تعتبر مدرسة الأطلس الحرة بمدينة الخميسات معلمة فكرية، معرفية، تراثية، تعليمية وذات طابع وطني، وجزء مجيد من ذاكرة زمور الغنية بمجموعة معالم، هذه المدرسة التي رأت النور خلال أربعينيات القرن الماضي، كما كان عليه الأمر في عدة مدن مغربية، التي تأسست بها مدارس حرة نتيجة تضافر عدة عوامل أدت إلى تكاثر لافت لهذه المدارس خاصة خلال 1946، 1947 ، وتمثلت هده العوامل في الإنفراج الذي ميز هذه الفترة من تاريخ المغرب وسياسة المقيم العام الفرنسي إريك لابون التي اتسمت ببعض التفتح،وعودة العديد من زعماء الحركة الوطنية من المنافي، وتحسين نوعية التأطير والتنظيم داخل حزب الإستقلال، ووفرة الأرباح التي حققها التجار المغاربة إبان الحرب الكونية الثانية، هذه المعلمة الزمورية أشرف على تدشينها الأمير مولاي الحسن يوم 7 فبراير 1947، وأسندت إدارتها على التوالي للأستاذ ين أحمد قريون الرباطي، ومحمد بن حدو الفاسي، وأعطت هذه المدرسة ثمارها حيث تخرج منها نخبة من الأطر تنوعت وظائفهم بين عدة قطاعات، التعليم، الجندية،القضاء…ومن بين الذين أشرفوا على التدريس بها عمرو بن ناصر الزموري، وهو أحد الموقعين على وثيقة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944.كما افتتحت مدرسة البنات الحرة أبوابها في نفس التاريخ وأسندت إدارتها للأستاذ محمد بلهاشمي. وهذه مقتطفات من الخطاب الذي ألقاه ولي العهد مولاي الحسن بمناسبة تدشينه مدرسة الأطلس الحرة: «ليس المغرب إلا منزلا رحبا يسكنه إخوان صافية قلوبهم،طاهرة نفوسهم ،صالحة مقاصدهم، ثابتة عزائمهم،يرعاهم أب حنون، وناصح خبير،وفاروق عادل… فالمغاربة سكان الجبال منهم والسهول والشمال والجنوب والقرى والمدن، أبناء وطن واحد ورعايا ملك واحد وأتباع ديانة واحدة… «وختم قائلا» وها نحن اليوم نشرع في رفع جدار جديد من جدران صرح المجد المغربي، بتدشين مدرسة الأطلس التي حرص ذوو الغيرة والنخوة على إقامتها في بلدة الخميسات الأبية، فإلى هؤلاء الرجال العاملين أقدم تهنئة صاحب الجلالة الملك وشكره الخاص متمنيا أن تكون مدرستهم معقلا للعربية ومعهدا للتعاليم الإسلامية، وصورة للإرادة الملكية ألتي أبت إلا أن تحيط هده المؤسسة بعنايتها…». هذه المعلمة توجد ومنذ سنين في حالة جد متدهورة: جنبات متلاشية، جدران وسقف متهالكة، وتغمرها نباتات برية، وتحولت إلى مرتع لرمي القاذورات والنفايات…وأضحت قفرا مهجورا، يحز في النفس رؤيتها على هذا الحال من التردي الذي لا يعكس ماضيها المجيد. فهل من التفاتة لإنقاذ هذا الصرح التاريخي الشامخ؟ .