لم يتوقف سائقو الشاحنات الخاصة بنقل المعادن ومواد البناء بخنيفرة، عن احتجاجاتهم حيال صاحب أحد المقالع النشيطة بمنطقة تمسكورت، إقليمخنيفرة، قالوا بأنه يضايقهم وينافسهم في رزقهم وقوت يومهم بطريقة من التنافس اللامتكافئ، بتسخيره لست شاحنات نقل، منذ مدة طويلة، حسب قولهم، وعرضه لمنتوج المقلع في الأسواق بالتقسيط، ما أصابهم بالكساد والجمود، وكم من مرة تقدموا فيها بشكاياتهم لدى السلطات المعنية دونما أدنى جواب أو مبرر، رغم أن شاحنات صاحب المقلع تشتغل في انتهاك واضح للقوانين، ومن دون أية رخصة تسمح له بالنقل لحساب الغير، والأنكى أن المعني بالأمر يهدد أصحاب الشاحنات بدفعهم للإفلاس والتفرقة، حسب شكاية لهم، تسلمت «الاتحاد الاشتراكي» نسخة منها. ويفيد المحتجون أنهم يقصدون موقع المقلع البعيد عن مركز المدينة بعدة كيلومترات، فيصطدمون بالحالة السائدة، إذ يعرضون حمولاتهم بمبلغ ذات هامش من الربح الهزيل، فيدخل صاحب المقلع المذكور على خط المنافسة غير الشريفة باستعمال شاحناته الخاصة بأثمنة منخفضة جدا، وغير ضارة بالربح الذي يكسبه من المنتوج الذي يزيد فيعمد إلى توزيعه بوسائل النقل الخاص، ويعرضه خارج المقلع بنفس الثمن الذي يبيعه به لأصحاب الشاحنات المحتجين، ما يدفع بهؤلاء الأخيرين إلى التراجع تحت رحمة الخسارة ومصاريف التنقل والصيانة والوقود. ومن جهة أخرى، عبر المعنيون، ل «الاتحاد الاشتراكي»، عن تذمرهم الشديد حيال موقف السلطات المعنية التي تتعامل مع وضعيتهم باللامبالاة والاستخفاف، ما حملهم، خلال صباح الخميس 26 يوليوز الماضي، إلى تنفيذ وقفتهم الاحتجاجية، هم وشاحناتهم، أمام مبنى عمالة إقليمخنيفرة، ولم يقم أي مسؤول بدعوتهم للحوار الأمر الذي اعتبروه تأكيدا لما يتبجح به صاحب المقلع من أن له ما يكفي من النفوذ وسط الأطراف المسؤولة، حسب قولهم، وقد شوهد أفراد من الأمن يطالبونهم بإخلاء الطريق العام، وقائد إحدى المقاطعات يهددهم إما بفك الاحتجاج أو التدخل لتفريقهم بالعنف، ذلك في الوقت الذي كان من المفروض فتح تحقيق في مدى احترام صاحب المقلع للشروط والبنود المنصوص عليها في قانون المقالع. وفي هذا السياق، علمت «الاتحاد الاشتراكي» بلقاء جمع ممثلين عن المحتجين بعامل الإقليم الذي وعدهم بالسهر شخصيا على ملف القضية، ولا يزال أصحاب الشاحنات، في شخص جمعيتهم، «جمعية الأمل لأرباب وسائقي الشاحنات (لابان)»، يطالبون بالتدخل لفتح تحقيق شامل في الموضوع، وفي تحركات شاحنات صاحب المقلع، وفي عدم تسليمهم وصولات التزود التي تسمح لها بالتنقل والنقل بحرية، وتحميهم من الوقوع في المخالفات والغرامات، سيما أن الجمعية المذكور، يؤكد مصدر منها ل «الاتحاد الاشتراكي»، سبق لها أن تقدمت للجهات المسؤولة بعريضة مذيلة بحوالي 60 توقيعا، وطالبت السلطات الإقليمية بالتدخل من أجل تنظيم وتقنين مهنة مستعملي الشاحنات.