تنتظر يونس التازي، عامل عمالة تطوان، تحديات كبرى ينبغي أن تحظى بالأولوية على مكتبه، فإيجاد حلول هو المقياس الحقيقي لكفاءة وجدية العامل الجديد، علما أن هذه الملفات ظلت تتقاذفها أمواج إهمال المسؤول السابق على العمالة، بالنظر إلى مهامه المتعددة، خاصة إشرافه على ولاية جهة طنجةتطوانالحسيمة وعمالة طنجةأصيلة وكذا إشرافه في فترات متقطعة على عمالة الحسيمة. فتعثر وتأخر مشروع "الحسيمة منارة المتوسط" الذي أعطى انطلاقته جلالة الملك محمد السادس في أكتوبر 2015، وما استتبعه من تطورات وحراك بمدينة الحسيمة، عجل بتعيين عامل جديد على عمالة تطوان، وذلك بالنظر إلى كون حالة المشاريع التي حظيت بها مدينة تطوان والتي تندرج ضمن "البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية للمدينة (2014- 2018)" والتي أشرف جلالته على إعطاء انطلاقتها في أبريل 2014 ،إذ رصد لها غلاف مالي تناهز قيمته 5،5 ملايير درهم، مازالت بدورها متعثرة وتعيش نفس مآل وحالة مشاريع مدينة الحسيمة. فجميع الأسباب التي دفعت جلالة الملك للتعبير عن استيائه وانزعاجه وقلقه، بخصوص عدم تنفيذ المشاريع التي يتضمنها البرنامج التنموي الكبير "الحسيمة منارة المتوسط"، الذي تم توقيعه تحت الرئاسة الفعلية لجلالته بتطوان في أكتوبر 2015، في الآجال المحددة لها، تنطبق على الحالة التطوانية. فالبرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان (2014- 2018)، يتضمن مجموعة من المشاريع المهيكلة والكبرى من شأنها أن تغير صورة المدينة وتحسن من جاذبيتها، غير أن مجملها، ورغم الآجال المحددة لها، وفق ما تم تقديمه لجلالة الملك، مازالت حبرا على ورق، ونذكر منها، وفق ما جاء في البرنامج الذي قدم بين أيدي جلالته: – على الصعيد الاقتصادي، يهم البرنامج استكمال تهيئة المنطقة الصناعية، وإحداث مركب للصناعة التقليدية، وتأهيل أسواق القرب، وإنجاز سوق للسمك بالجملة، وبناء عدد من التجهيزات الجماعية (مجزرة عمومية، سوق للخضر والفواكه بالجملة، سوق للمواشي). – وعلى الصعيد الاجتماعي، يتوخى البرنامج تأهيل القطاع الرياضي، وذلك من خلال إحداث المركب الرياضي الكبير لتطوان- مازال متعثرا لحد الساعة- وقاعة مغطاة متعددة الرياضات، ومسبح مغطى، وناد لكرة المضرب، وملعبين رياضيين. -وبخصوص القطاع الصحي يتضمن البرنامج إحداث مستشفى جهوي، وتأهيل المستشفى الإقليمي "سانية الرمل"، وإحداث مركزين صحيين، علاوة على تعزيز التجهيزات الاجتماعية للقرب. -أما في المجال الثقافي فتضمن البرنامج الجديد، إعادة تأهيل المسرح الوطني، وإحداث مكتبة وسائطية، ومعهد موسيقي، وتأهيل مسرحين مدرسيين. – أما في ما يتعلق بقطاع التكوين، فقد سطر البرنامج بناء مدرسة للهندسة المعمارية، ومعهد عال للتكنولوجيا التطبيقية، ومدرسة للعلوم التطبيقية، وحي جامعي، والأقسام التحضيرية للمدارس العليا، وتأهيل كلية العلوم. -وشمل البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان (2014- 2018) المشروع المهيكل لوادي مرتيل من خلال مشروع تهيئة سهل واد مرتيل، الذي يعبر جماعات مرتيل وأزلا وتطوان، من خلال تشييد فنادق، وإقامات وفضاءات ترفيهية، وتهيئة ملعب للغولف، وإنجاز مارينا، وتهيئة سهل "ثمودا" والجزيرة المنتزه "طويبلة"، تم على إثرها إحداث شركة لتهيئة سهل واد مرتيل. – أما على المستوى الحضري، يروم هذا البرنامج الضخم، تقوية الطرق والأزقة الداخلية، وتثنية الطريق الوطنية رقم 2 الرابطة بين تطوان وشفشاون، وتحديث شبكة الإنارة العمومية، وتقوية وتجديد شبكة التطهير السائل والماء الصالح للشرب والكهرباء بالجماعة الحضرية لتطوان والجماعات القروية المجاورة، والجماعة الحضرية للمضيق، وإحداث ساحات عمومية وعدد من المنتزهات، فضلا عن مطرح عمومي مراقب، هذا الأخير مازال يعرف بعض التعثرات. – وحرصا منه على إيلاء الأهمية لسلامة السكان، تضمن البرنامج الكبير لمدينة تطوان وضع أسلاك الضغط المرتفع تحت الأرض، وبناء محطة لتحويل الكهرباء، وثكنة للوقاية المدنية. وهكذا فإن البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان والذي تضمن ثمانية محاور ومرتكزات كبرى، حدد له سقف وآجال، تم التعهد بها أمام أيدي جلالة الملك، وذلك في أفق نهاية سنة 2018، غير أن معالمه الكبرى وكذا المشاريع الكبرى لم تر النور بعد، مما دفع مصالح وزارة الداخلية وأصحاب القرار إلى استباق كل ما من شأنه أن يثار حول هذا المشروع من تداعيات وعواقب، بتعيين مسؤول ترابي على رأس العمالة الجديدة القديمة، ومحاولة استدراك ما يمكن استدراكه، خاصة وأن مدينة تطوان وعلى امتداد تحمل اليعقوبي لمسؤولية ولاية الجهة، لم تكن تتوفر على مخاطب مباشر، هذا إلى جانب عدم تتبع هذا المشروع الكبير الذي حظيت به تطوان، والذي تأخر طويلا. فأولى الملفات التي سيجدها العامل يونس التازي على مكتبه والتي تتطلب الحزم والمبادرة هو ملف البرنامج المندمج للتنمية الاقتصادية والحضرية لمدينة تطوان (2014- 2018)، والذي تنتظره ساكنة المدينة بكل شوق وترقب.