تزاحمت في ذهني صور الجثث المتناثرة، والحفر، والبنايات الدارسة، والغبار الكثيف...، وأنا أتخيل جبال كردستان العراق. تبدّت إلى ذهني، البلاد هناك، سلسلة جبال متجاورة، ولا سهل، إلا أن يكون أرضا يبابا. لم أستطع انتزاع إشراقات مضيئة من مدن، أو ربوع، أو أسماء كائنات، غرق الكل في سديم «حلبجة» و»الأنفال». تشربت لفظة «الكرد» اللون الرمادي الدّاكن بشكل كلي. وهو ما فسر لي ذلك النسغ المأساوي الساكن لكلام الناس وحكيهم، وثرثراتهم العابرة، في مقاهي «السليمانية» و»أربيل»، حيث أخذنا الأصدقاء؛ كانت الأجوبة عن استفساراتنا غالبا ما تقرن بأهوال ما جرى، قبل انتفاضة إقليم كردستان الأخيرة، في التسعينيات من القرن الماضي، على سلطة النظام البعثي الحاكم للعراق آن ذاك. حلمت دوما بزيارة هذه المنطقة القصية، مثلما تقت باستمرار للسفر إلى «إيران»و»الهند»و»جنوب شرق آسيا»؛ لغموضها المستثير للخيال من جهة، ولاختلافها الجذري، لغة وثقافة وأرضا وجبلّة إنسانية، من جهة ثانية. لذا لم أتردد لحظة في قبول الدعوة التي وجهها لي مهرجان «كالاويش» للمشاركة في ندوة عن: «الفوائد الفكرية والاجتماعية للتعدد الثقافي» أيام 21-25 نونبر 2013، بمدينة «السليمانية»، ثاني أهم مدينة بكردستان العراق، بعد «أربيل» عاصمة الإقليم. كان لابد من أخذ تأشيرة، لدخول كردستان- العراق، وهو ما أنجزته في زيارة للسفارة العراقية بالرباط صحبة باقي المدعوين المغاربة (سعيد يقطين وسعيد بنكراد وحسن بحراوي). استرعى انتباهنا حينها أن جل موظفي السفارة من «الكرد»، كان واضحا تأثير الانتماء الكردي لوزير خارجية العراق، بل ولرئيس الجمهورية أيضا. دون أن تعني هذه المناصب الشيء الكثير في الواقع السياسي لإقليم يطالب بالانفصال عن الدولة المركزية منذ أمد بعيد. أخذنا علما بأن الرحلة ستكون عبر «تركيا»، وتمتد لخمس ساعات من الطيران بين الدارالبيضاء واسطنبول ثم ثلاث ساعات منها إلى السليمانية، ومقارنة بالرحلة الأولى التي مرت في ظروف مريحة وبخدمات ممتازة، فقد كانت الرحلة الثانية إلى السليمانية محنة حقيقية، في طائرة مليئة بعائلات من أعراق مختلفة مع أطفالهم الصغار والرضع، سرعان ما انخرط جلهم في صراخ متواصل، في الوقت الذي اختار فيه الربان، استبدال صور خرائط الطريق على شاشات العرض بفيلم رعب، وأكمل سوء الأحوال الجوية مراسيم الرحلة الكابوسية... ومع اهتزاز عجلات الطائرة على مدرج النزول، كان دماغي في حالة رخاوة، وفقدان للتماسك، مع ألم في الأطراف، وعرق بارد، كنت مستنزفا بعد أزيد من سبعة عشر ساعة من السفر البري والجوي. وجدنا في انتظارنا بمطار السليمانية الدكتور نوزاد أحمد أسود الناقد الكردي ومدير مهرجان «كالاويش»، و»محيي الدين محمود» المترجم والقاص، وأشخاصا آخرين من اللجنة التنظيمية. أصر مستقبلونا ?تكريما لنا- على استضافتنا لدقائق في القاعة الشرفية بالمطار، وهو الإصرار الذي جعلنا نقطع مسافة على الأقدام لم نكن -على قصرها- قادرين تحملها، للإجهاد العاتي وقلة النوم. وفي النهاية ما إن وصلنا إلى القاعة الشرفية حتى جاءت السيارة التي ستقلنا إلى فندق «هاي كريست»، كانت بداية تنذر بشرود تنظيمي من النوع المقرون بالنوايا الطيبة. تأكد الأمر، بعد وصولنا للفندق إذ لم نجد أسماءنا عند المكلف بالاستقبال، ولم يكن بمكنة السائق الذي حضر معنا أن يقدم أو يؤخر أي شيء... وجب الانتظار إذن، لحين وصول أحد المنظمين، الذين اضطروا للبقاء بالمطار، في انتظار الوفد الفرنسي، بعد نصف ساعة، نمنا فيها وقوفا، سلمت لنا مفاتيح الغرف، لكن قبلها ثم إنذارنا بضرورة الاستيقاظ على الساعة «الثامنة» لأن الافتتاح في «التاسعة»، وعمليا كان لدينا أقل من ساعتين للراحة. كنا في الموعد بمطعم الفندق، لم أميز بين المأكولات شيئا جديدا لا أعرفه، أجبان، وأصناف مختلفة من المربى، وحلويات، وفطائر مختلفة، وبيض، ونقانق، وفول مدمس، وعصائر شرقية، مما سبق لي تناوله...، كنت أبحث عن شيء كردي في مائدة الصباح، يشبه زيت الزيتون بالزعتر الذي دوخني طعمه حين تناولته لأول مرة ببيروت... لم أوفق في العثور على شيء خاص، هكذا تناولت إفطارا سريعا، مع عدد محترم من فناجين القهوة، قبل أن تأخذنا الحافلة إلى قاعة المهرجان. كان المسلحون في كل مكان، وتهيأ لي أني لم أقابل محجبة واحدة في ذلك الافتتاح، ولا مسدل لحية، كان الجميع ببدلات عصرية أو بزي قومي؛ فالشعب الكردي كان دوما أقلية في الدول التي يعيش فيها، لذا انتصر الدافع القومي على المحرك الديني والمذهبي، وظل المجتمع متدينا بالفطرة دون غلو أو تسييس لتلك المرجعية. وحين سألت عن الأمر قيل لي إن بعض الحركات الإسلامية حاولت النفاد إلى المجتمع الكردي دون جدوى، من جهة لتجدر حزبين قوميين علمانيين بين الناس، ومن جهة ثانية لكون هذين الحزبين مسلحين. كانت الساعة تشير إلى العاشرة حين اعتلى المنصة كهل فارع القامة بملامح رصاصية، متخفف من تلك الأناقة الخانقة للرسميين، قيل لنا إنه السيد «ملا بختيار» عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني، وراعي المهرجان، تحدث لثلاثة أرباع الساعة ارتجالا، عن القضية القومية، وثقافة الكرد، وبعث برسائل للجوار، سورياوإيرانوتركيا، لكن ما كان مفاجئا لي هو ثقافة الرجل الذي ينتقل من الفلسفة للفكر السياسي للإبداع الأدبي بسلاسة مبهرة، وجرأته في الحديث عن العلمانية كأفق لا محيد عنه لبناء مجتمع ينتمي إلى العصر. كانت بلاغته تلقائية لا تحتاج لتمائم أو لأبخرة، ذكرني بعينة من الزعماء السياسيين التاريخيين في المغرب، لم نعد نجدهم اليوم. حين غادرنا القاعة كنت متشوقا للحوار المتعلق بالشوارع والناس وأهواء أهل البلد، الكلام العامي الخالي من الأفكار الكبيرة، وللقفشات التي تمنح للاسترسال طاقة، ومن حسن طالعنا أن الناقد العراقي عبد الله ابراهيم كان حاضرا في الافتتاح، وهو من العارفين بالسليمانية، كنا في حاجة لشراء أشياء صغيرة على وجه الاستعجال؛ «مقص»، و»لصاق سائل»، و»قفل» من النوع الخاص بالحقائب. وكم سألنا من باعة قبل أن نعثر على أغراضنا، كنا نكتشف المدينة عبر «القفل» و»اللصاق» و»المقص»، ... قبل أن نذهب لزيارة ضريح الشاعر الكردي «شيكو بيكس». كان افتتاح برنامج الندوات في اليوم الثاني بندوة عن»الفوائد الفكرية والاجتماعية للتعدد الثقافي» شارك فيها الكتاب المغاربة وترأسها عبد الله ابراهيم. في البداية اكتشفت أن أسمائنا كتبت بالكردية إلى جانب العربية حيث كتب اسمي هكذا «شه رفو دين مه جدولين»، إذ لا شكل للحروف الكردية وإنما يكتب الشكل حرفا؛ فالفتحة هي الهاء، والضمة هي الواو والكسرة هي الياء، وإنما يكون المد بوضع حرف سبعة على الياء أو الواو أو الهاء. جرني هذا الفضول اللغوي لمعرفة أن لا صيغ للتذكير والتأنيث في الكردية وإنما صيغة لغوية للفرد، ومن ثم فأسماء الأعلام تجوز للذكور والإناث معا، ف»دانا» اسم رجل قد تصادفه في الشارع رفقة زوجة له اسمها «دانا» !. امتلأ فضاء المهرجان بالحضور، وازدحمت الممرات بالواقفين في قاعة تتسع لأزيد من أربعمائة شخص، تحدث «سعيد يقطين» عن التعدد الثقافي انطلاقا من أسطورة كردية تسمى «ميموزين»، وتناول «بنكراد» دلالات التعدد الثقافي انطلاقا من بنيات اللغات، وروى «بحراوي» بعض تفاصيل قضية الأمازيعة في المغرب، وتحدثت عن أبعاد التعدد الثقافي في مملكة النصريين بالأندلس. انتهت جميع العروض خلال ساعة ونصف، وامتد النقاش لساعتين، ذكرني توفزه بالحماس بما كان في مغرب السبعينيات. كنت دوما مفتونا بالسينما الإيرانية والشعر الفارسي القديم شعر مثنوي وحافظ الشيرازي ومولانا جلال الدين الرومي لم أكن أدري أن شعراء إيرانيين عديدين حلوا ضيوفا على السليمانية، حتى التقيت أحدهم صدفة في المصعد؛ خاطبني كهل بلحية بيضاء، لونها إدمان السجائر، متسائلا إن كنت عراقيا (والعراقي هو العربي غير الكردي)، فقلت له أني مغربي، وبعد أن تعرفت على شخصه، حاولت أن أتخلص من ورطة الدهشة العابرة بالصمت، حيث لم أكن قد قابلت قبله شخصا من تلك البلاد القصية. كان منشغلا حسب ما فهمت بترتيب أمور عودته إلى شيراز، والترتيب هنا لا يعني إعداد حقائب السفر، وإنما تهيئة الوجدان للعودة إلى دولة ولاية الفقيه وهو الكردي العلماني. كان أقصى ما يمكن أن أعبر به عن تعاطفي معه وتقديري لإبداعه هو أن آخد نسخة من ديوانه في بهو الدخول بقاعة المهرجان. نظمت في اليوم الثالث، تكريما للوفد المغربي، رحلة إلى أربيل عبر كركوك، وجلنا عرف أربيل عبر تقارير الجزيرة باعتبارها هدفا لقنابل «النابالم» إبان المجازر التي اقترفها النظام البعثي البائد، في مناطق الانتفاضات الكردية. وكذا لحضورها اليومي في الإعلام العالمي عقب دخول الجيوش الأمريكية للعراق. لذا وبعد تنقلاتنا اليومية رفقة مسلحين، كنا شبه زاهدين في الرحلة، شغلنا أكثر ما سمعناه عن المشاكل الأمنية في «كركوك» التي هي معبر أساس في طريقنا إلى أربيل، وعن حوادث التفجيرات والاختطافات المتكررة في تلك المدينة المتنازع عليها، لكن لم يكن بوسعنا رفض عرض المنظمين. ركبنا في سيارتين صحبة سائقين من ضباط المخابرات الكردية، وبمعية دليلنا في الرحلة الباحث الشاب الدكتور سرور عبد الله، وكانت أول محطة لنا في قسم اللغة العربية بجامعة أربيل، وجدنا هيئة التدريس في انتظارنا، تحدثنا قليلا عن النقد المغربي وأسئلته الجديدة، وعن الأدب والثقافة المغربية بوجه عام، وكان لقاء مفيدا سيما وأن جل إصداراتنا معروفة في القسم، لفت انتباهي شيء واحد لحظتها، وهو أن رئيس القسم سيدة في الثلاثينيات من عمرها، في مجتمع ذكوري، ومع هيئة تدريس جلها من الشيوخ، ممن يفوقونها تجربة وسنا... وفوق هذا وذاك لم تكن سيدة جميلة، كانت ذمامتها مرعبة. غادرنا بعد ذلك إلى قلعة أربيل التي يعود تاريخ تأسيسها إلى ما قبل ثمانية آلاف سنة، كانت في طور الترميم، ولم يسمح لنا بالتجول في كل أرجائها، اقترح دليلنا فسحة شاي في مقهى بسفح القلعة، كانت أشبه ما تكون بصالون تقليدي، حيث توجد مكتبة وصور لبعض أدباء العراق وفنانيه، كما أن حيز الجلوس يتخذ شكل مربع حيث ترصف الكنبات بشكل متقابل. ويمكن أن يجلس الرواد إلى بعضهم البعض دون سابق معرفة. لم نستسغ البقاء طويلا في أجواء تلك الحميمية المحرقة، كانت توجد بجانب المقهى دكاكين تذكارات مخصصة للسائحين، فسارعنا للمغادرة، وتمضية الوقت في تأمل تلك الأشياء الصغيرة، من منحوتات حجرية مستوحاة من الحضارة البابلية، ومشغولات الكردية، قبل أن نقتني بعضها. بعد جولة قصيرة في قيسارية أربيل، غادرنا إلى المتحف السرياني، وهو بناية صغيرة لكنها انطوت على كم هائل من الآثار والتحف المتصلة بالثقافة السريانية، أخبرنا محافظ المتحف أن السريان أقلية بجانب أقليات عديدة كالكلدان والتركمان والآشوريين والصابئة والزرادشتيين، ضمن نسيج إثني وديني عز نظيره في العالم، في الواقع غبطتهم على هذا التنوع، الذي لا أكاد أتمثله؛ كنت فقط أريد أن أرى أحد الزرادشتيين رؤية العين، وأن أسأله كيف يجد نفسه ككائن غير مسلم في بحر متلاطم من متطرفي الشيعة والسنة. في رحلة عودتنا من أربيل أحصيت عدد الحواجز العسكرية والأمنية فكانت ثمانية، في مسافة لا تتجاوز ثلاثمائة كيلومتر، وبمجرد خروجنا من أربيل لفت انتباهنا السائق إلى مبنى فخم يشبه بناية الكونغرس، قال لنا إنها المقر المركزي للحزب الوطني الكردستاني الذي وجه لنا الدعوة للمهرجان، بعدها سأتفهم تلك الانعطافة المفاجئة إلى العشاء دون سابق إخبار مع السيدة «هيرو ابراهيم» حرم الزعيم الكردي جلال الطالباني رئيس الجمهورية الفدرالية العراقية. أخدنا بملابس السفر نحن المغاربة الأربعة لنجد أنفسنا في مقر إقامة رئيس الجمهورية، واستقبلتنا السيدة «هيرو»، في قصر هو أقرب إلى متحف للفنون المعاصرة منه لسكن، تفهمنا الأمر بعد أن عرفنا أن السيدة حرم الرئيس فنانة وأديبة ونجلة أول روائي كردي (ابراهيم محمود). هكذا تجولت معنا بعد العشاء بتقائية لتقدم لنا الأعمال الفنية لكبار فناني العراق الحديث، لوحات زيتية ومنحوتات لا تقدر بثمن، كان معنا في القصر السيد «ملا بختيار» راعي المهرجان، وصهر الرئيس، تحدث معنا بإسهاب عن الثقافة والأدب الكرديين وكيف أن الحزب الوطني الكردستاني يمتلك دائرة ثقافية قائمة بذاتها تسمى «مركز التنوير» من مهامها مجابهة الإسلام السياسي، وهي دائرة تنضاف لدوائر عديدة سياسية ودبلوماسية وعسكرية،... لم أحاول عمل أي مقارنة بين الحزب هنا وأحزابنا، بدا لي الأمر عبثيا، وتلافيت أي كلام عن الموضوع في الجلسة. بعد العشاء ودعتنا السيدة «هيرو» مبلغة إيانا تحية فخامة الرئيس الذي يعيش ظرفا صحيا صعبا، لنعود إلى الفندق، كنا نريد النوم والنوم فقط. نهضنا متأخرين بعض الشيء في اليوم الرابع، لم يكن لدينا أي التزام في الصباح، ذهب سعيد يقطين رقة بنكراد في جولة بالجبل، صحبهما الصديق محي الدين محمود إلى الأمكنة التي قاتل فيها «البشمركة» جيوش صدام، وذهبت رفقة حسن بحراوي إلى مركز السلمانية القديم لاقتناء بعض الأغراض. تجولت بعدها لوحدي مدة ساعة، غصت فيها إلى الداخل العميق، تأملت ذلك الإحساس الرهيب الذي يجعل الفرد يفقد تعلقه بالجماعة، وينكفئ على وحدانيته. وفي لحظة ما وجدتني أفقد أي تعاطف مع ذلك الامتداد الإنساني حولي، حصار العجمة ربما، أو ظلال الحروب، أو لعله ذلك الشعور بالوجود في باطن الشرق الذي لا نعرفه ولا ننتمي إليه كمغاربة، بعيدا بآلاف الأميال عن تلك المدن الأليفة في أقصى شمال المغرب، على مرمى حجر من إسبانيا. اخذت تاكسي في عودتي إلى مقر المهرجان، لحضور الجلسة الختامية. في مدخل القاعة التقيت الأصدقاء، انتظرنا قليلا في دردشة مع باقي الضيوف قبل ن ناخذ أماكننا. حضرت الجلسة الختامية السيدة حرم رئيس الجمهورية مع عدد كبير من الرسميين. وبعد الكلمات وزعت مجموعة من الدروع الرمزية للمهرجان على المشاركين، وهكذا نودي علينا نحن الأربعة، مباشرة بعد الفرنسيين، وكأن قدرنا أن نتبع الفرنسيين وان نعطف عليهم دوما. عدنا ثقالا إلى الفندق، كان الهم الوحيد الذي يشغل بالي هو كيف أوائم تلك الكتب والهدايا والتذكارات المتراكمة عبر الأيام الخمسة، في حقيبتي الضيقة، وكيف أعيد ترتيب الأحاسيس والأفكار الملتبسة بوجداني، استعدادا للمغادرة. أخذنا عشاء خفيفا قبل أن ننتقل إلى بهو الاستقبال لأخذ فنجان قهوة. وفي الغرفة تزاحمت الأغراض ومشاعر المغادرة الأسية ورهبة الرحلة الطويلة الممتدة لساعات... هجمت مرة واحدة وأثقلت الوجدان العليل.