* العلم: وكالات قتل شرطي فرنسي بالرصاص، وأصيب اثنان آخران في وسط باريس مساء الخميس المنقضي، في هجوم دام جديد وقع قبل أيام من انتخابات الرئاسة وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عنه. وندد الرئيس فرانسوا هولوند "بجريمة القتل الخسيسة"، التي وقعت في شارع الشانزيليزيه ووصفه بأنه عمل إرهابي. ولقي المهاجم مصرعه برصاص الشرطة. وكان الشارع الواسع الشهير المؤدي إلى قوس النصر يعج بالمواطنين والسائحين الذين خرجوا للاستمتاع بجو الربيع. لكن الشرطة سرعان ما أخلت المنطقة إلا من قوات الأمن المسلحة وعربات الشرطة. وقال فرانسوا مولان مدعي باريس إنه تم التعرف على شخصية المهاجم لكن المحققين ما زالوا يسعون لمعرفة إن كان له شركاء. وكانت الشرطة قد أصدرت أمر اعتقال في وقت سابق أمس الخميس. وتحذر الوثيقة من شخص خطر أتى إلى فرنسا بالقطار أمس قادما من بلجيكا، ولم يتضح إن كان ذلك الشخص هو المهاجم نفسه أو إن كان له صلة بالهجوم. وقال مصدر بالشرطة إن منزل المهاجم القتيل الواقع في بلدة إلى الشرق من باريس خضع للتفتيش. وقال وزير الداخلية ماتياس فيكل للصحافيين الخميس "الشعور بالواجب لدى شرطتنا الليلة حال دون مذبحة، حالوا دون حدوث حمام دم في الشانزيليزيه". وقال بيير هنري برانديه المتحدث باسم وزارة الداخلية "بعد التاسعة مساء بقليل توقفت سيارة بجانب مركبة للشرطة كانت متوقفة. وفي التو نزل رجل وأطلق النار على مركبة الشرطة فأصاب شرطيا في مقتل". وتفرض فرنسا حالة الطوارئ منذ عام 2015 وقد شهدت سلسلة من هجمات نفذها إسلاميون متشددون معظمهم شبان نشأوا في فرنساوبلجيكا وتسببت في سقوط أكثر من 230 قتيلا في العامين الأخيرين. وقال شخص يدعى شيلوج ويعمل مساعد طباخ إنه كان خارجا من أحد المتاجر عندما رأى رجلا ينزل من سيارة ويفتح نار بندقيته على شرطي. وأضاف "سقط الشرطي. سمعت ست طلقات. كنت خائفا. لدي طفلة عمرها عامان وظننت أني سأموت… وجه سلاحه إلى الشرطي مباشرة". وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته وذكرت وكالة أعماق التابعة له "منفذ الهجوم في منطقة الشانزيليزيه وسط باريس هو أبو يوسف البلجيكي وهو أحد مقاتلي الدولة الإسلامية". وذكرت مصادر بالشرطة أن الرجل كان معروفا لأجهزة الأمن. وقالت شبكات تلفزيونية فرنسية إنه مواطن فرنسي عمره 39 عاما وإنه ارتكب جرائم عنف سابقة. الشرطة تخلي المنطقة طلبت السلطات من الناس الابتعاد عن المنطقة. وقد حلقت طائرة هليكوبتر فوق وسط باريس في إطار متابعة عملية الشرطة فيما يبدو. وامتلأت منطقة قوس النصر ونصف شارع الشانزيليزيه بسيارات الشرطة وأغلقت قوات من الشرطة مدججة بالسلاح المنطقة بعد ما وصفه صحفي بأنه تبادل كثيف لإطلاق النار. ويأتي الهجوم في وقت يستعد فيه الناخبون الفرنسيون للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الأحد المقبل في سباق هو الأكثر احتداما منذ عقود. وقال هولوند الذي يسعى لإعادة انتخابه "سنتوخى أقصى درجات الحذر خاصة فيما يتعلق بالانتخابات". وكانت الشرطة قد ألقت القبض هذا الأسبوع على رجلين في مارسيليا وقالت إنهما كانا يخططان لهجوم قبل الانتخابات. وقال مولان إن بندقية آلية ومسدسين وثلاثة كيلوجرامات من مادة (تي.إيه.تي.بي) المتفجرة كانت بين المضبوطات في شقة في المدينة الواقعة بجنوب البلاد بالإضافة إلى مواد تروج لفكر تنظيم الدولة الإسلامية. وأعاد الهجوم قضيتي الأمن والهجرة إلى صدارة الحملة الانتخابية، وكررت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية والمناهضة للهجرة دعوتها لإغلاق حدود فرنسا المفتوحة جزئيا على أوروبا. وقالت الخميس في لقاء تلفزيوني إنها تشعر "بغطب بالغ" وبحزن شديد على ضحايا الشرطة "لأنه لم يتم فعل كل شيء… لحماية أبناء وطننا. الأمر يستدعي ما هو أكثر من الرثاء". وقال مرشحون في الانتخابات إنهم تلقوا تحذيرات بشأن مهاجمي مرسيليا. وقال فرانسوا فيون، المرشح المحافظ في الانتخابات، إنه سيلغي أحداث حملته الانتخابية التي كان يعتزم القيام بها الجمعة. كما دعا إلى تعليق الحملات الانتخابية عموما وإن كان يتعين وقفها في جميع الأحوال بحلول منتصف ليل الجمعة بموجب القانون. وقال جان لوك ميلينشون مرشح أقصى اليسار إن الحملة الانتخابية يجب أن تستمر. وفي نونبر 2015 هزت فرنسا هجمات شبه متزامنة بالأسلحة النارية والقنابل استهدفت أماكن للترفيه وقتل فيها 130 شخصا وأصيب 368. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته، وكان اثنان من الجناة العشرة المعروفين بلجيكيين في حين كان ثلاثة آخرون فرنسيين.