يبدو أن مهنيي السياحة بفاس، متشائمون من مستقبل القطاع، في ظل تراجع رئيس المجلس الجهوي للسياحة عن توجيه الدعوة إلى عقد الجمع العام انطلاقا من اللقاء الذي جمع المهنيين مؤخرا بالسلطات المحلية بهدف تجديد المكتب المسير بعدما تجاوزت مدة ولايته أكثر من 6 أشهر، الشيء الذي قد يزيد الوضع تأزما، ويحرم فاس من الاستفادة من اعتمادات تقارب 13 مليار سنتيم خصصها المكتب الوطني للسياحة لأجل الدعاية والإشهارية والتسويقية للتخفيف من حدة الأزمة وتداعياتها السلبية، وجعل المدينة وجهة سياحية للإقامة بدل نقطة عبور. وقد فسح إعلان عزيز اللبار رئيس المجلس الجهوي للسياحة بالجهة عدم تجديد ترشيحه لولاية ثانية، المجال أمام طاقات ترغب في تحمل مسؤولية تسيير هذه المؤسسة، حيث أجمع المهنيون على دعم احمد السنتيسي كمرشح وحيد بعدما سحب منافسوه الثلاثة (عبادي مهدي، ياسير جوهر و محمد أزمي) ترشيحهم لصالح هذا الأخير بحضور الرئيس ومندوب وزارة السياحة بفاس والرئيس السابق ادريس فصيح، حيث انطلقت الاستعدادات وترتيبات لعقد الجمع العام وتم تجديد معظم الهياكل المرتبطة بالقطاع، قبل أن يفاجأ الجميع بتراجع الرئيس عن وعوده وتعليق الجمع العام إلى وقت لاحق دون تحديد الزمان والمكان، مما جعل المهنيين يتخوفون على مستقبل المدينة سياحيا ويطالبون بتشكيل لجنة محايدة تحت إشراف الولاية والمندوبية تسهر على تفعيل مضامين القانون المنظم للمجلس الجهوي للسياحة بفاس، تماشيا مع الرسالة الموجهة إلى رئاسة المجلس الرامية إلى العمل على احترام القانون المنظم لهذه المؤسسة، حتى تتمكن هذه الجهة التي تتوفر على إمكانيات ومؤهلات سياحية متميزة ، من لعب دور مهم في التطور السوسيو - اقتصادي للمنطقة، بالنظر إلى انفرادها بتراث تاريخي ومعماري ذي صيت عالمي، واحتضان فاس لأقدم المواقع الأثرية والتاريخية، ما يجب استثماره لإشعاع الهوية المغربية، حيث يرى مهنيو القطاع أنه آن الأوان لتسويق كل الوجهات السياحية خاصة الاستشفائية والجبلية بما في ذلك العيون والمحطات المعدنية ، خاصة مولاي يعقوب وسيدي احرازم، والمناطق الجبلية والثلجية بالأطلس وصفرو والبهاليل وإيموزار كندر وإيفران، المتوفرة على مناظر طبيعية خلابة وعيون غزيرة. هذا، وتعتبر مدينة فاس من اعتق المدن المغربية، وتمتاز المدينة العتيقة بطريقة معمارها الأندلسي، حيث من المؤسف أن نعاين مظاهر شائنة قد تزيد من كساد السياحة الفاسية التي تعرف ندرة في قدوم السياح الأجانب خلال الشهور الماضية لعدة عوامل، ذلك أن الأفواج التي تزور المدينة العتيقة رفقة المرشدين السياحيين يتعرضون للاستفزاز والسب من طرف المتسولين والمتسكعين وخاصة إذا لم يجد السائح ببعض الدريهمات عليهم، وبالإضافة إلى النساء اللائي يمتهن التسول يعرضن أثداءهن لإرضاع أطفالهن أمام باب مسجد القرويين في مظهر مقزز وهن يستجدين الأجانب طالبين منهم صدقة، وزيادة على ذلك فقد طفت في الآونة الأخيرة مشكلة أخرى. ويتعلق الآمر براكبي الدراجات النارية الذين يخترقون شوارع وأزقة فاس العتيقة بسرعة جنونية تاركين وراءهم سحابات كثيفة من دخان البنزين وصداع المحركات الشيء الذي يسبب قلقا لزائري المدينة العتيقة، وزيادة على ما ذكر ينضاف مشكل الباعة المتجولين الذين يحاصرون الأفواج السياحية لاحين عليهم في شراء منتجاتهم البسيطة. أوضاع ومظاهر واختلالات تعجل بإعادة هيكل القطاع وتنظيم المهنة جهويا، حيث انخرطت مختلف الفروع في هذه الدينامية انطلاقا من مؤسسة وكلاء الأسفار وأرباب الفنادق و قطاعي دور الضيافة والنقل السياحي وجمعية المرشدين السياحيين...، في انتظار فك الحصار عن مؤسسة المجلس الجهوي للسياحة والإسراع بتوجيه الدعوة إلى عقد الجمع العام وانتخاب مكتب جديد قادر على رفع التحدي وزرع الثقة بين مكونات القطاع وتأسيس لعهد جديد مع مختلف الشركاء تطغى فيه المهنية والاحترافية وبعد النظر بعيدا عن لغة التسييس. وللوقوف على حقيقة الأمور، اتصلت الجريدة بعزيز اللبار، رئيس المجلس الجهوي للسياحة بفاس، وأكد لها عزم إدارته توجيه الدعوة لعقد الجمع العام خلال أيام قليلة قادمة، متشبثا باعتماد قاعدة المنخرط في اختيار من يمثل في تدبير شؤون القطاع بالحاضرة الإدريسية، مشيرا إلى أن النهوض بالسياحة بهذه المدينة رهين بانخراط الجميع، موضحا أن المؤهلات والمآثر التاريخية التي تتوفر عليها المدينة وضواحيها وغيرها إلى جانب المؤهلات البشرية توفر إمكانيات النهوض بالسياحة الثقافية لتحقيق التنمية، داعيا إلى مأسسة الفعل الثقافي وترسيخ آليات تدبيره وتسييره لبلوغ مشروع ثقافي شمولي متكامل ومنسجم مع خصوصيات الجهة ومؤهلاتها الثقافية المتعددة والمتنوعة.