في جو ديمقراطي يسوده حماس نضالي وإرادة قوية لبناء الحزب، انتخب المجلس الوطني لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الحبيب المالكي رئيسا للمجلس وأعضاء المكتب السياسي للحزب وذلك أول أمس السبت بالمقر المركزي بالرباط. وحصل الحبيب المالكي الذي قدم ترشيحه كمرشح وحيد لقيادة المجلس الوطني الذي يعتبر أعلى جهاز تقريري بعد المؤتمر الوطني، حصل على 450 صوتا من أصل عدد الأصوات المعبر عنها(480 صوتا) و33 ورقة تصويت ملغاة. وكان إدريس لشكر، الكاتب الأول للحزب المنتخب لولاية ثانية من قبل المؤتمر الوطني العاشر، قد دعا لاجتماع عضوات وأعضاء المجلس الوطني للحزب من أجل استكمال انتخاب قيادة الحزب مركزيا، أي رئاسة المجلس الوطني وأعضاء المكتب السياسي. ويأتي هذا الاستحقاق التنظيمي للحزب بعد انعقاد المؤتمر الوطني العاشر أيام 19 و21 و22 ماي الماضي، هذا المؤتمر الذي حقق نجاحا باهرا بكل المقاييس، سواء على المستوى التنظيمي والسياسي أو الإشعاعي. وبالرغم من أن الجو كان حارا والشهر شهر رمضان الكريم، فإن عضوات وأعضاء المجلس الوطني لحزب الوردة أبوا إلا أن يلبوا نداء الحزب، نداء الواجب، نداء البناء التنظيمي لهذا الحزب المتجذر في ذاكرة ووجدان ومخيال وواقع الشعب المغربي. فانطلاقا من الساعة التاسعة والنصف، شرع عضوات وأعضاء الحزب في الالتحاق بالمقر المركزي بالرباط، بل إن هناك من قضى ليلة الجمعة – السبت بمدينة الرباط لكي لا يخلف الموعد التنظيمي المتمثل في الإدلاء بصوته في هذا الاستحقاق التنظيمي الذي وفرت له قيادة الحزب في شخص الكاتب الأول للحزب وإدارة المقر المركزي، كل الشروط والظروف التنظيمية واللوجيستيكية من أجل أن يمر في جو ديمقراطي تطبعه الشفافية والنزاهة الكاملة. وبعد عملية التسجيل وتسلم البطائق كما هو متفق عليه في مقرر تنظيمي تم نشره سابقا بإعلام الحزب، يوضح كل العملية الانتخابية لرئاسة المجلس الوطني والمكتب السياسي، انطلقت العمليات الانتخابية بواسطة اللائحة العامة ولائحة النساء وورقة التصويت على رئيس المجلس الوطني، في جو من الحماس واحترام الضوابط والقواعد التنظيمية الضامنة للشفافية والنزاهة. وخصصت اللجنة التنظيمية المركزية لهذه الانتخابات 9 مكاتب تصويت متفرقة في طوابق المقر المركزي، وتضم هذه المكاتب التي أشرف عليها عضوات وأعضاء من المجلس الوطني غير المرشحين، لائحة من المصوتين في معدل عدده 59 مصوتا باستثناء مكتب أوروبا وإفريقيا الذي كانت لائحته تحتوي على 28 مصوتا، وللإشارة فقد منح المقرر التنظيمي إمكانية التصويت عبر البريد الالكتروني لمغاربة العالم الاتحاديين الذين لم تسعفهم الظروف في التواجد في هذا اليوم بالمغرب. هذا وانطلقت عمليات الانتخابات في الساعة العاشرة صباحا، حسب اللوائح الانتخابية التي علقتها الإدارة خارج مقر الحزب سلفا، مصحوبة بلوائح مكاتب التصويت كي يتعرف عضوات وأعضاء الحزب على أماكن التصويت بشكل سلس ومنظم، وفي الساعة الواحدة و15 دقيقة أغلقت مكاتب التصويت ونقلت الصناديق الزجاجية إلى مكتب مركزي بالقاعة الكبرى، من أجل الشروع في عمليات الفرز. وللإشارة فقد تم منع كل أعضاء المجلس من التواجد داخل المقر المركزي بعد أداء واجب التصويت، ما جعل قياديي الحزب الوطنيين يتجمهرون في جو حماسي واحتفالي بهذا العرس النضالي الذي ينضاف للتاريخ النضالي والتنظيمي للحزب، معبرين عن شعورهم تجاه حسن سير العملية الانتخابية وتنظيمها وشفافيتها من خلال نقاشات ثنائية وجماعية، مستحضرين تطلعاتهم وآمالهم في انتخاب فريق للمكتب السياسي يكون في مستوى المرحلة التنظيمية وطبيعتها السياسية والسياق الوطني والدولي. ومباشرة بعد إحضار كل صناديق الاقتراع إلى قاعة الفرز، أشرف الكاتب الأول للحزب إدريس لشكر، بمعية أعضاء لجنة مركزية، على الفرز، وذلك بحضور رؤساء وأعضاء مكاتب التصويت والمنتدبين كتابيا عن المرشحين فضلا عن وسائل الإعلام والصحافة الوطنية، وشرح لشكر الطريقة الجديدة للفرز الكترونيا وتحت مراقبة الجميع كي تمر العملية في شفافية تامة، وقال لشكر في هذا الصدد إنها المرة الأولى في تاريخ الحزب التي تتم فيها عمليات الفرز بهذه الطريقة الالكترونية. وهي المرة الأولى في تاريخ الحزب التي يتم فيها فرز الأصوات بشكل الكتروني وأكثر شفافية، حيث يتابع الجميع عملية فحص الأصوات وفرزها صندوقا بصندوق عبر شاشة كبرى مرتبطة بحاسوب وشاشات متوسطة تبث في جميع أنحاء القاعة كي يتمكن المراقبون والحضور من تتبع عملية الفرز في وضوح تام و شفافية كاملة. وبعد أن تم التأكد من الأوراق الصحيحة والأوراق الملغاة تم الشروع في فرز أصوات الانتخاب على رئاسة المجلس الوطني، وأعلن الكاتب الأول للحزب عن نتيجة الاقتراع في هذا المستوى، بحصول الحبيب المالكي على الأغلبية المطلقة ب 450 صوتا من أصل أصوات معبر عنها تصل إلى 480 صوتا و33 ورقة ملغاة. وبعد هذا الإعلان نادى الكاتب الأول للحزب على الحبيب المالكي، الرئيس المنتخب لبرلمان الحزب، للإشراف على بقية عمليات الفرز المتعلقة بأعضاء المكتب السياسي، في حين انسحب إدريس لشكر من داخل قاعة الفرز. وبهذه المناسبة، أدلى الحبيب المالكي، كرئيس منتخب لبرلمان الحزب، بتصريح صحفي لوسائل الإعلام والصحافة، شكر فيه كل عضوات وأعضاء الحزب الذين وضعوا فيه الثقة ليتحمل من جديد قيادة أعلى جهاز تقريري للحزب بعد المؤتمر، مؤكدا أن تجديد الثقة في شخصه، فيه إقرار قوي من الاتحاديات والاتحاديين على مواصلة البناء الديمقراطي وتقوية موقع الحزب مستقبلا داخل المشهد السياسي الوطني والدولي في المحطات المقبلة، باعتبار أن البلاد في حاجة إلى أحزاب متجذرة وقوية تنهل من المدرسة الوطنية الديمقراطية والتقدمية لترسيخ البناء الديمقراطي وتعزيز دولة المؤسسات والحق والقانون. لقد مرت عمليات فرز الأصوات لأول مرة في تاريخ الحزب بشكل الكتروني وفي احترام تام لقواعد الشفافية وكذا بانضباط تام ووعي بالمسؤوليات الملقاة على كل أعضاء لجنة الفرز الحاضرين، حيث كان على عضوات وأعضاء المجلس الوطني أن ينتخبوا 9 نساء لعضوية المكتب السياسي من أصل 24 مرشحة و 18 عضوا من الذكور من أصل 64 مرشحا، فكان التصويت على اللائحة النسائية، ثم على اللائحة العامة. وللإشارة فقد شهد هذا الاستحقاق الحزبي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية متابعة ومواكبة إعلامية كبيرة من قبل وسائل الإعلام والصحافة الوطنية.