تخليد الذكرى ال69 لعودة الملك الراحل محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن    "خطير".. هل صحيح تم خفض رسوم استيراد العسل لصالح أحد البرلمانيين؟    تقرير إسباني يكشف مفاجأة بشأن اعتراف الصين بمغربية الصحراء    التوقيت والقنوات الناقلة لمواجهة الأسود والغابون    توقعات أحوال الطقس ليوم غد السبت    مأساة جديدة في إسبانيا.. حريق يودي بحياة عشرة نزلاء في دار للمسنين    وكالة الأدوية الأوروبية توافق على علاج ضد ألزهايمر بعد أشهر من منعه    بمعسكر بنسليمان.. الوداد يواصل استعداداته لمواجهة الرجاء في الديربي    المغرب يترقب اللحظة المواتية لخروج الخزينة إلى السوق الدولية        مدينة بنسليمان تحتضن الدورة 12 للمهرجان الوطني الوتار    الرباط.. اختتام أشغال مؤتمر دولي حول الزراعة البيولوجية والإيكولوجية    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    رصاصة تقتل مُخترق حاجز أمني بكلميمة    "كوباك" تدعم التلاميذ ب "حليب المدرسة"    ترامب يواصل تعييناته المثيرة للجدل مع ترشيح مشكك في اللقاحات وزيرا للصحة    رئيس الكونفدرالية المغربية: الحكومة تهمش المقاولات الصغيرة وتضاعف أعباءها الضريبية    نفق طنجة-طريفة .. هذه تفاصيل خطة ربط افريقيا واوروبا عبر مضيق جبل طارق    الأحمر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    وليد الركراكي: مواجهة المغرب والغابون ستكون هجومية ومفتوحة    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على الجزء الأول من مشروع قانون المالية 2025            التحاق 707 أساتذة متدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بدرعة-تافيلالت    كيوسك الجمعة | المغرب يسجل 8800 إصابة بسرطان الرئة سنويا    الأردن تخصص استقبالا رائعا لطواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية    فيضانات إسبانيا.. طبقا للتعليمات الملكية المغرب يعبئ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني    تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب    زيارة المسؤول الإيراني للمغرب.. هل هي خطوة نحو فتح باب التفاوض لإعادة العلاقات بين البلدين؟    وفاة الأميرة اليابانية يوريكو عن عمر 101 عاما    محكمة استئناف أمريكية تعلق الإجراءات ضد ترامب في قضية حجب وثائق سرية    النيابة العامة وتطبيق القانون    حرب إسرائيل على حزب الله كبدت لبنان 5 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية    10 قتلى جراء حريق بدار مسنين في إسبانيا    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    "الأمم المتحدة" و"هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي    غسل الأموال وتمويل الإرهاب… وزارة الداخلية تضع الكازينوهات تحت المجهر    اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق حول ما يسمى بالسلفية الجهادية ببني مكادة

هل توجد فعلا تيارات سلفية ببني مكادة ، تطبق الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و تدعو إلى الجهاد في سوريا و غيرها من بلدان العالم الإسلامي ؟
وهل يوجد أشخاص " يكفرون" مواطنين من بني مكادة ، فقط لأنهم غير ملتحين و يختلفون في الرأي معهم ؟
و هل أصبحت منطقة بني مكادة معقلا لهذه التيارات, التي هاجر منها أزيد من 59 شخصا إلى سوريا و العراق ، منهم من " استشهد" هناك " 11 حالة " ، ومنهم من يقبع في السجون العراقية و السورية " 19حالة " . والباقي لازال يحارب إلى جانب فصائل إسلامية معروفة بالشام و العراق ؟
و ما معنى أن يهاجم حوالي 300 شخص, فرقة أمنية بحي " مبروكة " مساء يوم 17 من شهر ماي المنصرم ببني مكادة ،منهم ملتحون ، يرتدون اللباس الأفغاني ويحملون الأسلحة البيضاء مرددين هتافات عالية " تكبير ... الله اكبر ، اقتلوا أعداء الله وراه البوليس كفار و حطب جهنم .." علانية ؟
و هل صحيح أن المعتقلين " امنحد عبد العزيز و عبد الله الخلوفي " هما من " أمراء " السلفية ببني مكادة ؟
و من هم الملتحون الذين شكلوا عصابات منظمة,يعترضون سبيل المارة ، و يبتزون بعض رجال الأعمال و أباطرة المخدرات ، و يفرضون عليهم إتاوات تقدر بالملايين مقابل السماح لهم ببيع الممنوعات في الأحياء التي يسيطرون عليها .او الوعد بعدم اعتراض سبيلهم أثناء عمليات تهريب المخدرات ؟
وما علاقة الملتحين الذين يسيطرون على الملك العمومي ببني مكادة و غيرها ، و يستغلون الممرات العمومية , ويقومون بكرائها لمن شاؤوا أمام مرأى و مسمع السلطات بتيارات السلفية الجهادية ؟
و من يفسر هجوم عصابة مدججة بالسلاح " حوالي 20 شخصا " ، ليلة 13 / 14 من ماي المنصرم على خضار بحي المصلى وسط مدينة طنجة ، و الذي أفاد أمام المحكمة ، انه فوجئ بحوالي 20 شخصا مدججين بالأسلحة البيضاء .منهم ملتحين ملثمين ,شرعوا في ارتكاب الضرب و الجرح في حق المارة وروعوا حي " المصلى " بإطلاقهم القنابل المسيلة للدموع ؟
و هل وجود أصغر " مجاهد " في سوريا " أسامة الشعرة ? 12 سنة " صاحب الصوت الرنان في تظاهرات حركة 20 فبراير ، هو مجرد صدفة بانتمائه لحي بني مكادة " أرض الدولة " ؟
و ما سر الانقسام الذي تعرفه بعض فصائل التيار السلفي أو الملتحين حاليا ببني مكادة ، بالنزاع القائم بين جبهة " النصرة " و شقيقتها " داعش " ؟
ليلة هجوم ملتحين على حي المصلى بالأسلحة البيضاء و القنابل المسيلة للدموع
ليلة 13 -14 من شهر ماي المنصرم ، لم ينم نصف سكان مدينة طنجة ، على إثر نبأ هجوم عصابة مدججة بالأسلحة البيضاء على حي " المصلى " وسط المدينة ، حيث يقول شاهد عيان من نفس المنطقة ، بأنه في حدود الساعة الحادية عشر و النصف ليلا ، حين كان يهم بجمع سلعته ,كبائع للخضر بسوق " المصلى " تفاجأ بمجموعة من الأشخاص ، يقدر عددهم بحوالي عشرين شخصا , ملتحون وكانوا ملثمين ، شرعوا في الضرب و الجرح في حق المارة . حيث أصيب شخصان و فتاة صغيرة لأسباب مجهولة بالنسبة إليه.
حيث روعوا الحي بأكمله ، وخرج الناس لمعرفة هذا الهجوم المباغت من طرف ملتحين مدججين بكل أنواع الأسلحة البيضاء و بقارورات القنابل المسيلة للدموع, قادمين من حي بني مكادة .
و تضيف شاهدة أخرى للجريدة ، بأنها رأت هذه العصابة وهي تهجم على فتاة حين كانت تهم بإدخال شقيقها إلى المنزل مخافة من إصابته من طرف المهاجمين , ورأت هؤلاء الملتحون يحملون في أيديهم سيوفا و سكاكين ، واثنان منهم يحملان القنابل المسيلة للدموع " كروموجين ".
الشرطة فتحت تحقيقا في الموضوع ، حي استمعت لامرأة ، تبيع الفواكه بنفس السوق ، والتي قالت انه في يوم الحادث في حدود الساعة الخامسة مساء ، وقع لها خلاف مع بائع " الصوصيص " الملتحي الذي استولى على المكان المخصص لتجارتها بعد وفاة زوجها. . بسبب انبعاث الدخان إلى منزلها .فوعدها بتفجير قنينة غاز في منزلها . فتدخل بينهما أبناء الحي من الباعة ، الشيء الذي تطور عليه تبادل الضرب بين الملتحي و بعض الباعة. و تضيف المرأة التي كانت شاهدة على ما حدث و طرفا فيه ، بأن صاحب " الصوصيص " عاد في حدود الحادية عشر ليلا رفقة عصابة مدججة بالأسلحة البيضاء ، فبدأوا يضربون المارة بدون تمييز . وكان بائع " الصوصيص " يوجه أفراد العصابة للأشخاص الذين سيتم الاعتداء عليهم .
الشرطة ألقت القبض على بائع " الصوصيص " عادل . ح ." 33 سنة . قدم إلى طنجة من مدينة القنيطرة . منذ حوالي 3 أشهر من أب مجهول " إكس ابن إكس " حيث قال للمحققين بأن يوم الحادث و بعد صلاة العصر ، حاول ان يعرض سلعته بالمكان الذي اعتاد عليه بسوق " المصلى " . لكنه فوجئ بشخص يضع صناديق فارغة بالمكان المخصص له ، فنشب بينهما خلاف ، تطور إلى تبادل الضرب و الجرح , وقام بتعنيفه مجموعة من أبناء الحي تعاطفا مع الأرملة التي استولى " عادل " على مكان بيعها للفواكه، لينسحب عادل ,الذي يضيف في تصريحه أمام قاضي التحقيق ، بأنه توجه إلى مقر سكناه بحي " بني مكادة القديمة " حيث التقى ملتحي آخر يدعى " محمد " و حكى له ما جرى له بحي " المصلى " من اعتداء و ضرب ، فقرر " محمد " اصطحاب مجموعة من الأشخاص من أجل الانتقام . وهي المجموعة التي روعت حي " المصلى " ليلة 13 ? 14 من ماي المنصرم.
و عن هوية محمد ، نفى عادل أن يكون على معرفة مؤكدة به ، فعرضت عليه الشرطة صور مجموعة من الأشخاص ، ليتم التعرف عليه وتحديد هويته . الأمر يتعلق بالمسمى " محمد . ز " من مواليد 1988 ، بائع دجاج بحومة " الحداد" .
محمد نفى نفيا قاطعا أن يكون استقدم عصابة لمهاجمة حي " المصلى " و ان معرفته " بعادل " كانت بمسجد " سي الأمين " ، أحد رموز السلفية بالمنطقة والذي توفي داخل السجن ببني مكادة القديمة . وانه سمع من الناس أن مجموعة من السلفيين الجهاديين من حي بني مكادة هاجموا حي المصلى . واعتدوا على المارة و القاطنين بالحي .
فأجرت الشرطة مواجهة بين " عادل و محمد " ، وتشبث كل واحد بتصريحاته , ليتم تقديم الاثنين إلى الغرفة الجنحية لدى ابتدائية طنجة بدون أي تحقيق حول تناقضات تصريحات الطرفين و الوقوف عن حقيقة ما جرى .
هجوم أزيد من 300 شخص, مرددين «اقتلوا أعداء الله ..»
في الوقت الذي كان فيه أحد نواب وكيل الملك لدى ابتدائية طنجة يحرر التهم في حق" بائع الصوصيص " و المسمى "محمد" ,من أجل الضرب و الجرح فقط ، كان حي مبروكة ، يشتعل ،حيث هاجم مئات من الاشخاص ، معهم ملتحون على فرقة أمنية تنتمي للفرقة الوطنية للشرطة القضائية ،التي يوجد مقرها بالدار البيضاء, حيث ألقت هذه الفرقة القبض على احد أبناء بني مكادة يسمى " حسن.أ " بمقشدة تقع بشارع مولاي سليمان ، على بعد أمتار قليلة من منزله الكائن بحي " مبروكة " ببني مكادة، كان مبحوثا عنه في ملف يتعلق بتكوين عصابة إجرامية ، لترافقه هذه الفرقة الأمنية إلى منزله من اجل إجراء تفتيش روتيني بأمر من الوكيل العام لدى استئنافية طنجة .
و أثناء عملية تفتيش منزل " حسن . أ " .هاجم مجموعة من الأشخاص يقدر عددهم - حسب الرواية الأمنية - ما بين 300 أو 400 شخص ، عدد كبير منهم من الملتحين و يرتدون اللباس الأفغاني . ويحملون بأيديهم الأسلحة البيضاء و السيوف و العصي مرددين هتافات عالية " تكبير .. الله اكبر . اقتلوا أعداء الله ، وراه البوليس كفار و حطب جهنم "
فاقتحم المهاجمون المنزل وهم يحرضون المتجمهرين بالاعتداء على رجال الأمن . حيث استطاعوا تخليص " حسن " من أيدي الأمن وتهريبه إلى جهة مجهولة وهو مصفد.
هده الحكاية أكدتها الشاهدة التي حضرت للمحكمة . و أكدها أكثر من 10 شهود عيان للجريدة أثناء هذا التحقيق . لكن الشرطة بررت عدم استعمال السلاح الناري في هذه النازلة . بالرغم من أن القانون يسمح لها بذلك في مثل هذه الظروف ، كون أن الشارع الذي يقع به المنزل جد ضيق " 4 أمتار " و مخافة أن يصاب ضحايا مدنيين ، خاصة الذين كانوا يطلون من النوافذ .
بعد ذلك تم تطويق المنطقة من طرف دوريات الأمن بمختلف تخصصاته. منها الفرقة المتخصصة في التدخلات و هي ملثمة ، فتم اعتقال عدد كبير من الأشخاص , في إطار عملية تمشيط واسعة, ليتم إطلاق سراح الذين لا علاقة لهم بالحادث .
الفرقة الوطنية فتحت تحقيقا في الموضوع ,معتمدة على كاميرات إحدى الوكالات البنكية المتواجدة بالقرب من منزل هذا المتهم .و تصريحات الذين كانوا حاضرين يوم الهجوم على حي مبروكة,ليتم تحديد هوية 20 شخصا ،ممن شاركوا في الهجوم على الفرقة الوطنية ، حررت في حقهم مذكرة بحث على المستوى الوطني.
فكان أول من اعتقلته الشرطة هو المسمى (عبد الله. خ) أحد رموز السلفية ،و شقيقاه ( سعيد و احمد) . حيث رحل الأول ، على أساس تعميق البحث معه للاشتباه فيه بأنه من المتشبعين بالفكر التكفيري و الجهادي و التطرف الديني . فيما أحيل شقيقاه (سعيد و احمد) على ابتدائية طنجة ، حيث أدينا بسنتين حبسا نافذة لكل واحد منهما . مع العلم ان الثاني أنكر في جميع مراحل البحث والتحقيق . وأكد بأنه لم يكن متواجدا بحي مبروكة يوم الهجوم على الفرقة الأمنية .
كما تم التوصل بواسطة المخبرين المنتشرين داخل تجمعات هؤلاء الملتحون ، بمكان تواجد الهارب " حسن . أ ".24 سنة. ليتم اعتقاله رفقة فتاتين . من شقة ناحية ( أسواق السلام ) على بعد 10 كيلومترات من وسط المدينة . وإحالته على الفرقة الوطنية بالبيضاء ، بعدما اعترف بأنه تم تهريبه من طرف شقيقه إبراهيم و المسمى امحند عبد العزيز أحد رموز ما يسمى بالسلفية الجهادية ببني مكادة .
و اعترف حسن بأنه فعلا يكتري مكانيين بسوق بئر شعيري بمبلغ 1200 درهم شهريا ، وانه يشتغل مدربا بنادي شوطوكان بحي الزاودية .
و بعد أيام قليلة, اعتقل المسمى (امحند . ع). والذي قالت عنه السلطات الأمنية بأنه أمير للسلفية الجهادية ببني مكادة .و ذلك من داخل مقر المندوبية الجهوية للتجهيز ، الواقعة قبالة المقر الأمني الولائي .ليتم ترحيله هو الآخر إلى الدار البيضاء للتحقيق معه بخصوص الأفكار الجهادية المتطرفة واستغلاله للمرافق العامة بالشارع العام.
اعتقال (عبد الله . خ و عبد العزيز . أ ) دفع بمجموعة من التجار الملتحين البسطاء إلى الاحتجاج ، حيث نظموا وقفات احتجاجية بساحة " تافيلالت "- مرتين - رددوا خلالها شعارات تطالب بإطلاق سراح المعتقلين و الكف عن الاعتقالات العشوائية .حضر هذه الوقفات عشرات من أنصار المعتقلين رفعوا لافتات - لا للاختطاف القسري - و لا للاعتقال التعسفي - و غيرها من الشعارات ، حيث طاف المحتجون الشارع الرئيسي ببني مكادة من ساحة تافيلالت إلى سينما طارق .
لكن اللافت للانتباه أثناء هذا التحقيق من داخل ما يسمى بالسلفية ببني مكادة ، أن الكل لا يريد أن يتحدث . والكل متخوف من التصريح العلني .و الكل يعود إلى الوراء بمجرد أن تعلن صفتك المهنية ، وكأن شيئا سريا يجري داخل هذه المنطقة . لا يريد البعض أن يشهر و يعرف للناس . وان شيئا سريا يجري داخل هذه التنظيمات أو داخل هذه المجموعات .
حاولنا من خلال هذا التحقيق الميداني أن نقف على حقيقة كل ما يقال ، بعيدا عن الرؤية الرسمية و الأمنية . لكن للأسف .كل الذين حاولنا الاستماع إليهم ، كانوا يتهربون من الأسئلة . ولم يجيبوا عنها .إلا القليل ....
أول من استجاب لأسئلة الجريدة كان هو البائع المتجول ( محمد الكرفطي ) الذي استغرب من اتهامات وسائل الإعلام, كون أن سوق بني مكادة يسيطر عليه التيار السلفي او الجماعات الجهادية , مفسرا ما حدث من مواجهات و اعتقالات كون أن هذا الحي معروف بحساسيته اتجاه الأمن منذ الثمانينات .حيث هناك بعض الجهات لها مصلحة في توجيه الرأي العام إلى الاقتناع بخطورة الوضع الأمني ببني مكادة .
يضيف محمد الكرفطي بأن المنطقة تعرف اختناقا اقتصاديا و اجتماعيا .و ما حملة الاعتقالات التي مارستها الدولة إلا دليل على ذلك , مما أزم الوضع أكثر بالمنطقة ، و ان الباعة المتجولين الذين يبيعون في الشارع العام ، يقفون في وجه كل الحملات التي تشنها السلطات بهدف إزاحتهم من مكان قوتهم اليومي . لكن للأسف لم توفر هذه السلطات حلا حقيقيا للباعة المتجولين في بني مكادة و غيرها .
و يقول الكرفطي ، بأنه تم استدعاؤهم من طرف مدير ديوان وزير الداخلية ، الكاتب العام السابق للولاية ، وهو الذي قال لهم بأنه سوف يتم بناء سوق نموذجي وسيتم ترحيلهم إليه .وهم لازالوا متشبثين بهذا الوعد السلطوي .و ان كل الاعتقالات هي مجرد رواية من اجل ترحيلهم بالقوة عن المكان الذي يقتاتون منه رزقهم اليومي . هذا كل ما في الأمر يقول محمد للجريدة .
وفعلا كل هذه المجموعات متمركزة في الأسواق، فما حدث ليلة 13 - 14 من ماي المنصرم, كان بسوق المصلى ، وان كل المعتقلين مما يسمى بالسلفية ، أو الذين قتلوا بسوريا أو الذين لازالوا يقبعون بالسجون العراقية او السورية ، هم من الباعة المتجولين بأسواق طنجة وبني مكادة على وجه الخصوص
فماذا يعني هذا ؟
مروان الحجوي . من الباعة المتجولين ببني مكادة، يقول في بيان نشره في احد المواقع الالكترونية بالمدينة ، توصلت الجريدة بنسخة منه ، توضيحا منه للرأي العام ، موقفه الشخصي من الأحداث التي يعرفها الحي ، بعد الهجوم على منزله من طرف القوات الأمنية ، الشيء الذي جعله يفر من منزله و الانزواء في أماكن متعددة . الشيء الذي تسبب له في انهيار عصبي و نفسي .فقرر التوجه للرأي العام بهذا البيان :
يقول الحجوي بأنه مواطن ينتمي لعائلة بسيطة, اضطرته ظروفه الاجتماعية الى العمل وهو طفل صغير , بعدما ترك دراسته في سن مبكرة ،و شاءت الظروف أن يمتهن بيع الملابس المفروشة على قارعة الطريق منذ 6 سنوات,شأنه شأن باقي المعطلين من أبناء الحي.
لا ينكر مروان ، مشاركته في تظاهرات حركة 20 فبراير ، بهدف الدفاع عن حقه في توفير لقمة عيش فقط ، أما اتهامه بانتمائه للحركة السلفية الجهادية ، فيقول الحجوي هذا محض افتراء و بهتان و تضليل , وأن العلاقة التي تجمعه ببعض رموز هذا التيار ببني مكادة لا تتعدى علاقة زمالة الشارع, كبائعين متجولين فقط لا غير.
ويقول في بيانه أن الدولة و المجتمع المدني أخطآ حين تركا الساحة فارغة لأمثال هؤلاء, و يختم رسالته :
"و بهذا أكون قد وضحت علاقتي بما يسمى بالسلفية الجهادية التي يوصم بها الكثير من الملتزمين بأداء فروض الصلاة في مواعدها ، ومن ترك بعض" زغيبات اللحي" تنسج نتائجها على ذقونهم . و في النهاية أتقدم للسلطات المغربية بالتماس إتباع الإجراءات القانونية ، وإرسال استدعاء الى عنواني المثبت أعلاه بحي - سيدي بوحاجة - دون الإقدام على ترويع أهلي و ترهيبهم . و أنا رهن إشارة العدالة لاتخاذ الإجراءات القانونية في حقي, علما إنني لست مذنبا"
عصابة منظمة من الملتحين، يبتزون التجار واباطرة المخدرات في طنجة
كما استمعت الجريدة لثمانية مواطنين ، قالوا بأنهم تعرضوا للابتزاز من طرف ملتحين, يصرحون علانية بأنهم من السلفية الجهادية, وهي عصابة منظمة ، تضم في عضويتها حوالي 40 نفرا ، من أصحاب السوابق . اثنان منهم ممن أفرج عنهم مؤخرا ، كانا بسجن سلا , حيث قضى احدهما 3 سنوات و الآخر سنتين.
المواطن الأول ، الذي رفض نشر اسمه ، مخافة من التصفية الجسدية ، كما قال للجريدة ، بأنه قبل سنوات كان يتاجر في الممنوعات من كل الأصناف . فتاب عن هذه التجارة ، حيث فتح محلا لبيع السلع الأجنبية في محل قانوني, يؤدي ضرائبه لمصالح الجمارك ، وتعرف حاليا تجارته رواجا .
وفي غضون شهر مارس المنصرم ،اتصل به احد الملتحين ،وطلب منه مبلغ 300 ألف درهم ،مقابل عدم اعتراض سبيله . وعدم إقحامه في أي ملف يأتي مستقبلا، فاستجاب لطلبهم ، حيث ادى لهم 100 ألف درهم ، خوفا من إقحامه في ملف الممنوعات التي سبق وأن أدين من اجلها قبل مغادرته لهذا الميدان . فطلبنا منه أن يفسر أكثر فقال :
هذه العصابة تتكون من أفراد, أصحاب السوابق ، منهم خمسة متخصصون في الدخول إلى السجن ، مقابل مبالغ مالية مهمة ، شهريا تؤدى لهم من طرف هذه العصابة ، مقابل التصريح لدى الشرطة بأنهم ارتكبوا جريمة معينة .فعندما ترتكب جريمة معينة ، تتدخل العصابة وتفرض إتاوتها المالية ، من طرف مرتكب الجريمة . و " يدخل عليها " الملتحي المنتمي للعصابة . مقابل أجرة شهرية .
و يضيف مصدرنا بأن هذه العصابة أصبحت متخصصة أكثر في أباطرة المخدرات ، حيث تقوم بدور التصفية ، نيابة عنهم ، مقابل مبالغ مالية جد مهمة ، وهي عصابة جد منظمة تتوفر على جيش من المخبرين وسط أباطرة المخدرات ، ولها أسطول من السيارات الفاخرة وسيارات متنوعة ، ويتوفر أفرادها على سيولة مالية مهمة ، تكون السبب الرئيسي في استقطاب كل العاطلين من الأحياء المهمشة .
وسبق لهذه العصابة أن نفذت خمس عمليات لفائدة اباطرة التهريب الدولي للمخدرات, تتمركز في كل من منطقتي " اكزناية و القصر الصغير " . جنت منها مبالغ مالية تراوحت ما بين 80 و 100 مليون سنتيم . وحجز كمية 860 كلغ من مادة الشيرة وزعها الملتحون على المناطق التي يسيطرون عليها بأحياء طنجة.
الحل الحقيقي يكمن
في تنمية المنطقة وتعويض الباعة المتجولين
سوق بني مكادة او سوق بئر الشعيري , المقصود به في هذا الملف ,هو الشارع العام . حيث يفترش الباعة المتجولون سلعهم فوق الرصيف . وفي بعض الأحيان وسط الطريق ،يقدر عددهم، حسب احد الباعة بأكثر من 250 تاجرا متجولا , يحتلون الشارع العام, لكن ما بين سنتين 2008 و 2010 . سيعرف هذا الشارع - مولاي سليمان - من ساحة تافيلالت إلى حومة النصارى سابقا , اكتساح الملتحين . خاصة بعد الإفراج عن ما يسمى بالسلفيين الذين تم اعتقالهم بعد تفجيرات الدار البيضاء ليلة 16 ماي 2003 .
ومن هنا ستبدأ قصة السلفية أو السلفية الجهادية أو الباعة الملتحين ، حيث خصصت لهم السلطات الممرات العمومية لبيع سلعهم و منتجاتهم دون تطبيق القانون بمنحهم حلا معقولا و حقيقيا، و أمام ضبابية من سمح لهم و من لم يمنعهم ومن كان السبب ؟ ، تسللت عناصر معروفة من الملتحين لهذه الأسواق العشوائية . بعدما ظهرت عليهم أثار " النعمة " وبدأوا يمولون الشباب العاطل بالمنطقة ، وذلك عبر منحهم تسهيلات مالية، عبارة عن سلع يقومون ببيعها ، ولا يؤدون ثمنها ، إلا بعد بيعها.
الشيء الذي شجع مجموعة من شباب حي بني مكادة إلى التعامل مع هؤلاء طمعا في القوت اليومي ، فيقول احد الباعة ممن تم استقطابهم ،من طرف هذه المجموعات . بأنه كان عاطلا عن العمل , فاقترح عليه " ع " تسهيلات ، عبارة عن مجموعة من السلع . قام بعرضها بالشارع العام . كان يتحصل منها على مبالغ مالية جد مهمة تتراوح ما بين 120 و 200 درهم يوميا ، بعدما يقوم " ع " باقتطاع كراء الشارع العام و قيمة السلع . ونسبة قليلة من الربح.
هذا الشاب ،وضع شرطا أساسيا ، للتصريح للجريدة وهو عدم ذكر اسمه أو إخبار السلطات أو أي شخص من التيارات السلفية ، خوفا على حياته من جهة, و قال " أنا رجل بسيط ، ولا أريد مشاكل مع أي كان ، والذي شجعني للقائكم هو ما يشوه سمعة الحي الذي انتمي إليه , حتى أصبحت بني مكادة معروفة عالميا ، كمعقل لتيارات الجهادية ، و الكل أصبح يخاف من أبناء هذا الحي العريق ،وهذا غير صحيح " .
و يضيف بأن عناصر محسوبة على رؤوس الأصابع ، احتلت السوق و بدأت تتاجر في الأماكن العمومية ،على حساب البسطاء من الباعة المتجولين , فيكفي أن شخصا واحدا ، لديه 20 مكانا ، يكتريه ب 1500 درهم شهريا ، يعني أن هدا الشخص ، يربح شهريا 30 ألف درهم ، فالأرض هي طريق عمومي ، تعود ملكيتها للجماعة الحضرية .
مقابل هذه الحقيقة هناك معطلون أصحاب شواهد عليا, يتقاتلون من اجل رقعة محدودة لبيع سلعهم ، لم تجد لهم الدولة مكانا لائقا للعمل , بالرغم من الشواهد التي حصلوا عليها ؟
و يرى المتتبعون من أهل بني مكادة ، بأن الحل يكمن في إيجاد حل حقيقي لهؤلاء الباعة المتجولين، بدون استثناء. وذلك عبر تنمية المنطقة أولا من بنيات أساسية "مدارس ،دور الثقافة ، ملاعب ، مناطق خضراء ..." التي تنعدم بالمنطقة بشكل مخزي وهي النقطة السوداء التي سمحت لمن هب و دب أن يستغل أهم منطقة أعطت الكثير ..
و عندما تسأل أبناء بني مكادة عن زملائهم الذين هاجروا إلى سوريا او العراق " للجهاد " ، او الذين قتلوا هناك ، لا يجيبك أحدا ، وعندما تسأل الأقارب يكون الجواب " الله اعلم " تريد عائلات المعتقلين مما يسمى بالسلفية أو غيرهم فقط تقديم شكايات عن ما يحدث لهؤلاء المعتقلين بالسجون المغربية .
رضوان ثابت،
يعاني في السجن
عائلة المعتقل رضوان ثابت ،28 سنة من سكان حومة " أرض الدولة " , التي زارت مقر الجريدة ، لإبلاغ صوتها عن ما يعانيه هذا المعتقل بسجن " تولال " بمكناس ، وحرمانه من زيارة الطبيب بالسجن وعدم الاستجابة لمطلب ترحيله إلى سجن طنجة ، حصل مؤخرا على شهادة الباكالوريا من داخل السجن .
تقول عائلته بأن "رضوان "كان يمتهن بيع مواد التنظيف متجولا بحي " الإدريسية " لكن هذه المهنة لم تكن تروق له، الشيء الذي جعله يفكر في " الحريك " لتفاجأ العائلة خلال سنة 2008 باعتقاله من طرف السلطات الجزائرية وتسلمه لنظيرتها المغربية ، حيث قضى سنتين حبسا نافذة من اجل قانون الإرهاب ,ليعود بعد الإفراج عنه لممارسة تجارته كبائع متجول ، حيث تم اعتقاله للمرة الثانية من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء رفقة المسمى " مصطفى " وحكم عليه ب 4 سنوات حبسا نافذة من اجل محاولة دخول سوريا و المشاركة في تجنيد مغاربة لتهجيرهم الى سوريا عبر تركيا .
العائلة تقول للجريدة أنها لا تعرف شيئا عن ما تقوله السلطات الأمنية ، بالرغم من ان الوثائق الرسمية التي حكم بها " ثابت " ، تقول بأنه عنصر مهم في تيار سلفي جهادي ، كان يقوم بتهجير المغاربة الراغبين في الجهاد بسوريا ، حين تم اعتقاله من مطار محمد الخامس ، بعد تسجيل مكالماته مع عناصر سلفية من جنسيات متعددة .
شاب أخر ينتمي لحي بني مكادة ، يسمى محمد الموساوي ، يبلغ من العمر حوالي 30 سنة ، كان يشتغل " فراشا " بنفس السوق ، أعلنت كتائب " داعش " في سوريا عن وفاته في النصف الثاني من شهر مارس المنصرم ،من طرف مجاهدي " النصرة"، الذين انتقموا منه ، لأنه انتمى " لداعش " قبل إعطائه الضوء الأخضر بذلك.
وحسب مصادرنا الخاصة ، فإن الموساوي ، هاجر إلى سوريا عبر الحدود الوهمية لسبتة المحتلة ثم الى تركيا ، وانضم في أول الأمر إلى جبهة " النصرة" وقاتل بجانب عناصرها . ولسبب غير معروف . انفصل عنهم ليلتحق بتنظيم الدولة الإسلامية " الداعش " .الشيء الذي دفع ببعض المنتمين إلى " النصرة " إلى الانتقام منه ، و قتله في وسط المعارك التي كانت دائرة بين قوات النظام السوري و فصائل المعارضة بمنطقة " دير الزور " .
وفي مكالمة هاتفية لأحد الزملاء المهنيين السوريين، الذي نشر الخبر على موقعه الإلكتروني. والذي يستقر حاليا بتركيا ، بأنه فعلا تم اغتيال " محمد الموساوي " من طرف جبهة النصرة قبل اتفاقها الأخير مع " الداعش " . وأصدر هذا الأخير بيانا في الموضوع, بل كان مقتل " الموساوي " سببا في تحالف " الداعش و النصرة " بسوريا .
كما يذكر أهل بني مكادة شابا آخر يلقب ب " بلدي " و المسمى محمد أجميل وهو " فراش " بسوق بني مكادة ، لا يعرف مصيره لحد الآن ، بعدما قطعت رجله اليمنى في المعارك الطاحنة بين النظام السوري والفصائل المعارضة الإسلامية على مقربة من الحدود التركية .
يضاف إليهم المسمى " فاروق " ، الذي هاجر الى سوريا رفقة زوجتيه . وابنه المعوق للمشاركة الى جانب الثوار السوريين .
قصة أصغر مجاهد
في سوريا « أسامة الشعرة » من بني مكادة
ويبقى أصغر " مجاهد" كما أطلق عليه من طرف وسائل الإعلام العالمية,الطفل اسامة الشعرة، صاحب الصوت الرنان في تظاهرات حركة 20 فبراير ببني مكادة ، مزداد بحي أرض الدولة ،من أب لا يحسن القراءة و الكتابة ، بائع السجائر المهربة بنفس الحي ، هاجر إلى سوريا رفقة أبيه وأمه وأشقائه في ظروف غامضة .
يقول عنه أحد أبناء الحي , عرف أبوه في حياته تحولات طفرية مختلفة ، الى ان استقر على التعاطف السلفي .".. كي لا اقول الفكر السلفي ، لأن مؤهلاته التعلمية تقف عند حدود المستوى الابتدائي .و أعلم بأنه امضى شبابه كحال أبناء المنطقة المسحوقين ، بين بيع السجائر المهربة وبيع الطيور منها ما هو مسروق ،ويعلم بسرقتها , ليفتح بعد ذلك محلا للألعاب الالكترونية, قبل ان يحوله الى محل لبيع الدجاج . ليتحول بعد ذلك الى رجل ملتحي يتحاشى اصدقاءه القدامى و لا يقترب الا من الملتحين ".
و سبق لأحمد الشعرة الذي كان يؤطر تظاهرات السلفيين ببني مكادة ، ان صرح لوسائل الإعلام بتركيا ، بأنه أحب الهجرة إلى سوريا كي يساهم حسب قوله في بناء دولة إسلامية. لكنه لم يجب عن حقوق أطفاله و زوجته ، الذين رحلهم معه إلى سوريا ولم يجب عن بيانات المنظمات المهتمة بالطفولة.
11 مغربيا محكوم عليهم في العراق ، مهددون في حياتهم
كما زارنا في مقر الجريدة ، أثناء إجراء هذا التحقيق السيد عبد العزيز البقالي , المنسق العام لتنسيقية عائلات المعتقلين المفقودين المغاربة في العراق ،مؤكدا على الوضعية المزرية التي يعيشها المغاربة المعتقلين بالسجون العراقية ، و التصفيات العرقية التي يتعرض لها المغاربة المحكومون داخل العراق من طرف مليشيات الشيعة ، و الإعدامات العشوائية في غياب أي اهتمام من طرف الدولة المغربية ، على أساس أنهم مواطنون مغاربة .
الأمر يتعلق بالمغاربة
التالية أسماؤهم:
عبد السلام البقالي، من مواليد طنجة ، لعب كرة القدم بنادي " بن ديبان" بالدرجة الثالثة . تقول عائلته بأنه في غضون سنة 2003 ، قال لهم بأنه مسافر إلى الدار البيضاء فانقطعت اتصالاته ، لمدة تفوق 4 سنوات ، حتى اتصل مكتب الصليب الأحمر الدولي، يخبرهم بأن عبد السلام معتقل بسجن "بوكا " بالناصرية ومحكوم ب 8 سنوات بتهمة الإرهاب.
فتحركت العائلة على اثر هذا الخبر الجديد من أجل استقباله ، بمجرد ما ان يتم عقوبته التي تنتهي في شهر مارس 2010 . فبقيت على اتصال بعبد السلام هاتفيا, ومع اقتراب موعد الافراج عنه من طرف السلطات العراقية , انقطعت - يقول شقيقه - الاتصالات معه بصفة نهائية ,ليتم اخبار العائلة من طرف شخص رأى صورة " عبد السلام" على قناة " العربية " في اطار خبر يتعلق بتفكيك شبكة ارهابية دولية ، تضم 40 شخصا من جنسيات مختلفة ، منهم عبد السلام المغربي حيث استغربت العائلة, فأسست رفقة باقي عائلات المغاربة المعتقلين في العراق التنسيقية الوطنية .
*عزالدين بوجنان، أصغر معتقل في السجون العراقية. اعتقل و عمره 19 سنة ، من سكان حي " أرض الدولة " كان تلميذا قبل هجرته للعراق بثانوية علال الفاسي المعروفة ببني مكادة ، حكم عليه ب 15 سنة ضمن مجموعة تضم ايرانيين ، من اجل عبور الحدود العراقية او ما يسمى في القانون العراقي " بقانون الجوازات ".
*محمد أعلوشن، من سكان حي " بئر الشفاء" ببني مكادة، وهو مهاجر مغربي مقيم باسبانيا، حكم بالإعدام رفقة المغربي " بدر العاشوري " الذي تم إعدامه قبل 10 أيام من يوم عيد الأضحى لسنة 2011 .
*أحمد البوكادي ، من مواليد الدار البيضاء ، هاجر الى العراق و عمره لا يتجاوز 20 سنة .
*سهما عدنان هو الأخر من البيضاء , 21 سنة .
*محمد مصلح من مدينة مكناس، حكم ب 5 سنوات من طرف القضاء العراقي، لازال مصيره مجهولا ، بالرغم من إتمام عقوبته الحبسية المحكوم بها .
وقال المنسق العام للجريدة، انه منذ سنة لم تتوصل التنسيقية بأي خبر حول مصير المغاربة المعتقلين بالعراق ، مطالبا الحقوقيين و الإعلاميين من أجل تحريك هذا الملف الذي يهم مغاربة اولا و اخيرا . على غرار ما فعلته دول عربية أخرى كالسعودية وليبيا و تونس .
قف :
يبدو من خلال هذا الاستطلاع الميداني ،حول السلفية ببني مكادة ، أن الأمر يتعلق بمجموعة من البسطاء ,عاطلون عن العمل ، أميون ، لم يرتد أغلبهم إلا المدرسة الابتدائية ، بعضهم من المنحرفين سابقا و أصحاب سوابق في مجالات السرقة ,الضرب و الاحتيال على بسطاء مثلهم ،
تم استغلال بعضهم من طرف رموز معروفة, تعمل في الخفاء ، تحت يافطة " الالتزام الديني " و الدعم المادي ، القادم من منابع مجهولة ، حيث تتفرغ هذه الرموز للعب أدوار المرشد داخل فيالق هؤلاء الشباب ، الذي لا يعرف إلا تحرير قوته اليومي في وسط يتسم بالاختناق و الأزمة اليومية ، والتعاطف مع من كان سببا في هذا الانفراج ,حتى و إن كان خاطئا شرعا و قانونا .
لكن ستبقى مجموعة من الأسئلة بدون جواب ، لأن المعني بها مستتر ، وغير واضح الأهداف أمام ضحاياه .و من هنا تتسع رقعة مصداقية الرواية الرسمية ، في غياب وضوح الرؤية من الطرف الثاني ، المعني بالأمر.
تأكد رسميا هجرة أزيد من 60 شابا ينتمون لحي " بني مكادة " إلى سوريا و العراق ،لكن من قام بتهجيرهم و تجنيدهم و تمويلهم ، كل من له علاقة بالموضوع صامتا ، لا يريد ان يتحدث, وهي الحلقة المفقودة في التحقيق ، وستبقى مفقودة إلى ان يتحدث المعنيون بها في وقت لاحق.
اتصلنا عدة مرات كتابة وهاتفيا باللجنة المشتركة للدفاع عن حقوق المعتقلين الإسلاميين, التي تنظم وقفات أسبوعية أمام أبواب المساجد لأخذ رأيها بخصوص هذا التحقيق ، وفي كل مرة كان الجواب " سوف نستشير المسؤولين " أو " لا نتحدث إلا على معاناة المعتقلين الإسلاميين داخل السجون "
معظم عائلات هؤلاء الشباب الذين استمعت إليهم الجريدة والذين غرر بهم من اجل ما يسمى بالجهاد في أراضي العالم الإسلامي ، لا تعرف حقيقة ما جرى لأبنائها , او انها لا تريد ان تتحدث عن حقيقة تهجير أولادها إلى سوريا و العراق.
و حتى الضحايا من الذين تعرضوا و يتعرضون للابتزاز من طرف الملتحين والذين يدعون بأنهم من السلفية الجهادية ، تخوف اغلبهم للإدلاء بأي تصريح للجريدة ، خوفا من التصفية الجسدية ؟
لكن الواقع المعيش في بني مكادة يقول بأن هناك تيارات تكفيرية خطيرة تهدد المجتمع ككل, ويتم اعتقال البسطاء من الضحايا الأميين والجاهلين وهم الذين لا يحبون التحدث بصراحة عن من قام بتسميم أفكارهم ، معتقدين بأنهم على الطريق الصحيح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.