تميز «الفعل الشبابي» بخنيفرة بالحفل الموسيقي والفني الذي نظمته «جمعية أغورا للإبداع المسرحي والثقافي»، وذلك من خلال انتهازها فرصة إحياء اليوم العالمي للموسيقى، رغم إمكانياتها الذاتية المحدودة، لفتح أحضانها للعديد من الطاقات الشابة المحلية، في مبادرة متميزة واستثنائية صفق لها المتتبعون للمشهد الجمعوي بحرارة، لما لها من دلالات وأبعاد ثقافية بالنظر للنقص الذي تعاني منه المدينة بخصوص المسابقات الموسيقية واكتشاف المواهب، وكذا عدم وجود أي معهد موسيقي يمكنه تجميع وصقل هذه المواهب لتكون في مستوى المنافسات والتطلعات. وفي هذا الصدد افتتح الحفل الفني بكلمة لرئيس الجمعية، ياسين أحجام، استعرض من خلالها طبيعة الحفل وأهدافه النبيلة، باعتبار الشباب الضحية الأولى للانحراف والتيه والفراغ الثقافي والفني، وكيف ارتأت الجمعية فتح بابها للشباب بغاية ترسيخ الثقافة الفنية، وبينما تفاعل المدعوون إيجابا مع الحفل، لم تتخلف عدة فعاليات وفرق شبابية عن المشاركة بألوانها وأشكالها ومذاهبها الموسيقية، حيث تم تأثيث الفضاء بمجموعة من الفقرات واللوحات الفنية الراقصة والترفيهية التي استطاعت أن تلهب الجمهور الحاضر في أجواء صاخبة ومنسجمة، والتي لم تتوقف إلا لمدة دقيقة واحدة تلك التي وقف فيها الجميع ترحما على شهداء غزة الصامدة. الحفل الفني حضرت فيه فنون الفلامينكو، بريك دانس Break dance، الراب، الروك، بيت بوكس beatbox، إر. إن. بي. RNB، إلى جانب الأغاني التراثية المغربية، الأمازيغية منها والعربية، وذلك بإبداعات فنية شابة شارك فيها طارق وسيمو، عبد الرحيم أوشير، زهير أولجهاد، أنور حيدر، فرقة الحسين مسكوري، إيمان مركاوي، حمزة أوتفردين، الثنائي نصر وزكرياء، فرقة A24، وشادي، حيث امتزج الحفل بحركات فنية ومعزوفات على الكمان والوتر والقيتارة وآلات أخرى غربية، اجتمعت كلها في فضاء واحد وخلقت أمسية دافئة لونها العالمية والسلمية والجمالية، وهدفها العام إتاحة الفرصة لأكبر قدر متاح من الطاقات لإبراز مواهبها، بينما لم يفت الجمعية إشراك الشاب خالد جبجي من خلال عرض نماذج من رسوماته من «الكاريكاتور الالكتروني» التي نالت استحسان الحاضرين. وإيمانا منهم كشباب، لم تتوقف مكونات «جمعية أغورا للإبداع المسرحي والثقافي» بخنيفرة عن طموحاتها، منذ ميلادها قبل سنتين، واشتغالها بافتتاح ورش مسرحي، عبر خلق تداريب أولية في هذا المجال، لكنها، يقول رئيس الجمعية لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، لم تستطع تتويج هذا الورش بعمل مسرحي لعدة ظروف، منها أساسا «ما يتعلق بانعدام أو ضعف البينة التحتية اللائقة، أو المهدد منها بالإغلاق أو الهدم»، مضيفا أن البرنامج المسطر للحفل الفني لم يتم عرض منه إلا نسبة الثلث، حيث اضطرت الجمعية إلى الإخلال ببرنامجها المسطر لكثرة طلبات المشاركة عقب ساعات الحفل ذاته»، وإن جاء البرنامج المنفذ على حساب البرنامج الأولي، فإنه، حسب رئيس الجمعية، مر وفق الهدف الأساسي للحفل ككل، وتحدث عن فرق أخرى لم تستطع الجمعية إدراجها لمحدودية الفترة الزمنية المتاحة، مع أمل في إعادة تنظيم تظاهرة أخرى مماثلة قريبا.