قام الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، يومي 11 و 12 يوليوز، بزيارة صداقة وعمل للمملكة البلجيكية، وخلال اليوم الثاني لهذه الزيارة أجرى المالكي مباحثات مع العديد من الشخصيات السياسية البلجيكية تمثل مختلف البرلمانات الوطنية في هذا البلد. وهكذا اجتمع المالكي يوم الثلاثاء مع رئيس برلمان بروكسيل شارل بيكي Charles Picqué وهي مناسبة ذكر خلالها الحبيب المالكي بأهمية الروابط التي تجمع بين بلدينا وضرورة مساهمة المؤسسات التمثيلية في التقريب بين الشعبين لاسيما وأن الجالية المغربية المقيمة في بروكسيل تعد من أهم الجاليات عددا. وفد استعرض المالكي خلال هذه المناسبة مختلف التحولات التي حققها المغرب على المستوى التشريعي ولاسيما على مستوى الديمقراطية التشاركية لاسيما الحق في تقديم العرائض وفي مجالات الجهوية المتقدمة. وقد ركز الجانبان على رغبتهما في العمل المشترك لما فيه مصلحة المؤسستين والشعبين اللذين يمثلانهما . وقد استعرض المسؤولان المغربي والبلجيكي مختلف أوجه التعاون الثنائي الممكن تطويرها لاسيما مسألة اندماج الشباب من أصول مغربية وبالنظر لأهمية بروكسيل كعاصمة أوربية وتجربة المغرب في مجال تدبير تدفقات الهجرة نحو أوروبا. بعد ذلك اجتمع المالكي مع جولي دو كروتJulie de Croote رئيسة البرلمان الفرنكفوني لبروكسيل بحضور وفد مهم من البرلمانيين، حيث أثار الطرفان عدة قضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما تلك المرتبطة بالفضاء الفرنكفوني وقضية المناصفة وتكافؤ الفرص . وخلال هذا اللقاء وجه المالكي دعوة لكروت للقيام بزيارة عمل وصداقة للمغرب في نونبر المقبل . وتواصلت زيارة العمل هاته بلقاء بين رئيس البرلمان المغربي و أندري أنطوان André Antoine رئيس برلمان فالونيا . وخلال هذه المحادثات ذكر أنطوان بالروابط التي تجمع بين البلدين وأهمية دور المغرب في منطقة حبلى ببؤر عدم الاستقرار، مستعرضا مختلف الإنجازات التي حققها المغرب تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس. وقد اتفق المسؤولان على ضرورة إقامة شراكة بين المؤسستين. وفي هذا الأفق قرر المسؤولان عقد لقاء في الرباط في دجنبر المقبل من أجل تجسيد هذا التقارب والتوقيع على مذكرة تفاهم بين المؤسستين . وفي اليوم الموالي تواصلت لقاءات المالكي مع المسؤولين البلجيكيين من خلال لقاء مع جان بومانس Jan Peumans رئيس البرلمان الفلاماني، حيث استعرض الجانبان الروابط التجارية والإنسانية التي تربط بين الإقليم الفلاماني والمملكة المغربية، وركزا على ضرورة التقارب بين المؤسستين التشريعيتين . وقد اتفق المسؤولان على مواصلة تقاربهما من خلال زيارة رئيس البرلمان الفلاماني للرباط خلال شهر دجنبر المقبل . وخلال هذه الزيارة نشط المالكي ندوة حول موضوع: "نظرة المغرب للعلاقات الأورو – متوسطية "، حيث ذكر في مداخلته بأهمية العلاقات بين ضفتي المتوسط والأهمية الاستراتيجية للعلاقة بين المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي. مبرزا في هذا الصدد أهمية حل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من أجل رخاء واستقرار المنطقة المتوسطية التي تعيش توترات متعددة ومتداخلة. كما أثار المالكي في مداخلته أهمية إحياء وإعادة الروح لاتحاد المغرب العربي لاسيما على المستوى الاقتصادي، مذكرا بأن جمود البناء المغاربي يكلف كل بلد من بلدانه حوالي نقطتين من النمو سنويا. وفي الختام ذكر رئيس مجلس النواب بأهمية الضفة الجنوبية للمتوسط بالنسبة للاتحاد الأوروبي مشيرا إلى ضرورة إعادة ملاءمة السياسة الأوروبية تجاه شركائها وجيرانها في الضفة الجنوبية. وفي أعقاب هذه الندوة ترأس المالكي و أندري فريديريك André Frédéric رئيس مجموعة الصداقة المغربية البلجيكية بالبرلمان الفيدرالي غذاء عمل حضره أعضاء مجموعة الصداقة المغربية البلجيكية، حيث أبرز المالكي أهمية دور هذه المجموعة في تعزيز العلاقات بين المؤسستين كما كان اللقاء مناسبة للتذكير بقيم الاحترام والانفتاح التي تميز الشعب المغربي . كما توقف المسؤولان عند القضايا الأمنية، وفي هذا الصدد ذكر فريديريك بأهمية التجربة المغربية في ما يهم القضايا الدينية، مشيرا إلى زيارته الأخيرة للمغرب في أبريل 2016 والتي مكنته من الإطلاع عن قرب على الاستراتيجية المغربية في إشاعة إسلام معتدل ومنفتح . وبهذه المناسبة وجه المالكي دعوة لأعضاء مجموعة الصداقة المغربية البلجيكية للقيام بزيارة صداقة وعمل للمغرب في بداية سنة 2018 . وفي ختام هذه الزيارة أقام رئيس برلمان فيدرالية فالونيا بروكسيل فيليب كورار Philippe Courard ، حفل عشاء على شرف المالكي، والذي كان مناسبة لتعزيز التعاون بين المؤسستين من خلال مذكرة تفاهم ستتجسد بمناسبة الزيارة التي سيقوم بها وفد برلماني يرأسه رئيس برلمان فالونيا بروكسيل في بداية 2018 إلى المغرب.