لاشك أن أنفاس البيضاويين ستحبس لمدة ساعة ونصف الساعة من زمن عصر يوم غد الأحد، والسبب طبعا، هو إجراء لقاء الديربي بين الوداد والرجاء، وهذه المحطة تستأثر باهتمام كل المتتبعين، خصوصا هذا الموسم، حيث التنافس على أشده بين الغريمين التقليديين على درع البطولة الاحترافية. قيمة هذه المباراة التي أفرزتها الجولة الخامسة والعشرون تكمن في مواجهة متصدر الترتيب للمطارد المباشر ، وهذا الوضع المسطر فوق خريطة الترتيب، يفرض على الرجاء صنع رهان الفوز، لإشعال فتيل التنافس من جديد على لقب البطولة، كما يفرض على الوداد جني النقط الثلاث لحسم أمر التتويج باللقب بنسبة كبيرة. والاعتقاد السائد، أن المدرب فاخر أخطأ الحسابات، عندما جنى نقطة واحدة من المبارتين الأخيرتين، حيث تعادل مع الكوكب وانهزم بميدانه أمام أولمبيك خريبكة، وهذان التعثران كان لهما وقع على وضعية الفريق الأخضر، لدرجة أن سهام الانتقاد تم تصويبها نحو المدرب، هذا الأخير وضع لاعبي الرجاء تحت ضغط كبير عندما طلب من الراقي وبانون والواصلي قبل انطلاق مباراة الكوكب، أن يتعمدوا الحصول على الورقة الصفراء الرابعة ليكونوا جاهزين خلال لقاء الديربي، لكن فاخر خسر مباراته أمام لوصيكا، وابتعد بمسافة خمس نقط عن الوداد، لذلك فخياره الوحيد في هذه المعادلة الصعبة، هو الفوز في مباراة الديربي. المدرب عموتة، سيخوض مباراة الديربي بدون ضغوطات نفسية، على اعتبار أن فارق النقط الذي يفصله عن المطاردة، يصل إلى خمس نقط، وهو فارق يبقيه في مركز الصدارة حتى في حالة الخسارة، وهذا الامتياز المادي والنفسي والمعنوي.. يجعل العناصر الودادية تلعب بارتياح كبير، وعيا منها أن التعادل يكفي، للحفاظ على نفس حظوظ التتويج بلقب الدوري الاحترافي. وتشكل مباراة الديربي بالنسبة للاعبي الفريقين، محطة استثنائية بكل المقاييس والمواصفات، وأن كل لاعب يمني النفس بالفوز، خصوصا وأن المباراة برمجت بالدارالبيضاء عكس لقاء الذهاب، لذلك، فوضعية كل فريق على سلم الترتيب، قد لا يكون لها تأثير على عطاءات لاعبي هذا الطرف، أو ذاك، ولعل الخوف من الخسارة يفقد مباراة الديربي نكهتها، ويفرغها من طابعها الفرجوي. ولإبعاد الضغوطات، قرر كل فريق الدخول في معسكر مغلق، فالرجاء اختار مدربه منطقة بوسكورة كفضاء إعدادي لهذه المواجهة، وحدد المعسكر في ثلاثة أيام، وفي المقابل، وقع اختيار المدرب عموتة على مدينة الصخيرات، لإقامة معسكره الإعدادي الذي انطلق يوم الأربعاء الماضي، وسيمتد إلى غاية السبت، تخلله حصص تدريبية بملحق مركب مولاي عبد لله. عودة الديربي إلى الدارالبيضاء، سيضفي عليه طابع المحلية، لكن المطلوب من الجمهور أن يساهم في إنجاح هذا العرس الذي أضحى يكتسي طابعا عالميا، وذلك بالتحلي بالروح الرياضية، بعيدا عن كل ما من شأنه أن يخدش جمالية هذه المباراة من تشنجات. فهل سيكون الجمهور في مستوى قيمة الديربي؟ وهل سيكون الحكم الكزاز الذي تم تعيينه لقيادة أول ديربي في مشواره التحكيمي في مستوى الحدث؟ وقال الحسين عموتة، مدرب الفريق الأحمر، إنه يخوض أول ديربي، وأنه يتطلع للفوز به، ولم يخف في تصريح له صعوبة المباراة، بالنظر لقيمة الفريق الخصم، لكنه كشف عن نواياه في الظفر بدرع البطولة الاحترافية، واعتبر أن اختيار مرحلة التركيز بمدينة الصخيرات، جاء لأجل إبعاد اللاعبين عن الضغط غير المقصود من الأصدقاء والأقارب. ولم يخف عموتة أن فارق خمس نقط شكل بالنسبة إليه سبقا رقميا مها، وشدد على أن الديربي يمثل للاعبين محطة استثنائية، لذلك، قرر الاشتغال على الجانب النفسي لتخليصهم من كل الضغوطات. ومن جانبه، امحمد فاخر، شدد مدرب الرجاء على أن مباريات الديربي لا تتشابه ، وأن لكل محطة خصوصياتها، وأكد في خرجته الإعلامية، أنه لم يكن ينتظر مثل هذا السيناريو ، في إشارة إلى فارق خمس نقط بين الرجاء والوداد، معترفا بالخطأ أمام لوصيكا، وما كلفه من ثمن، ولم يخف أن رهانه هو صنع الفوز ، باعتباره الخيار الوحيد أمامه لاستعادة حظوظ التنافس على اللقب.