«كم من حاجة قضيناها بتركها»، مثل يليق بما يقع من استهتار ولامبالاة القائمين على شؤون الجماعة الحضرية بالشماعية ، لكن تزداد فظاعة المشهد وصوره حينما يتعلق الأمر بإجهاض أحلام جيل من الشباب والفعاليات المحلية وضرب كل حقوقها الثقافية والمعرفية، الأمر هنا يتعلق بالمركز الثقافي الذي لا يبعد إلا بحوالي 100 متر عن مكتب رئيس الجماعة ورئيس دائرة أحمر ومكتب باشا المدينة، حيث قامت جريدة الاتحاد الاشتراكي بمعاينة فضائه ومرافقه رفقة بعض الموظفين الذين يتأسفون وبحسرة عما آلت إليه أوضاع مرفق ثقافي كان يستقبل تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية وشباب المدينة وفعالياتها في إطار الأنشطة المبرمجة أو المراجعة والقراءة . نعم إنها قمة العبث حينما يتم قطع الماء عن المركز الثقافي وتدمير المرافق الصحية والبيئية من مراحيض وحدائق لم يبق منها سوى تربة تستعطف وتستنجد قطرة ماء لأغصان شجر شاهد على عبثية ما يقع هناك، زجاج متناثر هنا وهناك بسبب تكسير قنينات الخمور، وأكياس بلاستيكية مرمية بأركان المؤسسة الثقافية استعملت في استنشاق السيليسيون ومشتقاته من السموم ، آثار طهي بجانب الجدران ، نوافذ محطمة بفعل فاعل، أبواب مربوطة بأسلاك، كراسي مبعثرة وطاولات تشققت ولم تعد تقدم وظائفها الفكرية والثقافية، بل أضحت منبرا خاصا بالمنحرفين ليلا ونهارا. لقد رأينا مشاهد تحز في النفس وتسلمنا وثائق وشكايات من موظفين جماعيين رمى بهم وبهن رئيس المجلس الحضري بالمركز الثقافي حيث يقول (ع / ب) «إننا نقضي ساعات العمل جالسين على سور المركز بعد أن تم قطع الماء وتدمير النوافذ وتكسير الأبواب وسرقة العديد من المعدات والتجهيزات ، نتأسف على الحالة التي آلت إليها أوضاعنا منذ سنة 2011 بالمركز الثقافي ، رغم أننا وجهنا رسائل وشكايات للرئيس والسلطات المحلية، بل إننا قمنا بإنجاز محضر معاينة وإثبات حال يوم 27 /11 /2013 مرجع عدد 13/119 عن طريق العون القضائي الذي ضمن كل مشاهد الدمار والحصار والتراجع المهول الذي عرفه المركز الثقافي«، وقد حصلت الجريدة على نسخة من المحضر الذي ننقل منه هذه الفقرة كما كتبت (عدم وجود سياج يحيط بالمركز الثقافي / تواجد أشجار مهملة وعدم تواجد للنباتات أو العشب القصير « الكازو» وتواجد النفايات والأزبال من قبيل القارورات وقنينات فارغة للكحول / عدم تواجد عداد للماء / باب المؤسسة زجاجه مكسر ومحطم رغم تواجد سياج حديدي به / نوافذ غالبية القاعات زجاجها محطم ومكسر.....). إن ما يقع ببلدية الشماعية يستدعي تدخلا عاجلا لتقويم كل العاهات المستديمة التي طال أمدها بالمنطقة، خصوصا أن المجلس الجهوي للحسابات قد تسلم العديد من الوثائق والشكايات والمراسلات بخصوص سوء التسيير والتدبير الذي تعاني منه الجماعة منذ زمن طويل، والسؤال الحارق الذي يفرض نفسه بإلحاح هو: هل فعلا مازالت وزارة الثقافة تعمل بالشراكة مع مثل هذه الجماعات التي كان لزاما عليها أن تنفذ بنود الاتفاقية الإطار وتلتزم بكل مقتضياتها بخصوص الإصلاح والصيانة وكذا التجهيزات؟