ما زال الغموض «المخيف»يحوم حول الجريمة المروعة التي هزت ساكنة مدينة صفرو، قبيل انطلاق فعاليات الدورة 97 من مهرجان حب الملوك، والتي راحت ضحيتها طفلة لم تتجاوز بعد السادسة من عمرها، إذ عمدت مختلف الأجهزة إلى دفن ما تبقى من جسدها الصغير بعدما تم تقطيعه و حرقه ، بطريقة سرية يوم الثلاثاء الماضي ،حيث نقل جثمان الطفلة «خديجة»إلى مقبرة «بودرهم»ليوارى الثرى مباشرة بعد نقلها من مستودع الأموات بمستشفى الغساني بفاس، بعد إخضاعها لتشريح الطب الشرعي ودفنها بسرعة فائقة قبل حضور والدتها بعد أداء صلاة الجنازة عليها داخل المقبرة،ما جعل فعاليات جمعوية و حقوقية تحتج داخل المقبرة بترديد شعارات على ظروف دفن الطفلة فيما بدت أم الضحية مصدومة و سرعان ما انهارت داخل المقبرة . عائلة الطفلة المقتولة تحكي للجريدة عن الألم الكبير و العميق الذي تحس به جراء ظروف و ملابسات القضية و مازاد حزنهم هو سرعة السلطات و طريقة دفنها بدون السماح لهم بجلب الجثمان للبيت ولا حتى صلاة الجنازة عليها داخل المسجد «حسب تصريحهم». وعادت عائلة و أقارب الطفلة «المقتولة»لتؤكد أن السلطات الأمنية بالمنطقة الأمنية «صفرو»لم تتفاعل إيجابيا بالشكل المطلوب مع شكاية الأسرة التي قامت لوحدها بمجهودات كبيرة في البحث عن الطفلة على مستوى المدينة ، مقابل ما وصفته ب "لامسؤولية»التي طبعت تعامل المسؤولين مع الطفلة المقتولة وعدم تحركهم إلا بعد إخبارهم بوجود جثة مقطعة تحت الأشجار في أحد البساتين المتواجدة قرب مدرسة المعلمين بشارع الزرقطوني وسط المدينة. وفي تصريح للجريدة أكد رئيس الفرع الإقليمي للمنتدى المغربي الديمقراطية وحقوق الإنسان، أن منتداه «يشجب ما قامت به مختلف الأجهزة من دفن جثة الطفلة خديجة بشكل سري»، مشيرا إلى أنه "عكس ذلك، كان يجب أن تقام لها جنازة شعبية ورسمية للطفلة خديجة ؛ لأن الضحية ابنة للجميع، وكان لزاما أن يكون لها تأبين يليق بها، وخاصة أنها تنتمي لأسرة فقيرة"، معتبرا أن "الطفلة «المقتولة»كانت ضحية للحكرة". وطالب نفس المصدر بالكشف عن ملابسات هذه الجريمة الشنيعة التي استنكرها الجميع بمدينة صفرو، مضيفا: "هذه الجريمة جعلت الناس هنا بصفرو يخافون على أبنائهم من الاختطاف والاغتصاب والقتل وتقطيع جثثهم، ما دام لم يتم إلقاء القبض على الجاني أو الجناة لحد الساعة». و كانت الشرطة القضائية التابعة لولاية أمن فاس، قامت باعتقال في وقت سابق "حارس" موقف للسيارات بحي استي مسعودة وفتاة على علاقة مشبوهة به، للاشتباه في وقوفهما وراء قتل الطفلة وتقطيع جثتها و قبل ذلك إسكافي سبق أن اتهمته والدة الضحية باغتصابها، لكن تم الإفراج عنهم جميعا لعدم ثبوت الفعل الجرمي في مواجهتهم، في الوقت الذي ينتظر أن يمتد البحث إلى أطراف أخرى يشتبه في ضلوعها في هذه الجريمة البشعة التي لم تشهد المدينة مثيلا لها والتي خلفت استياء عارما لدى الساكنة الصفريوية.