حققت القناة الثانية «دوزيم» سبقا صحفيا استثنائيا، من خلال برنامجها الشهري «كلنا أبطال» الذي يعده ويقدمه الزميل عادل بنموسى، بالاشتراك التحريري مع الزميلة خديجة أكراي، حين نجحت في الحصول على تصريح صحفي مع الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، ضمن الشهادات الخاصة بالسيرة النضالية والتجربة السياسية والحقوقية للمناضل الوطني المغربي مبارك بودرقة. وهو التصريح الذي يعتبر أول تصريح صحفي له، في مجال السياسة والتاريخ، منذ قدم استقالته من العمل السياسي بالمغرب سنة 2003، ودخل مرحلة صمت عمومية وتواصلية وإعلامية طويلة، بعد عدم احترام المنهجية الديمقراطية لاستمرار تجربة حكومة التناوب التي كان يقودها. بل أكثر من ذلك، سيعلن من خلال شهادته تلك، عن معطيات هامة، بعضها غير مسبوق وجديد، يمكن اعتبار تبشيره بأفق إيجابي في القريب المنظور للعلاقات المغربية الجزائرية، أهمها على الإطلاق. لقد أعلن الأستاذ اليوسفي، أن الكتب التي أشرف على صدورها مؤخرا الأخ مبارك بودرقة، وضمنها كتاب «كذلك كان» الذي أصدره بالاشتراك مع زميله في مهنة المحاماة وفي هيئة الإنصاف والمصالحة أحمد شوقي بنيوب، وخماسية كتابات الراحل محمد باهي الشهيرة ب «رسالة باريس»، الصادرة منذ شهور، ضمن عمل ومجهود جمعية «أصدقاء باهي بباريس». نقول، أعلن الزعيم الاتحادي المغربي سي عبد الرحمان، أن نسخا منها قد سلمت إلى المناضل الجزائري الكبير، ومسؤول الدولة الوازن بالجارة الجزائر، المبعوث الأسبق لهيئة الأممالمتحدة بسوريا، الأستاذ الأخضر الإبراهيمي، والذي تكفل بنقلها يدا بيد إلى الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة. معلنا أنه قد كان لها أثر إيجابي ضمن صيرورة تطورات منظورة، ستكون لها في الأفق القريب نتائج إيجابية على مستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين. مما يعتبر رسالة أمل مغاربية كبيرة، من رجل دولة من قيمة الأستاذ اليوسفي. مثلما قدم معلومات دقيقة وهامة حول التجربة النضالية والسياسية والحقوقية للأخ مبارك (عباس) بودرقة، عنوانا على قيمة الوفاء التي جبل عليها الرجل، كونه رفض أن يعود من منفى دام 28 سنة، قبل أن يعود كل المنفيين المغاربة، وكان آخرهم المناضل اليساري الراحل أبراهام السرفاتي. وهي التجربة النضالية، التي شكلت محطة هيئة الإنصاف والمصالحة واحدة من أهمها، توجت بإصدار كتاب توثيقي هام جدا، تحت عنوان « كذلك كان»، حول جزء من عمل تلك الهيئة للكشف عن الحقيقة وإنصاف الضحايا. وهو الكتاب المتضمن لمعلومات تنشر للعموم لأول مرة، ما يجعله يرتقي إلى الوثيقة التاريخية.