الخارجية الجزائرية، قال عبدالعزيز بن علي الشريف، المتحدث باسم الوزارة «إن الصيغة الجديدة من الوثيقة المعروفة باسم التحذير من السفر التي نشرها مكتب الشؤون القنصلية في وزارة الخارجية الأمريكية ليست حدثا هامّا». وأضاف الشريف أن الأمر يتعلق ب»وثيقة روتينية ومكررة توجّه إلى الرعايا الأمريكيين الموجودين بالجزائر أو الراغبين في التوجه إليها لاعتبارات تتعلق بقانون بلادهم». وكانت الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا، حذرت فيه مواطنيها من السفر إلى الجزائر بسبب خطر تنامي التهديدات الإرهابية وعمليات الاختطاف، ويعد التحذير الرابع من نوعه منذ بداية العام الجاري. وأشار المتحدّث إلى أنّ «هذه الوثيقة.. ستؤدي للأسف إلى تحويل الأنظار عن المسارح الحقيقية للإرهاب»، قائلا إنّها «لا تمت بصلة إلى الحقائق المؤكدة حول الوضع الأمني في الجزائر ولا إلى نوعية الشراكة الجزائرية/الأمريكية في عدد من المجالات الجوهرية». كما أكّد أن الجزائر من وجهة النظر الاستراتيجية قد تغلبت على الإرهاب وأصبحت من الفاعلين الأساسيين في التعاون لمكافحة الإرهاب في العالم. ولادة مجموعة مسلحة للطوارق شمالي مالي قال مصدر أمني مالي، أمس، إن شمال البلاد شهد ولادة مجموعة مسلحة جديدة» للدفاع الذاتي» للطوارق، تنتمي إلى قبيلة «إيمغاد»، وتسمّى «غاتيا»، وتعتبر مقرّبة من حكومة باماكو. وأضاف المصدر الأمني في تصريحات صحفية، مفضلا عدم الكشف عن هويته، أنّ هذه المجموعة المسلحة الجديدة تدّعي امتلاكها لقوة تتألف من نحو ألف مقاتل، إضافة إلى قاعدة بين مدينتي غاو وكيدال (شمال). وتعارض «غاتيا» جميع أشكال الحكم الذاتي شمالي البلاد، وخصوصا في منطقة «كيدال»، حسب المصدر نفسه الذي لفت إلى أنها مقربة من الجنرال «آلاجي غامو»، والذي ينتمي إلى قبيلة «إيمغاد»، وهو من المتمردين السابقين خلال الفترة من 1990 إلى 1995، قبل أن يتمّ إدماجه صلب الجيش المالي. وحسب خبراء فإن «إيمغاد» هي عبارة عن قبيلة ذات غالبية بين الطوارق في مالي، وتضم أكثر من نصف مليون شخص من إجمالي 16.5 مليون نسمة. كما تسعى «غاتيا» إلى المشاركة في محادثات الجزائر حول الأزمة في مالي، والتي من المنتظر أن تستأنف في العاصمة الجزائرية، في الأول من شتنبر القادم، وذلك بعد أن كانت مقررة في 17 غشت الجاري، حسب ذات المصدر. وكان وزير الشؤون الخارجية والتكامل الأفريقي والتعاون الدولي في مالي عبدالله ديوب وافق، أمس الأول، خلال مؤتمر صحفي، على تأجيل الجولة الثانية من المفاوضات حول السلام في شمال مالي. وجرت المرحلة الأولى من محادثات السلام، خلال الفترة الممتدة من 16 إلى 24 يوليوز 2014 في الجزائر العاصمة، بين وفد مالي بقيادة وزير الشؤون الخارجية والمجموعات المسلحة الرئيسية في شمال البلاد. ووفقًا لمصادر عسكرية مالية ودبلوماسية أجنبية، فإنّ «غاتيا» «لن تكون مستعدّة، في الوقت الراهن»، للجلوس حول طاولة واحدة مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد، ومجموعة الطوارق الأكثر ظهورا على الصعيد الإعلامي، والتي تطالب، بشكل رئيسي، بالحكم الذاتي في منطقة ‹أدرار› بكيدال. ويتعرض أفراد قبيلة إيمغاد، خلال الأشهر الأخيرة، إلى هجمات انتقامية من طرف الحركة الوطنية لتحرير أزواد، وذلك ردّا على استهداف الأخيرة من طرف القوات المسلّحة في مالي، بقيادة الجنرال «غامو.»