على إثر الشكاية التي تقدمت بها ثلاث منظمات مدافعة عن حقوق المهاجرين ضد السلطات الإسبانية والمغربية، قررت محكمة في مليلية المحتلة فتح تحقيق حول ما إذا كان عدد من المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء قد تعرضوا لسوء المعاملة خلال محاولتهم تجاوز الحدود المصطنعة مع المدينة المغربية المحتلة في 18 يوينو الماضي. وقالت الشكاية، حسب ما نشرته وسائل إعلام إسبانية أن المهاجرين الأفارقة تعرضوا يومها إلى الضرب وانتهاك للحقوق المكفولة لهم من طرف الأمن المغربي تحت أنظار السلطات الإسبانية. وحسب ذات المصادر فقد وجهت المحكمة طلبا إلى قوات الحرس المدني الإسباني لتزويدها بلائحة عناصرها الذين كانوا في الخدمة أثناء وقوع الانتهاكات المفترضة والمسؤولين الذين كانوا متواجدين على الحدود الوهمية، بالإضافة إلى الأوامر التي تلقوها في كيفية التعامل مع المهاجرين الأفارقة كما طالبت المحكمة بتحديد هوية الأمنيين المغاربة الذين ظهور في شريط صوره بعض المراسلين يومها، وذلك عن طريق اللجنة المشتركة المغربية الإسبانية. وكانت المحكمة قد قبلت كدليل شريط فيديو مصور عن محاولة حوالي 400 مهاجر من جنوب إفريقيا التسلل إلى مليلية المحتلة فجر يوم 18 يونيو الماضي، حيث لم يتمكن أي واحد منهم من عبور الأسلاك الشائكة، وتبلغ مدة الشريط 48 دقيقة. وتضيف نفس المصادر أن الشريط يظهر أفرادا من القوات المساعدة المغربية، داخل المنطقة المحتلة يقومون بضرب أحد المهاجرين الأفارقة، وعلى مقربة منهم، حوالي 15 مترا، كانت تتواجد سيارة تابعة للأمن الإسباني دون أن يتدخل أحد منهم لحماية الضحية من العنف الذي طاله، كما يظهر الشريط مشاركة أفراد من الأمن المغربي والإسباني اقتياد مجموعة من المهاجرين من مليلية المحتلة إلى داخل التراب المغربي من بينهم مهاجرون كانوا مصابين بجروح. وقد عبرت الجمعيات المشتكية عن ارتياحها لقرار المحكمة القاضي في التحقيق في هذه الواقعة، معتبرة أن شريط الفيديو الذي تقدمت به يعتبر دليلا قويا على سوء المعاملة التي يتعرض لها المهاجرون الأفارقة على أيدي قوات الأمن المغربية بتواطؤ مع الأمن الإسباني، وهو ما يعتبر حسب هذه الجمعيات انتهاك للقوانين الإسبانية والأوروبية المتعلقة بحقوق المهاجرين. من جهة أخرى ذكرت وكالة أوروبا برس أن حوالي 200 من المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، حاولوا مرة أخرى ظهيرة أول أمس الخميس عبور الحدود الوهمية إلى مليلية المحتلة دون أن يتمكنوا من ذلك واضافت أوروبا برس أن سلطات المدينةالمحتلة اتخذت إجراءات وقائية، بما في ذلك طائرة مروحية، لمنع وصول المهاجرين الأفارقة، غير أن القوات المساعدة المغربية تمكنت من صدهم وتعتبر هذه أول محاولة للعبور إلى مليلية المحتلة منذ أسبوعين، وكانت السلطات المغربية قد تصدت في 25 يوليوز الماضي إلى حوالي 400 مهاجر إفريقي حاولوا الوصول إلى المدينة المغربية المحتلة. وسبق لوزير الداخلية الإسباني أن أعلن أن زهاء 80 ألف مهاجر إفريقي ، نصفهم موجود في المغرب والنصف الآخر في موريتانيا، يسعون إلى دخول إسبانيا بطرق غير قانونية عن طريق المدينتين المغربيتين المحتلتين، سبتة ومليلية.