أفاد مصدر مقرب من القوات المسلحة الملكية أن جنديا من التجريدة المغربية ضمن بعثة الأممالمتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، توفي على إثر إصابته خلال تبادل لإطلاق النار، فجر أول أمس السبت، مع مجموعة مسلحة مجهولة هاجمت نقطة تفتيش للقوات المسلحة الملكية وسط مدينة بانغاسو. وأضاف المصدر نفسه لوكالة المغرب العربي للأنباء أن الهجوم الجديد يأتي بعد أقل من أسبوع على هجوم استهدف دورية لتجريدة القوات المسلحة الملكية يوم 8 ماي الجاري على محور رافي – بانغاسو على بعد 220 كلم جنوب شرق مدينة بريا، موقع تمركز تجريدة القوات المسلحة الملكية، والذي خلف قتيلا وتسعة جرحى. وكانت دورية تجريدة القوات المسلحة الملكية العاملة ضمن بعثة مينوسكا، تؤمن مهمة خفر وتأمين فريق للهندسة العسكرية من الكمبودج، وقد تعرضت لهجوم يوم الاثنين الماضي من طرف مجموعة مسلحة مجهولة. وخلف الهجوم ضد بعثة مينوسكا أيضا مقتل أربعة جنود من القبعات الزرق الكمبوديين. وكانت الأممالمتحدة قد عبرت عن إدانتها الشديدة ودعت إلى فتح تحقيق. و هذا هو الهجوم الثاني من نوعه في أقل من أسبوع الذي يستهدف البعثة الأممية وخلف قتلى وجرحى في هجومات تنسب لمليشيات مسلحة بين فرقاء الصراع في جمهورية إفريقيا الوسطى بين مسلحين مسلمين وآخرين مسيحيين في صراع يهدد بتقسيم الوطن الواحد لأسباب إثنية دينية وقبلية. وكان الهجوم الأول قد خلف قتيلا وتسعة جرحى، بعد أن كانت دورية مغربية تؤمن خفر فريق للهندسة العسكرية من الكمبودج. واتهم المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، في وقت سابق، عناصر مسلحة تابعة لجماعة «أنتي بالاكا» (المسلحة) بالتورط في «هجوم بانغاسو»، موضحا بالقول: «نعتقد أن عناصر بأنتي بالاكا تقف وراء الهجوم الذي وقع ليلة الاثنين الماضي قرب بانغسو (474 كيلومترا شرق بانغي)، ونحن نتوقع أن تفتح بعثة مينوسكا تحقيقا عاجلا، وسنتعاون مع سلطات إفريقيا الوسطى من أجل تقديم الجناة إلى العدالة». ورغم تشعبات الصراع فقد سبق وأعرب رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، عن شكره لجلالة الملك محمد السادس لالتزام المغرب إلى جانب جمهورية إفريقيا الوسطى. وقال تواديرا، في تصريح عقب اجتماع لمجلس الأمن حول الوضع بإفريقيا الوسطى، إننا «نغتنم الفرصة لشكر المملكة المغربية وجلالة الملك على التزام المغرب إلى جانبنا». وأعرب رئيس جمهورية إفريقيا الوسطى عن امتنانه لمشاركة كتيبة مغربية ضمن بعثة الأممالمتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى (مينوسكا)، و»التي تعمل بتعاون وثيق مع السلطات، وتحت مسؤولية بارفي أورانغا أونيانغا، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة».وأبرز أن «هذه القوات تساعدنا في الحماية المدنية»، مشيرا إلى «أننا راضون للغاية». كما حرص تواديرا على الإشادة بعمل الرئاسة المغربية لتشكيلة جمهورية إفريقيا الوسطى بلجنة تعزيز السلام والذي «مكن من دعم جمهورية إفريقيا الوسطى في بحثها عن السلام والتنمية».