في الوقت الذي تتطلع ساكنة مدينة الرشيدية الى المزيد من توفير حدائق عمومية و ساحات خضراء ، يستعد رئيس المجلس الحضري لهذه المدينة الى تفويت الحديقة العمومية الوحيدة بمركز المدينة الواقعة أمام المحطة الطرقية ، المتنفس الوحيد و الوحيد ، للساكنة ، لشركة قطرية . التفويت الذي تدعمه أغلبية الرئيس وجهات أخرى بالعمالة ، وترفضه المعارضة للعواقب البيئية الخطيرة التي تنجم عنه، ستكون له انعكاسات طبيعية وبيئية نظرا للنقص الحاد في الحدائق العمومية والأشجار التي تعد الرئة التنفسية الوحيدة للمدينة التي يتزايد عدد سكانها بشكل مهول ، نظرا للهجرة التي تشهدها جل مناطق الإقليم الذي يجتاحه الجفاف لأكثر من ثلاث سنوات متتالية. للتذكير فإن حزب العدالة والتنمية عندما كان في المعارضة في الولاية الماضية ، كان يدعو المجلس الى إحداث مناطق خضراء في كل الأحياء ، وكان ضد تفويت الأراضي الموجهة للاستثمار ، لاستغلالها كمناطق خضراء يستفيد منها السكان ، تلك الوعود والطروحات التي كان يتشدق بها معارضو حزب المصباح ، ذهبت سدى، و اليوم المجلس البلدي ذو الأغلبية ذاتها ، يتفاوض مع أصحاب المحلات التجارية المحيطة بالحديقة العمومية المراد تفويتها ، ويقوم بإغرائهم بمبالغ مالية معتبرة ، قصد تخليهم عن دكاكينهم للشركة القطرية التي تستعمل كل الطرق لتنقض على الحديقة العمومية الوحيدة بمركز المدينة ، التي صرفت عليها من المال العام أكثر من 300 م/س فقط لوضع نافورة ضوئية وصوتية ، هذه النافورة التي لم تشهد النور بعد ، كما أن أشغال التهيئة مازالت متعثرة ، وكأن القدر كان على علم بما سيقع لهذه الحديقة التي يتنفس فيها السكان و المسافرون الصعداء في فصل القروالحر. تفويت الحدائق أو تدميرها أصبح عملة رائجة بمدينة الرشيدية ، حيث لم ينس سكان المدينة بعد، ما قام به المجلس السابق عندما أتى على حديقة مماثلة ، كانت بساحة الحسن الثاني ، وكانت بها أشجار باسقة يفوق علوها العشرة أمتار ، فتم اقتلاعها و إتلافها، ليتم تبليط باقي مساحة الحديقة التي كانت تزخر بنباتات متنوعة ، ببلاط أحمر يعكس أشعة الشمس المحرقة صيفا ، حتى أصبحت تعرف بالساحة الحمراء «المقلة» !