اتهمت فدوى البرغوثي، عضو المجلس الثوري لحركة فتح، وزوجة الأسير مروان البرغوثي، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفبركة فيديو لزوجها المضرب عن الطعام. ونشر العديد من وسائل الإعلام الاسرائيلية، مقطع فيديو للأسير للبرغوثي الذي يقود إضراب الأسرى الجمعي، تزعم فيه أنه قام بتناول الطعام في زنزانته خفية. وشددت البرغوثي في مؤتمر صحفي، عقدته مساء الأحد في مقر الحملة الشعبية لإطلاق سراح البرغوثي في رام الله، بمشاركة رئيس نادي الأسير قدورة فارس، على أن «الفيديو المفبرك يظهر هزيمة الاحتلال أمام صمود الأسرى، ولم نكن نتوقع غير ذلك»، معتبرة أنه يندرج تحت «الحرب النفسية» التي يخوضها الاحتلال ضد الأسرى الفلسطينيين. وأضافت: «نحن نعلم مدى انحطاط الاحتلال الذي يسعى لوقف الإضراب بأي شكل، ولكن هذا الفيديو سيزيد الأسرى إصرارا على الاستمرار»، مؤكدة أن سلطات الاحتلال تعمل على «ابتزاز عائلات الأسرى، وتستخدم أساليب دنيئة وقذرة عبر نشر هذا الفيديو الملفق ضد مروان، الذي يقبع في العزل بسبب قيادته للإضراب عن الطعام، الذي يخوضه أكثر من 1600 أسير في سجون الاحتلال». وأوضحت أن زوجها الأسير المعتقل منذ أكثر من 15 عاما، «يدرك ألاعيب الاحتلال، ولا يمكن أن يقع في فخ مثل هذا الذي لا يعدو عن كونه تزييفا للحقائق»، معتبرة أن «منع الاحتلال مروان وبقية الأسرى المضربين عن الطعام من لقاء المحامين خلال فترة الإضراب، يؤكد أن الاحتلال كأنه يخفي شيئا لا يريد لأحد أن يطلع عليه». بدروه، أوضح رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، أن «نشر الفيديو الملفق لم يشكل أي مفاجأة، إذ كان من المتوقع أن تمارس السلطات الإسرائيلية الأكاذيب والتضليل في هذه المرحلة الحساسة من الإضراب عن الطعام». ولفت فارس في كلمته بالمؤتمر، إلى أن من «قام بتوزيع الفيديو والقنوات الإعلامية التي تعاطت معه، تمثل فقط أجهزة إسرائيل العسكرية، وهي أذرع المستوى السياسي الإسرائيلي الذي يقود المعركة ضد الأسرى وإضرابهم»، متحديا الاحتلال «بالسماح لأي محام ولو كان إسرائيليا، أو مندوبا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أو حتى طبيبا بالتوجه إلى البرغوثي في عزله لإثبات أنه أوقف إضرابه عن الطعام، كما يزعم الفيديو الذي نشر». وأكد أن «الإضراب دخل مرحلة حاسمة، وإسرائيل تتخبط والفيديو دليل على ذلك، وحالة الاضطراب التي يعيشها الاحتلال؛ هي مؤشر على أن المضربين عن الطعام اقتربوا من مرحلة النصر». وأوضح فارس، أن حياة نحو 1600 أسير «باتت في مرحلة الخطر، الأمر الذي يحتم إعلان حالة الطوارئ على المستوى السياسي الفلسطيني، بدءا من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ووصولا إلى كل المستويات القيادية، وعلى الصعيد الشعبي؛ لنصرة الأسرى وحقن دمائهم». من جانبها، نفت اللجنة الوطنية للإضراب، «ما تدعيه مصلحة سجون الاحتلال عبر فيديوهات نشرتها، أن يكون القائد البرغوثي قد علق إضرابه عن الطعام». وأكدت في بيان لها أن «المقطع المصور ما هو إلا محاولات سخيفة ووضيعة، تهدف إلى تثبيط عزيمة المضربين، وهو الأسلوب ذاته الذي استخدمه الاحتلال عام 2004». ونوهت اللجنة، إلى أن الإعلام الإسرائيلي، «يشن حربا خطيرة تحتوي على أكاذيب، تهدف إلى خلق بلبلة في الشارع الفلسطيني وبين صفوف الأسرى المضربين عن الطعام»، مطالبة وسائل الإعلام كافة ب»التحلي بالوعي الوطني المستند إلى الثقة العالية بالأسرى وقياداتهم، وعدم التعاطي أو تداول أية معلومات يبثها إعلام الاحتلال». وصفت الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال الإسرائيلي المشهد الذي قالت إسرائيل إنه للقيادي في حركة فتح الأسير مروان البرغوثي وهو يتناول الطعام داخل زنزانته بأنه «مسرحية رديئة وفبركة رخيصة مفضوحة». وقالت في بيان إن الاحتلال يحاول وبكافة مستوياته كسر إرادة الأسرى الذين يخوضون معركة الحرية والكرامة بكل الوسائل ومنها بث الأكاذيب والشائعات. وأشار البيان إلى أن المشهد الذي زعم الاحتلال أنه للبرغوثي لم يظهر فيه وجه الأسير المزعوم ولجوء الاحتلال لهذه الأساليب يدل على عجزه وإفلاسه أمام «صلابة وإصرار أسرانا الأبطال وأن الانتصار في هذه المعركة بات وشيكا بإذن الله». وشدد الأسرى على ضرورة تصعيد حملات الإسناد والتضامن الشعبي والرسمي ردا على أساليب الاحتلال وانتصارا للأسرى. وكان الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية باللغة العربية أوفير جندلمان بث على حسابه بموقع تويتر مقطعا ملتقطا بواسطة كاميرا مراقبة لشخص داخل زنزانة زعم أنه الأسير مروان البرغوثي. ويظهر الشخص الذي يرتدي الملابس البنية المخصصة للأسرى وهو يجول في الموقع المخصص لقضاء الحاجة في الزنزانه ويتناول بعض الطعام خلسة علما بأنه لا يوجد معه أحد آخر في الغرفة. وقال جندلمان في التغريدة: «بالفيديو: الإرهابي مروان البرغوثي يأكل سرا في مراحيض غرفته في السجن بينما هو يقول للفلسطينيين إنه يضرب عن الطعام. #إضراب_الكرامة؟». ويواصل الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام، من أجل الحصول على أدنى حقوقهم المشروعة، وتحسين أوضاعهم داخل المعتقلات الإسرائيلية، في ظل التفاف جماهيري كبير، وتعنت سلطات الاحتلال في التعاطي مع مطالبهم المشروعة. وتحت عنوان إضراب «الحرية والكرامة»، ارتفع عدد الأسرى المضربين لأكثر من 1600 أسير، في سجون الاحتلال الإسرائيلي كافة، وشرع الأسرى في إضرابهم الجماعي بتاريخ 17 نيسان/ أبريل 2017، رفضا لإجراءات سلطات الاحتلال التي تفاقم معاناتهم، ولإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وغير ذلك من المطالب الإنسانية المشروعة. وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 6500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجنا ومركز توقيف تفتقد لأدنى المقومات الإنسانية، بحسب إحصائية هيئة شؤون الأسرى، التي أكدت وجود نحو 1200 أسير مريض، بينهم 12 مصابا بمرض السرطان، و17 يعانون من أمراض في القلب.