قال محمد سالم الشرقاوي، المدير المُكلف بتسيير الأمور الجارية لوكالة بيت مال القدس الشريف إن جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، قد وَجّه الوكالة للعمل الاجتماعي الميداني الملموس، الذي يعود بالأثر المباشر على حياة سكان القدس، وهو ما منح المؤسسة بُعدا اجتماعيا ملموسا. وأكد الشرقاوي في حوار أجرته معه «الاتحاد الاشتراكي» على هامش اختتام فعاليات المخيم الصيفي الذي نظمته الوكالة لفائدة خمسين طفلا وطفلة من القدس على مدى أسبوعين بالجديدة، ببرنامج يتضمن عددا من الورشات الفنية والتربوية والتعبيرية،وزيارات لمجموعة من المخيمات والمدن والمآثر. إن برامج الوكالة ومشاريعها أثبت أن إيصال الدعم إلى مستحقيه من أهل القدس مُمكن، من خلال مبادرات نوعية يستفيد منها السكان بمختلف فئاتهم. وأعرب مسؤول الوكالة عن أمله في أن تتمكن الوكالة من النهوض بمسؤولياتها، حسب الاختصاصات المخولة لها بموجب نظامها الأساسي، باعتبارها الأداة المُثلى لتنسيق الدعم العربي والإسلامي الموجه إلى القدس، لحماية المدينة ودعم صمود سكانها على أرضهم. وفي ما يلي نص الحوار: p نحن نعيش اختتام فعاليات المخيم الصيفي الناجح الذي نظمته وكالة بيت مال القدس الشريف في الجديدة.. ما هي الرسائل التي تودون توجيهها من خلال هذا النوع من المبادرات؟ n بالفعل، فنحن نُنهي الدورة العاشرة للمخيم الصيفي الذي دأبت الوكالة على تنظيمه كل سنة لفائدة أطفال من القدس، تحت الرعاية المولوية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، وفي الضيافة الكريمة لجلالته. ويستفيد كل سنة خمسون طفلا وطفلة من المخيم، الذي تشرف هذا العام بحمل اسم «صاحبة السمو الملكي الأميرة للامريم»، وتوج بالاستقبال التاريخي الذي حظي به أطفال القدس ومؤطروهم من قبل صاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير مولاي الحسن، وفي لحظة مُفعمة بالمشاعر، ستظل محفورة في ذاكرة الأطفال. وإذا كنت تطلب الرسائل التي تطبع هذا النوع من المبادرات، فإنه في واقع الأمر ليس هُناك رسائل، بل هُناك عمل ملموس من خلال برامج ومشاريع نوعية، نسعى إلى أن يكون لها الأثر المباشر على حياة أهل القدس. وهذا بالضبط هو البُعد الاجتماعي الذي أعطاه جلالة الملك، رئيس لجنة القدس، لعمل الوكالة، وهذه هي فلسفة اشتغالها في القدس. p هل حققت لجنة القدس أبعادها السياسية والاجتماعية برئاسة المغرب؟ n عمل لجنة القدس، برئاسة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يسري على مسارين هما: المسار السياسي ويشمل مبادرات جلالة الملك وجهوده المشكورة من خلال التنسيق مع المؤسسات الشرعية الفلسطينية، والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، ورئاسة الاتحاد الأوروبي، والرباعية الدولية، وبابا الفاتيكان، واليونيسكو، واللجنة الدائمة للدفاع عن الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف وغيرها من الأوساط المؤثر عالميا. أما المسار الاجتماعي التضامني مع المدينة ومع أهلها، فتضطلع به وكالة بيت مال القدس الشريف باعتبارها الذراع الميدانية للجنة القدس، من خلال مشاريعها لحماية المدينة والحفاظ على طابعها الديني والحضاري ودعم صمود سكانها. وتتوزع مشاريع الوكالة على القطاعات الاجتماعية ذات الأولوية،وهي التعليم والصحة والرياضة ودعم المرأة والشباب والطفولة وبرامج المساعدة الاجتماعية. p نعم.. نحن نلمس أثر برامج الوكالة من خلال ما ارتسم على وجود أطفال القدس ومؤطريهم من مشاعر الفرح والابتهاج التي لاحظناها وهم يجوبون شوارع الجديدة والمخيمات والمآثر؟ n هو كذلك.. وأعتقد، بصدق، أن رسم الفرحة على شفاه هؤلاء الصغار لا يُقدر بثمن.. ولعلي سمعتُ، في أكثر من مناسبة، ما يُعبر عنه أهل القدس من عبارات الامتنان للمغرب ولملكه وشعبه وهي عبارات صادقة تنم عن الاعتراف بأثر وقيمة التضامن المغربي الثابت مع أشقائه الفلسطينيين والمقدسيين على وجه الخصوص، مسلمين ومسيحيين. واسمح لي أن أثني على التزام أطفال القدس، رغم حداثة أعمارهم، بقضايا بلادهم، وهو ما يؤكد، ماإذا كان الأمر يحتاج إلى تأكيد، أن مساندتهم ودعمهم واجب مؤكد يتعين أن يبقى في طليعة الأولويات، وهي القناعة الراسخة التي تحفز وكالة بيت مال القدس الشريف على الاستمرار في أداء رسالتها، رغم محدودية الإمكانيات. p على ذكر الإمكانيات.. ماهي موارد الوكالة وحجم استثماراتها في القدس؟ n في حقيقة الأمر، وضعت الوكالة خطتها الخمسية 2014-2018 أمام أنظار مجلس الإدارة المنعقد في 18 يناير 2014 لتعبئة التمويل اللازم للمشاريع والبرامج المدرجة في الخطة بقيمة 30 مليون دولار على مدى خمس سنوات. ومنذ ذلك الحين، لاتزال الوكالة محافظة على وتيرة إنجاز في حدود مليوني دولار في السنة، مما سيمكننا من إنجاز مشاريع بحوالي 10 ملايين دولار عند نهاية عام 2018، وهو ما يجعلنا بعيدين، للأسف، عن تحقيق الأهداف المرسومة. ولولا دعم المملكة المغربية، وبعض الخواص، أفرادا ومؤسسات، لما تمكنا من المحافظة على هذه الوتيرة في العمل. ولعل انحصار التمويل دفعنا إلى إعادة النظر في أولويات العمل بالتركيز على المشاريع المتوسطة وبرامج المساعدة الاجتماعية كالأيتام والمنح الدراسية ومساعدة الأشخاص في وضعية صعبة، ومشاريع تمكين المرأة والاهتمام بالشباب والطفولة ومن ضمنها المخيم الصيفي، الذي يُعقد، كل سنة، في الضيافة الكريمة لجلالة الملك، .