قرر المغرب إرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى دولة قطر، وذلك تنفيذا لأمر ملكي. ويأتي هذا القرار، حسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، تماشيا مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وما يستوجبه خاصة خلال شهر رمضان الكريم من تكافل وتآزر وتضامن بين الشعوب الإسلامية، وأكد المغرب أن هذا القرار لا علاقة له بالجوانب السياسية للأزمة القائمة بين دولة قطر ودول شقيقة أخرى، حيث أن موقف المغرب بشأنها، كان موضوع بيان مفصل وفي هذا الإطار أوضحت الخارجية أن موقفها من الأزمة القائمة نابع من المبادئ الواضحة التي تنبني عليها السياسة الخارجية للمملكة وأنه يستند أيضا على وشائج الأخوة الصادقة بين جلالة الملك وأشقائه ملوك وأمراء دول مجلس التعاون الخليجي، وكذا إلى علاقات الشراكة الاستراتيجية المتميزة مع دول المجلس، والروابط المتينة القائمة بين الشعب المغربي وشعوب هذه البلدان. وأضاف المصدر ذاته، أن هذا الموقف لا يمكن ربطه بأي حال من الأحوال مع مواقف أطراف غير عربية أخرى، تحاول استغلال هذه الأزمة لتعزيز تموقعها في المنطقة والمس بالمصالح العليا لهذه الدول، «فالمغرب لا يحتاج إلى تقديم دليل أو تأكيد على تضامنه الموصول مع الدول الخليجية الشقيقة، انطلاقا من حرب الخليج الأولى، ومرورا بدعمه لسيادة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث، ثم قطع علاقاته الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تضامنا مع مملكة البحرين، وأخيرا مشاركته في التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، حيث سقط شهداء مغاربة اختلطت دماؤهم بدماء إخوانهم في الخليج» ، يقول البلاغ. وخلص البلاغ إلى أن الهاجس الرئيسي للمغرب يبقى هو تدعيم الاستقرار في هذه الدول، وليظل مجلس التعاون الخليجي محافظا على مكانته المتميزة، كنموذج ناجح للتعاون الإقليمي. وفي إطار جهود الوساطة التي باشرها المغرب لإيجاد مخرج للأزمة المتداعية بين قطر وجيرانها، حل صباح أول أمس وزير الخارجية ناصر بوريطة بالكويت قادما من الإمارات حاملاً رسالة من جلالة الملك إلى أميرها الشيخ صباح الأحمد ومن المتوقع أن تكون محطة بوريطة الثالثة قطر، على أن تكون محطته الأخيرة في السعودية. وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيّان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية قد استقبل بوريطة مساء الاثنين حيث أبلغه رسالة شفوية من جلالة الملك. وتأتي تحركات المغرب انسجاما مع موقف الحياد البناء الذي اتخذه وعبر عنه في بلاغ لوزارة الخارجية حيث أكد أن « المملكة المغربية تفضل حيادا بناء لا يمكن أن يضعها في خانة الملاحظة السلبية لمنزلق مقلق بين دول شقيقة». وعبر المغرب بهذا الخصوص عن استعداده لبذل مساع حميدة من أجل تشجيع حوار صريح وشامل على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومحاربة التطرف الديني والوضوح في المواقف والوفاء بالالتزامات، حيث قام جلالته باتصالات موسعة ومستمرة مع مختلف الأطراف داعيا مجموع الأطراف لضبط النفس، والتحلي بالحكمة من أجل التخفيف من التوتر، وتجاوز هذه الأزمة، وتسوية الأسباب التي أدت إليها بشكل نهائي، انسجاما مع الروح التي ظلت سائدة داخل المجلس.