أفادت مصادر مقربة من التحقيق أن المهاجم المشتبه في قتله أحد رجال الأمن الفرنسيين على جادة شارع الشانزيليزيه الشهير في باريس ،ليلة الخميس، وإصابة اثنين آخرين، يدعى كريم شرفي وهو من سكان «شيل» في «سين إي مارن» في الضاحية الشرقية للعاصمة الفرنسية. فقد فتح كريم شرفي النار من سلاح رشاش على سيارة للشرطة على بعد مئات الأمتار فقط من معلمة قوس النصر في أحد أكثر شوارع العالم شهرة. وقتل شرطيا فيما حاول المسلح الفرار مترجلا لكن الشرطة قتلته. وأصيب شرطيان بجروح خلال تبادل لإطلاق النار الذي أفاد شهود أنه لم يدم طويلا ولكنه كان كثيفا. وتحولت جادة الشانزيليزيه، التي كانت تعج بالسياح وسكان باريس في الليلة الربيعية، إلى ساحة رعب حيث اختبأ رواد المطاعم في الطوابق الأرضية وسرت حالة من الهلع في محطة قطارات قريبة، وفقا لما أفاد شهود عيان. وأغلقت الشرطة المنطقة مباشرة حيث هرعت عشرات سيارات الإسعاف إلى المكان الذي حلقت فوقه المروحيات. وكشفت ذات المصادر أن كريم شرفي، الذي كان موضوع بحث قضائي من طرف محققي مكافحة الإرهاب حيث سبق وأوقف للاشتباه بتخطيطه لقتل عناصر أمن قبل أكثر من سنة، يحمل الجنسية الفرنسية ويبلغ من العمر 39 سنة. وقد أوقف كريم شرفي، الذي تبنى تنظيم ما يسمى «الدولة الإسلامية» هجومه، في 23 فبراير الماضي للاشتباه بأنه يخطط لمهاجمة رجال أمن، ثم أفرج عنه بأمر من النيابة، لعدم كفاية الأدلة وفق مصادر مقربة من التحقيق. وقالت الوكالة أن «منفذ الهجوم في منطقة الشانزيليزيه وسط باريس هو أبو يوسف البلجيكي وهو أحد مقاتلي الدولة الإسلامية». وقال الرئيس فرانسوا أولوند إنه على قناعة بأن الهجوم إرهابي. وصرحت السلطات بأن شخصا ثانيا ربما شارك في الهجوم الذي وقع بشارع الشانزيليزيه وأنه ربما لا يزال طليقا. وتمت إدانة كريم شرفي في العام 2005 على خلفية الشروع في القتل ثلاث مرات، اثنتان منها استهدفت عناصر شرطة. وحكم عليه بالسجن 15 عاما بعد إدانته بمحاولات قتل استهدفت طالبا وأخاه وشرطيا. وحصل كريم شرفي، الذي أكدت مصادر أنه لم تظهر عليه علامات التطرف خلال فترة سجنه، على إفراج مشروط ثم عاد إلى السجن ليمضي فيه سنتين في 2014 لإدانته بالسرقة. ولطالما خشيت فرنسا التي عانت من هجمات دامية خلال العامين الماضيين أسفرت عن أكثر من 230 قتيلا، من وقوع هجوم خلال الانتخابات الرئاسية التي ستجري جولتها الأولى يوم الأحد. وكانت السلطات أفشلت هجوما في مارسيليا بجنوب فرنسا. وتظهر الاستطلاعات أن تباطؤ الاقتصاد الفرنسي ومعدلات البطالة العالية عاملان يؤثران بشكل أكبر على آراء الناخبين من المخاوف بشأن الإرهاب. إلا أن المحللين لطالما أكدوا أن هذا قد يتغير في حال وقوع هجمات جديدة. وتفرض فرنسا حالة الطوارئ منذ عام 2015 وقد شهدت سلسلة من هجمات نفذها إسلاميون متشددون معظمهم شبان نشأوا في فرنسا وبلجيكا وتسببت في سقوط أكثر من 230 قتيلا في العامين الأخيرين.