لم يهتف الجمهور، فقط، باسم زياش، بل سبق وردد أسماء لاعبين ومدربين كثر، ولم يصدر أي رد فعل من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الوطني، بل كانوا يهتمون بعملهم ويردون على أسئلة الصحفيين بصدر رحب ودون تشنج. كان طبيعيا أن تفشل مباراة الفريق الوطني ونظيره الهولندي على مستوى المتابعة الجماهيرية نظرا لبرمجتها في توقيت غير مناسب، وصدق هيرفي رونار في تصريحات صحفية عقب نهاية المباراة حيت قال «عندما تلعب مباراة في رمضان وفي الساعة الخامسة والنصف ومن أجل جبر خاطر منتخب هولندا، كان من الأفضل عدم قبول خوضها، لأن اللاعبين لم يخوضوا المواجهة بكامل لياقتهم البدنية..»، إلا أن المدرب الفرنسي أخطأ حين أجاب عن أسئلة الصحفيين بكثير من التوتر بخصوص قضية لاعب أجاكس أمستردام حكيم زياش، وأبدى انزعاجا واضحا من هتافات الجماهير القليلة التي تابعت المباراة حيث ظلت تردد اسم اللاعب كرسالة واضحة لرونار، أفقدته «صوابه» وكشفتت حجم الخلاف بينه وبين اللاعب، وتبين أن القضية بالفعل على علاقة بما هو شخصي بينهما. لم يهتف الجمهور، فقط، باسم زياش، بل سبق وردد أسماء لاعبين ومدربين كثر، ولم يصدر أي رد فعل من المدربين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق الوطني، بل كانوا يهتمون بعملهم ويردون على أسئلة الصحفيين بصدر رحب ودون تشنج. كنا سنجد العذر للفرنسي لو كان ضمن الصائمين، ولا ندري إن كان كذلك، وكنا سنجد له العذر لو رفض الإجابة على الأسئلة التي وجهت له بخصوص زياش، لكن أن يهدد بالرحيل في حال استمرار الخوض في الموضوع، فأي عذر سنجده له. لم يكن الخلاف بين الرجلين ليثير كل هذا الغضب ال « روناري «، لأن القضية بسيطة ولا تحتاج منه أن يقول «لا يمكنني أن أمضي وقتي أستمع لهتافات الجماهير تنادي باسم حكيم زياش في كل جنبات الملعب أثناء مباريات المنتخب الوطني.. استمرار هاته الهتافات يجعلني أفكر في المغادرة.. هناك كثيرون لا يريدون نسيان موضوع زياش، ومازالوا يسألون عنه، أقول لهم،عندما يعود اللاعب، أكون أنا وقتها قد غادرت المنتخب». الكلام واضح، ونظن أنها زلة لسان كشفت المستور، وأن المناداة على زياش، ربما تكون لأغراض أخرى، لا نريد التداول فيها، لأننا لسنا من محترفي التكهنات والعارفين بالنوايا، وحتى لا نظلم الفرنسي. ما لا يفهمه الميسيو رونار، أن الجامعة تعاقدت معه لأهداف معينة، وليس للاستماع لهتافات الجماهير التي تزعجه، وأن البعض الذي لا يريد نسيان موضوع زياش، مرده إلى أن إبعاده عن الفريق الوطني لم يتم لاعتبارات فنية أو تقنية أو حتى تكتيكية، وهو ما كشفت عنه « ترمضينته» التي أثرت كذلك على بعض لاعبي الفريق الوطني بين شوطي مباراة هولندا، وإن كانت نيته الرحيل فليعلن عنها صراحة قبل فوات الأوان.