تحظى مدينة القدس بمكانة مميزة عند إتباع الديانات السماوية الثلاث، حيث تجتمع فيها الرمزية والقداسة لتلك الأديان، وقد كان لربط بين مكةالمكرمةوالقدس الشريف في حادثة الإسراء والمعراج الدور الرئيس في جعل القدس العاصمة الروحية للمسلمين وهي قبلتهم الأولى ، الا ان الاسلام تميز عن الدينات الاخرى ان احتض قداسة المكان الى اتباع الديانات السماوية الاخرى جغرافيا وروحيا واظهر كل التبجيل للاماكن المقدسة والرسل السابقين واعتبر ان الديانة الاسلامية مكملا لتلك الرسالات قال تعالى ، )قولوا آمنا بالله وما أُنزل على إبراهيم و إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم، لا نفرق بين أحد منهم، ونحن له مسلمون( (البقرة: 136). تعرضت مدينة القدس على مر العصور إلى غزوات ومعارك كان من أشدها فتك الغزو الإفرنجي حيث قضوا على الرجال والنساء والأطفال واحرقوا الجثث وغاصت ركب خيلهم بدماء أهل المدينة المقدسة و قد تشابه الغزو الإفرنجي مع الغزو الصهيوني في نهج القتل والتشريد كوسيلة للقضاء على أهل المدينة المقدسة حتى مدة احتلال المدينة من الطرفين تكاد تتقارب فان أمضى الفرنجة في القدس قرابة تسعة عقود فالصهاينة امضوا لغاية الآن سبعة عقود وأهل القدس لم ولن يفقدوا الأمل في تحريرها وان طال الزمن. تشكل مدينة القدس القلب لفلسطين ، وربما كان أقدم اسم أطلق عليها هو اسم (يبوس ) نسبة إلى اليبوسيين الكنعانيين الذين قاموا ببناء المدينة ، ومن ملوك اليبوسيين الملك "ملكي صادق" والذي عرف بالتقوى وحبة للسلام ويعتقد أن إطلاق تسمية اور سالم على القدس كان لهذا السبب لتكون مدينة للمحبة والسلام ، ومن ثم حرف هذا الاسم ليصبح (أوروشاليم) ، وسالم كما هو معلوم أحد آلهة الكنعانيين المعني بالسلام والأمن لذلك فهي مدينة الإله سالم أو السلام. ومن ثم أصبح اسمها مدينة داود بعد أن دخلها داود عليه السلام واتخذها عاصمة له ومع قدوم لاسكندر المقدوني واجتياحه للمنطقة واستيلائه سنة 330 ق م عليها أصبح اسم المدينة هيرو سوليما ، وفي العهد الروماني أطلق عليها الإمبراطور الروماني ايليوس هندريان أسم (أيليا كابيتولينا). وبقي هذا الاسم متداولاً حتى الفتح الإسلامي ، وأطلق عليها المسلمون فيما بعد أسم "القدس" و "بيت المقدس" وبقي اسم القدس الأكثر انتشاراً بين العامة والخاصة من تاريخ الفتح الإسلامي إلى يومنا هذا. فجوهر القضية العربية ولا أقول القضية الفلسطينيةالقدس لأنها قضية كل العرب حيث تقوم اسرائيل ليلا ونهار بمحاولات التهويد وتغيير ملامح المدينة المقدسة جغرافيا وسكانيا و تمارس كل أنواع الغطرسة والتظليل في ظل ما تتعرض له الأمة من حالة تفكك وانهيار جراء ما يعرف بالربيع العربي الذي حول معظم البلدان العربية إلى بلدان بلا سيادة ، والى أن تشهد الأمة حالة جديدة من النهوض يمكنها أن تسمع كلمتها لهذا المجتمع الدولي الذي لا يعرف إلا لغة القوة ، ستبقى اسرائيل تعيش حالة من الغطرسة لا يمكن ردعها. من خلال هذه العرض الموجز يتضح أن كل الادعاءات الصهيونية بحق اليهود في القدس والمسجد الاقصى باطلة وان كانوا صادقين يعلنوا على الملأ نتائج حفرياتهم الأثرية التي يدعون أنها حفريات وتنقيب علمي وما هي في حقيقة الأمر إلا محاولة لردم ومحوا حتى التاريخ الذي في باطن الأرض الذي يثبت أن فلسطين عربية وما كانت ولن تكون إلا عربية مهما حاول الصهاينة واتخذوا من اجراءات متمثلة في اعتبار القدس عاصمة لدولتهم او من خلال احراق او اغلاق للمسجد الاقصى معتمدين على قوتهم تفوقهم العسكري والعلمي في هذه المرحلة