انتقد سلفيون مغاربة تشويه صورتهم في وسائل إعلام محلية ودولية، وتصويرهم على أنهم يهددون استقرار البلاد، أسوة بما يقع في تونس وليبيا، في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية المغربية إن تحقيقات جارية مع أعضاء شبكات إرهابية كانت تنشط في مجال استقطاب «المجاهدين» إلى منطقة الساحل بينت عزم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وحلفائه استهداف استقرار المغرب. ورفض السلفيون المغاربة «توظيفهم كورقة في الصراع السياسي الدولي الدائر حاليا بعد وصول الإسلاميين إلى الحكم في عدد من البلدان العربية»، وحذروا من خطورة «زرع الكراهية ضدهم في المجتمع». وقال هؤلاء «السلفيون» الذين كان يتحدثون، أمس، في لقاء صحافي إن ما ينشر عنهم بأنه «تشويه ممنهج لحقيقة مواقفهم»، مؤكدين أنهم لا يشكلون «مذهبا ولا فكرا ولا طائفة متحزبة، بل دعوة إصلاحية تنويرية مندمجة في المجتمع». وكانت صحف محلية ومواقع إلكترونية قد تداولت في الآونة الأخيرة مجموعة من الأخبار والتقارير المتعلقة بالسلفيين، ونسبت إليهم وقوفهم وراء عدد من الأحداث التي وقعت في مجموعة من المدن، مثل الاعتداء على فتاة بسبب لباسها، ومحاولة قتل إحدى العرافات، وتدمير منحوتات صخرية أثرية، وهو الحدث الذي كانت له أبعاد دولية حيث تبين أن الخبر ليس صحيحا. كما اتهم السلفيون أخيرا بتجنيد مغاربة للقتال في سوريا ومالي، كما اتهم برلماني ينتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة المعارض محمد المغراوي أحد شيوخ السلفية بأنه إرهابي يقود حزبا سريا يحرض ضد السياحة في مدينة مراكش. واستعرض السلفيون، أمس، مجموعة من قصاصات الصحف التي نسبت «أخبارا زائفة إليهم»، تحت عناوين «مستفزة»، حسب رأيهم. وكانت مدينة طنجة (شمال) قد عرفت مواجهات دامية الثلاثاء الماضي بين قوات الأمن ونحو 100 من الباعة المتجولين، في حي بني مكادة الشعبي، الذين قادوا مسيرة احتجاج إلى مقر ولاية الأمن للمطالبة بإطلاق سراح رضوات الثابت، وهو بائع متجول، كذلك سبق أن اتهم بالإرهاب وحكم عليه بالسجن سنتين، واعتقلته السلطات الأمنية من جديد في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في مطار الدارالبيضاء للاشتباه في تورطه بجرائم أخرى. وقبل ذلك، شهد الحي نفسه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي مواجهات عنيفة بين الباعة المتجولين وقوات الأمن، بسبب اعتراض هؤلاء على تنفيذ قرار إفراغ أحد المنازل من سكانه بالحي نفسه، تنفيذا لقرار من المحكمة، وهي الأحداث التي باتت تعرف بأحداث «أرض الدولة». وقال بيان صادر عن النيابة العامة إن الأشخاص الذين قادوا مسيرة الاحتجاج في طنجة «محسوبون على تيار ما يسمى السلفية الجهادية». وفي هذا السياق، طالب حماد القباج المنسق العام للتنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن التي ينشط من خلالها السلفيون في المغرب، تبرير موقفها من السلفيين والاعتذار عن الإساءات التي توجهها إليهم، من خلال نسب أحداث ووقائع تم نفيها وتكذيبها على أرض الواقع، كما طالبها بالكف عن خلق جو مشحون بالكراهية ونشر العداوة ضدهم في المجتمع، وهو أمر لا يخدم الصالح العام والاستقرار في البلاد. وردا على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كانوا يتهمون جهات في الدولة تقف وراء ما يرونه حملة لتشويه سمعتهم، تفادى القباج توجيه اتهامات إلى جهة بعينها، وقال إنه لم يصدر من جهة رسمية ما يفيد ذلك، وقال إنهم يركزون على ما يصدر عن بعض المنابر الإعلامية، وأضاف أنه لا تعليق لديه بشأن الأحداث الأخيرة التي عرفتها مدينة طنجة، والبيان الصادر عن الوكيل العام للملك (النائب العام) بشأنها، لأن التحقيق لا يزال جاريا، ولم تتضح الأمور بعد. من جانبهم، رفض الباعة المتجولون بحي بني مكادة بطنجة اعتبارهم من «السلفية الجهادية»، وانتقدوا الصحف المحلية التي صورت سوق بني مكادة و«كأنها إحدى أسواق كابل أو قندهار»، حسب تعبيرهم. الرباط: لطيفة العروسني