استجابة ل «الجبهة المحلية للتصدي للحكرة والتهميش» بميدلت، شارك المئات من المواطنات والمواطنين، ومن الفعاليات المحلية والهيئات الحقوقية والنقابية والجمعوية والسياسية الديمقراطية، الخميس 10 غشت 2017، في المحطة الاحتجاجية التي كان مقررا أن تنطلق، في مسيرة احتجاجية سلمية، من نقطة التجمع، أمام المحطة الطرقية القديمة، باتجاه المستشفى الإقليميبالمدينة، إلا أنها حوصرت بطوق قمعي للقوات العمومية، وتم منعها من الانطلاق، لتظل بمكانها في وقفة احتجاجية صدحت فيها حناجر المشاركين بمجموعة من الشعارات والهتافات التي نددت بالوضع الصحي المتردي، على المستوى المحلي والإقليمي. وبينما لم تتوقف حناجر المتظاهرين عن التنديد بالمضايقات والاستفزازات والمقاربات الأمنية التي تواجهها الحركات الاحتجاجية وأشكال التظاهر السلمي بالإقليم، اشتعل المكان بعدة شعارات تستنكر مظاهر الفساد والنهب والاستبداد وغلاء المعيشة، والحكرة والتهميش والإقصاء والعطالة، واستمرار انتهاكات حقوق الإنسان في التظاهر السلمي وحرية الرأي والتعبير، واستهداف ما تبقى من مكتسبات الجماهير الشعبية، وتردي الخدمات العمومية. ومن خلال بيانها الختامي الذي حصلت «الاتحاد الاشتراكي» على نسخة منه، أعلنت الجبهة المحلية عن تنديدها القوي بالوضع الصحي الذي يعرفه إقليم ميدلت، والمتجلي أساسا في «التدبير الإداري السيء للقطاع»، و»الخصاص المهول في الموارد البشرية، خصوصا أطباء الاختصاص والأطر التمريضية»، ثم «النقص الحاد في التجهيزات والأدوية»، و»الضعف الكبير لخدمات المختبر الطبي وعجزه عن إمكانية إجراء ما ينبغي من التحاليل»، في حين استنكر ذات البيان ما وصفه ب «استفحال ظاهرتي الزبونية والمحسوبية في تقديم الخدمات»، و»الغياب المتكررن ولمدد طويلة، لأطباء أغلب التخصصات»، إضافة إلى مشكل «المواعيد الطويلة الأمد، والتي تصل أحيانا إلى سنة»، على حد البيان. وإلى جانب إشارته، بامتعاض كبير، ل «ضعف الطاقة الإيوائية للمستشفى الإقليمي، والتي لا تتعدى 70 سريرا، فيما كان المستشفى السابق، والمغلق، يتوفر على 130 سريرا»، أعلن بيان الجبهة المحلية عن شجبه الشديد حيال «ضعف التجهيزات الطبية بالنسبة للكثير من التخصصات: طب العيون وطب العظام، على سبيل المثال لا الحصر، واستحالة القيام بأبسط العمليات العلاجية»، إلى جانب واقع النقص الكبير، إن لم نقل انعدام سيارات الإسعاف، لغياب أي سيارة مجهزة»، فضلا عن «غياب وسيلة لنقل المواطن البسيط بعد مغادرته المستشفى وهو في حالة يصعب معها التنقل راجلا إلى المدينة»، إلى غير ذلك من مظاهر أزمة القطاع. ومن جهة أخرى، لم يفت الجبهة المحلية التشديد على ضرورة فتح تحقيق جدي في ملفات صحية معينة، منها أساسا «ظروف وملابسات وفاة الأم وطفلها يوم 19 يوليوز المنصرم»، و»صلاحية أجهزة تصفية الكلى بمركز تحاقن الدم بكل من بومية وميدلت»، وفي «الغياب المستمر لمجموعة من الأطر الصحية»، و»مدى تطبيق المخطط الصحي للوزارة في توزيع الموارد البشرية»، حيث حملت الجبهة كامل المسؤولية ل «مدبري قطاع الصحة، وعلى رأسهم عامل الإقليم، في ما آلت إليه أوضاع القطاع بالإقليم، ودعت إلى تنفيذ مطالب مواطنات ومواطني ميدلت وحقهم في صحة عمومية مجانية، وخدمات صحية ترقى إلى مستوى تطلعاتهم، عوض اعتماد المقاربة القمعية التي لن تثنيهم عن التمسك بحقوقهم العادلة والمشروعة. وقد جاء قرار الدعوة للمسيرة الاحتجاجية نحو المستشفى الإقليمي، في إطار مواصلة «الجبهة المحلية للتصدي للحكرة والتهميش»، بميدلت، لبرنامجها النضالي المحلي من أجل مطالب المواطنات والمواطنين، وفي كل اجتماع لمكونات الجبهة يتم استحضار مختلف القضايا والأوضاع التي تعرفها البلاد، حيث تم تناول أحداث الريف وغيرها من المناطق، وموضوع استشهاد كل من الغازي خلادة، المضرب عن الطعام بسجن بني ملال احتجاجا على اعتقاله التعسفي لحماية مافيا العقار، وعماد العتابي الناشط الريفي الذي فارق الحياة متأثرا بما تعرض إليه خلال تدخل القوات العمومية لفض تظاهرة بالحسيمة، في العشرين من يوليوز المنصرم، كما لم يفت الجبهة التنديد باستمرار اعتقال الصحفي حميد المهداوي .