قامت السلطات الإسبانية يوم السبت الماضي بمدينة مليلية المحتلة باعتقال شابتين مغربيتين، إحداهما قاصر، كانتا تستعدان لعبور الحدود الوهمية ببني انصار إلى داخل المغرب للالتحاق بإحدى الخلايا الجهادية, ثم التوجه إلى العراق للقتال في صفوف حركة "داعش". قامت السلطات الإسبانية يوم السبت الماضي بمدينة مليلية المحتلة باعتقال شابتين مغربيتين، إحداهما قاصر، كانتا تستعدان لعبور الحدود الوهمية ببني انصار إلى داخل المغرب للالتحاق بإحدى الخلايا الجهادية, ثم التوجه إلى العراق للقتال في صفوف حركة "داعش". وحسب مصادر إعلامية إسبانية, فإن اعتقال الشابتين جاء بعد إخطار الشرطة من طرف عائلة الشابة القاصر التي تقطن بمدينة سبتةالمحتلة بعد أن اختفت عن الأنظار. وكانت العائلة قد شكت في سلوك ابنتها القاصر البالغة من العمر 14 سنة وذلك منذ عدة أشهر، وبعد اختفائها اتصلت بالسلطات لتعبر لها عن تخوفها من أن تكون إحدى الجماعات الجهادية قد استقطبتها، شكوك أخذت على مأخذ الجد من طرف السلطات الإسبانية التي قامت بعمليات تحري للعثور عليها، ليتم ضبطها السبت الماضي بالمعبر الحدودي الوهمي الفاصل بين بني انصار قرب الناضور ومدينة مليلية المحتلة، لكن المفاجأة أنهم وجدوا برفقتها شابة مغربية أخرى تدعى فوزية محمد علال في التاسعة عشر من عمرها، وكانت الشابتان ترتديان الخمار. وحسب مصادر مطلعة فإن القاصرة المغربية، قد سافرت من سبتة، إلى مليلية . عبر مينائي الجزيرة الخضراء وملاقة . بهدف تمويه السلطات الأمنية الاسبانية، التي كانت تتصنت على مكالماتها وتراقب تواصلها المكثف في مجموعة من المواقع الاجتماعية العربية المرتبطة بالقاعدة وبعد توقيفهما والتحقيق معهما, أقرتا أنهما كانتا تنويان الالتحاق بخلية مرتبطة بالقاعدة داخل المغرب لمساعدتهما على التوجه إلى سوريا أو العراق والقتال في صفوف "داعش" التي يتزعمها أبو بكر البغدادي والذي نصب نفسه خليفة للمسلمين، حيث صرحتا لمصالح الشرطة الوطنية ، بحضور مسؤولين من الحرس المدني و عناصر متخصصة في قضايا الارهاب من الاستخبارات الاسبانية ، بأنهما كانتا متوجهتان الى العراق عبر تركيا ، بارشاد من عناصر شبكة مغربية مختصة في ذلك ، وتتمركز في مدينة الناظور . وقد تم نقل الشابتين بعد ذلك على متن طائرة إلى مدريد, حيث تم تحويل فوزية علال إلى المحكمة الوطنية والشابة القاصر إلى محكمة الأحداث. ويتوقع أن يستمع القاضي المكلف بقضايا الإرهاب بالمحكمة العليا بمدريد صباح يومه الأربعاء إلى المعتقلة، فوزية محمد علال ، المزدادة يوم عيد المرأة من سنة 1995 بمليلية المحتلة، وهي من أصول مغربية . الى الشروحات التي قدمتها للشرطة الوطنية ، صباح يوم اعتقالها، فيما اجل قاضي محكمة الاحداث المركزية، سانتياغو بيدراز، جلسة الاستماع الى القاصرة الى غاية حضور والديها و محاميها وقالت مصادر أمنية إن الشابتين كانتا متجهتين إلى موت محتم. واعتبرت العديد من الأوساط الإسبانية إلقاء القبض على الشابتين تطورا نوعيا في أساليب الاستقطاب التي تنهجها حركة "داعش". فهذه هي المرة الأولى التي يتم القبض فيها على إناث ينوين القتال في صفوف هذه الحركة، التي سبق أن استقطبت في صفوفها العديد من الشبان المغاربة ومنهم عشرات ينحدرون من سبتة ومليلية المحتلتين. وتؤشر هذه التطورات على أسلوب مبتكر في عمليات الاستقطاب التي تنهجها "داعش" في مجموع دول المغرب العربي، حيث تشمل جميع المتعاطفين معها بغض النظر عن السن, الجنس أو المهنة أو غير ذلك. وتعتمد داعش بالخصوص على الأنترنيت ووسائل التواصل الاجتماعي في تجنيد الأتباع، ويسعى زعيمها أبو بكر البغدادي إلى تشكيل قوة متعددة الجنسيات تشكل بالنسبة إليها نقطة ارتكاز لاستقطاب مزيد من الأتباع من مختلف الجنسيات، وموقع قدم في كل هذه الدول للترويج لدولة الخلافة المعلنة.