لقي 232 شخصا مصرعهم، في 17248 حادثة سير وقعت داخل المناطق الحضرية خلال المدة الممتدة مابين فاتح يناير2017 و 16 أبريل الجاري. الإحصائيات الرسمية التي تتوفر عليها الجريدة تفيد بأن وتيرة حوادث السير بالمدارات الحضرية بالمغرب عرفت، خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية، منحى تصاعديا ،حيث أصيب خلالها 22340 شخصا بجروح، إصابة 949 منهم كانت بليغة. وبحسب المعطيات الإحصائية التي تم تجميعها، فإن الأسبوع الممتد مابين 29 و 6 مارس كان الأفجع من حيث عدد قتلى حرب الطرق بالحواضر ب 20 قتيلا . وبالرجوع إلى الإحصائيات الأسبوعية والرسمية الصادرة عن الإدارة العامة للأمن الوطني، فإن الأسبوع الأول من السنة الجارية والممتد من 2 يناير إلى غاية الثامن منه، عرفت خلاله حواضر المغرب مقتل 17 شخصا ، وأصيب 1486 آخرون بجروح، إصابة 57 منهم بليغة، في 1194 حادثة سير. وارتفع عدد القتلى إلى 19 شخصا خلال الأسبوع الموالي (من 9 إلى 15 يناير الماضي) فيما أصيب 1507 آخرون بجروح، إصابة 71 منهم بليغة، في 1164 حادثة . و في الفترة الفاصلة مابين 16 إلى 22 يناير، لقي 17 شخصا مصرعهم، وأصيب 1481 آخرون بجروح، إصابة 57 منهم بليغة، في 1169 حادثة ، لينخفض عدد القتلى في الأسبوع الموالي (من 23 إلى 29 يناير) إلى عشرة أشخاص، وإصابة 1292 شخصا بجروح، إصابة 61 منهم بليغة، في 1008 حادثة سير. وشهد عدد قتلى "حرب الطرق الحضرية" أدنى مستوى له خلال الأسبوع الممتد بين 30 يناير و 5 فبراير الماضيين، ب 8 قتلى، و إصابة 1295 آخرين بجروح، إصابة 46 منهم بليغة، في 1003 حادثة. وبعد هذا الانخفاض عاود عدد الضحايا الارتفاع إلى 15 شخصا في الأسبوع الموالي والممتد من 6 إلى 12 فبراير الماضي، حيث أصيب 1294 آخرون بجروح، إصابة 53 منهم بليغة، في 1031 حادثة. وفي الأسبوع الممتد من 13 إلى 19 فبراير، لقي 10 أشخاص مصرعهم، وأصيب 1376 آخرون بجروح، إصابة 49 منهم بليغة، في 1095 حادثة سير، وارتفع عدد القتلى إلى 15 خلال الأسبوع الموالي – من 20 إلى 28 فبراير – أصيب 1422 آخرون بجروح، إصابة 59 منهم بليغة، في 1080 حادثة سير داخل المناطق الحضرية دائما. وكما سبق أن أشرنا في البداية، فإن الأسبوع الأكثر دموية بالحواضر المغربية، كان هو الممتد من 29 فبراير إلى 6 مارس الماضيين، حيث لقي 20 شخصا مصرعهم، وأصيب 1590 آخرون بجروح، إصابة 64 منهم بليغة، في 1156 حادثة، وخلال الأسبوع الموالي (من 6 إلى 12 مارس) لقي 19 شخصا مصرعهم، وأصيب 1621 آخرون بجروح، إصابة 66 منهم بليغة، في 1251 حادثة. ولفظ 18 شخصا أنفاسهم الأخيرة في الطرقات والمسالك الحضرية، وأصيب 1573 آخرون بجروح، إصابة 76 منهم بليغة، في 1210 حادثة سير في الأسبوع الفاصل بين 13 و 19 مارس الماضي. واستقر عدد القتلى في 15 قتيلا خلال الثلاثة أسابيع الموالية (من 20 إلى 26 مارس، ومن 27 مارس المنصرم إلى 2 أبريل ومن 3 من 9 إلى أبريل الجاري. وأصيب 1525 آخرون بجروح، إصابة 57 منهم بليغة، في 1187 حادثة سير وقعت داخل المناطق الحضرية في الأسبوع الأول، في حين عرف الأسبوع الموالي إصابة 1637 آخرين بجروح، إصابة 79 منهم بليغة، في 1242 حادثة سير. وأصيب خلال الأسبوع الثالث 1653 شخصا بجروح، إصابة منهم بليغة 82، 1228 في حادثة سير. وخلال الفترة الممتدة مابين 10 إلى 16 أبريل الجاري لقي 19 شخصا مصرعهم وأصيب 1588 آخرون بجروح، إصابة 72 منهم بليغة، في 1230 حادثة سير. من جهة أخرى، بلغت قيمة الغرامات المالية التي استخلصتها شرطة المرور بمجموع الحواضر المغربية خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية ،بحسب المعطيات الرسمية التي تم تجميعها، أزيد من ستة ملايير سنتيم وبالضبط "6 ملايير و 120 مليونا و 6230 سنتيما ". الأرقام التي نكشف عنها من خلال تتبع ملف حوادث السير بالمدارات الحضرية، تفيد بأن المصالح الأمنية سجلت 538774 مخالفة خلال أقل من أربعة أشهر أحالت 177842 منها على النيابة العامة في حين بلغت الغرامات الصلحية 360914 مخالفة وتم سحب 104960 رخصة سياقة و قطر 69003 مركبة للمحجز وتوقيف 3179 مركبة. وبالرجوع إلى التقسيم الأسبوعي لحوادث السير بالمدارات الحضرية، خلال الأربعة أشهر الأولى من السنة الجارية، نجد أن أكبر مبلغ تم تحصيله من مخالفات السير كان خلال الفترة الممتدة مابين 29 فبراير و 6 مارس الماضيين حيث بلغ 8 ملايين و 338 ألفا و 400 إذ تم تسجيل 41281 مخالفة أحيل منها على النيابة العامة 17644 مخالفة. هذا وتجدر الإشارة إلى أن المبلغ المتحصل عليه من الغرامات التصالحية، في الأسبوع قبل الماضي، بلغ 5 ملايين و 642 ألفا و 550 درهما، فيما وصل عدد العربات الموضوعة بالمحجز البلدي إلى 4 آلاف و 273 عربة وعدد الوثائق المسحوبة 7 آلاف و 750 وثيقة، وعدد المركبات التي خضعت للتوقيف 179 مركبة. ووفق المديرية العامة للأمن الوطني، فإن الأسباب الرئيسية المؤدية إلى وقوع هذه الحوادث، تكمن في " عدم التحكم وعدم احترام حق الأسبقية وعدم انتباه السائقين وعدم انتباه الراجلين والسرعة المفرطة و تغيير الاتجاه بدون إشارة وتغيير الاتجاه غير المسموح به وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة "قف" والسياقة في حالة سكر و السير في يسار الطريق و عدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر والتجاوز المعيب و السير في الاتجاه الممنوع ".
في انتظار «نتائج» الاستراتيجية الجديدة للسلامة الطرقية (2016 2025- ) لا يكاد يمر يوم ، دون أن يشكل زقاق ، أو شارع، أو ممر طرقي بإحدى المدن المغربية ، على طول خريطة البلاد وعرضها ، "مسرحا " لحدوث فاجعة خلفت وراءها قتيلا أو أكثر ، دون إغفال المصابين بجروح متفاوتة الخطورة، التي قد يرتدي بعضها لبوس الإعاقة التي تقلب مسار حياة "الضحية" رأسا على عقب . واقع قاتم تكفي قراءة متأنية لمضامين البلاغات الأسبوعية للمديرية العامة للأمن الوطني بشأن " حصاد حرب الطرق الحضرية " ، للوقوف على تمظهرات " الخطر" المحدق بمستعملي الطريق في كل لحظة وحين، والذي بلغ مستويات غير مسبوقة ، رغم حملات التوعية والتحسيس المنطلقة منذ مدة ، والتي غالبا ما يشتد إيقاعها في ال 18 من فبراير من كل سنة باعتباره يوما وطنيا للسلامة الطرقية . واقع "مأساوي" ، بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، يجعل المرء يضع يده على قلبه ، في ظل ما يعاينه من "حروب" يومية أبطالها، في الغالب الأعم ، شباب لا يقيمون وزنا لمدونة السير وقوانينها، فتراهم يطلقون العنان ل" جنون السرعة " وكأن الأمر يتعلق بحلبة ل" سباق السيارات " وليس بشارع عمومي يستوجب عبوره التأني واستحضار مستعمليه ، بكافة تصنيفاتهم ، من راجلين وغيرهم ، ممن يحلمون بالعودة سالمين إلى منازلهم، أو بلوغ "عناوين" قضاء حوائجهم بدون ضرر أو أذى، علما بأن الكاتب العام للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، كان قد أشار ، على هامش تقديم التقرير السنوي برسم سنة 2016 ، إلى أن "أكثر من 80 في المائة من حوادث السير بالمغرب سببها السلوك البشري، فيما لا تتجاوز العوامل المرتبطة بالبنية التحتية، وحجم حركة المرور، والأحوال المناخية، ومواصفات العربة وحالتها الميكانيكية نسبة 20 في المئة". ؟