بعد قرار توقيف نتنياهو وغالانت.. بوريل: ليس بوسع حكومات أوروبا التعامل بانتقائية مع أوامر المحكمة الجنائية الدولية    المغرب التطواني يفوز على مضيفه اتحاد طنجة (2-1)    الوزير بنسعيد يترأس بتطوان لقاء تواصليا مع منتخبي الأصالة والمعاصرة    العسكريات يضيعن لقب أبطال إفريقيا بعد الخسارة من مازيمبي 1-0    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    الإمارات: المنتخب المغربي يفوز بكأسي البطولة العربية ال43 للغولف بعجمان    المنتخب الوطني المغربي يتعادل مع الجزائر ويتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء        التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار    الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر    مكتب "بنخضرة" يتوقع إنشاء السلطة العليا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب في سنة 2025    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب: تعزيز التعاون من أجل مستقبل مشترك    استغلال النفوذ يجر شرطيا إلى التحقيق    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري    "مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية    معهد التكنولوجيا التطبيقية المسيرة بالجديدة يحتفل ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال    انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مَرْسى آسفي عَبْرَ التاريخ . .قصة ميناء صنع مدينة

إذا كان حضور الصحراء في التطور الحضاري للمغرب قد حظي ولا يزال باهتمام الدارسين و الباحثين، فإن دَوري الجبل والبحر ظلا بمنأى عن السبر والتناول العميقين. فباستثناء قلة من الدراسات التي تناولت سيولة الحركة التجارية في بعض المدن المرفئية، لا نكاد نعثر على أعمال جادة تتيح فرصة توضيح مساهمة البحر في تخصيب الحياة السياسية و الإجتماعية والذهنية للمغاربة عبر مختلف الحقب والعصور (..) لقد ارتبط تاريخ المغرب منذ أقدم حقبه وعصوره بالبحر، ولهذا السبب بالذات، فإن أية قراءة لهذا التاريخ لا تستحضر العمق البحري للمغرب تعد ناقصة إن لم تكن غير ذات جدوى..
الحسين بولقطيب « المغرب والبحر خلال العصر الوسيط «
توطئة عامة:
مدينة آسفي منذ اليوم الأول من تأسيسها، قبل زمن بعيد، موغل في القدم لا يعلم قدره إلا الله، اختارت أن تتموضع وتستقر وتتوسع عبر ما تعاقب عليها من عصور و دول، على حرف خليج بحري دائري وواسع، يطل على هذا المحيط الصاخب والمترامي الأطراف، والذي وسمته كتب الجغرافية والتاريخ غابرها وحديثها، قبل استكشاف مجاهله وقياس أبعاده، بالعديد من المسميات و النعوت، اشتهر منها: بحر الظلمات والبحر المظلم والبحر الكبير والبحر المحيط (1) .
وفي بعض الروايات التاريخية يقترن اسم مدينة آسفي بالبحر، وفي ذلك تأكيد منها، لما بين هذه الحاضرة وظهيرها البحري، من وثيق الصلة في كل العصور (2).وقد التصق ذكر آسفي كموقع بحري وكمرسى بالإكتشافات والمغامرات البحرية، بما فيها القديمة والغابرة والحديثة، ونذكر منها ثلاث رحلات متباعدة في الزمان، وهي رحلة حانون، التي كانت آسفي واحدة من محطاتها الرئيسية، ثم رحلة المُغَررين وكانت آسفي خاتمتها الحزينة، وأخيرا رحلة رع، وكانت آسفي نقطة انطلاق نجاحها (3).
ولم تكن آسفي الميناء الوحيد الذي نشأ بساحل عبدة الأطلنتي في هذه العصور الضاربة في القدم، بل كان واحدا من عدة موانئ، كشف لنا التاريخ عن ذكر أربعة منها، وهي: مرسى آسفي ومرسى رأس القنط ومرسى أيير ومرسى أكوز، ولا يمكننا في غياب الوثائق، الجزم بتاريخ تأسيس كل منها أو حتى بتحديد عصر ظهورها، وكل ما يمكن قوله أنها لم تعدم عبر تاريخها إشعاعا تجاريا، وإن اختلفت أهميته من ميناء لآخر، ثم أن نشاطها خبا وتلاشى منذ زمن بعيد، ولم يسلم منها سوى مرسى آسفي، الذي تجدد نشاطه وتوسع، بتشييد ميناء جديد في عهد الحماية الفرنسية (4). ويسمي أهل آسفي هذه المرسى باسم « المريسة « أو «المريسة الصغيرة « و « المرسى القديمة « و « العتبة « ، وتجمع المصادر على أنها كانت الميناء الأول للفتح الإسلامي، إذ يرجح أنها تمتد إلى العصر القرطاجي أو قبله (5).
ولمدينة آسفي الجوهرة الراقدة على شواطئ المحيط الأطلسي، وَلع لا يُضاهى بالشأن البحري قديمه وحديثه، خَبَرت آسفي البحر وأهواله، وفنونه وعلومه، كما كان السفر عبر البحر منذ القديم، مهنة للعديد من أبناء آسفي الذين تعلموا أصوله، وورثوها لأبنائهم، كما أفلحت المدينة في تحدي أمواج البحار، لتتحول بذلك إلى أول ميناء للصيد البحري بالمغرب، حيث اشتهر بها الربابنة والرياس الكبار، حتى أضحت عاصمة العالم في صيد السردين، مما جعلها تُغْري بلذائذ أسماكها جيراننا فجاؤوها محتلين. و لآسفي ألف حكاية مع البحر، حفظ منها الزمان ما تيسر والكثير منها ضاع واندثر، ولمرسى آسفي أدوار في الملاحة البحرية القديمة، حيث تُعتبر من أقدم موانئ المغرب، و من بين ثمانية موانئ فقط فُتحت للتعامل التجاري مع الخارج، حيث تزعمت حركة الإتصال بالعالم الخارجي منذ القديم. ذلك أن سكان آسفي لم يكونوا يعيشون في معزل عن حضارة الشعوب المجاورة وخاصة شعوب أوربا ومنطقة البحر المتوسط، بل كانت لهم صلات وعلاقات متعددة مع هذه الشعوب. و ما زلنا حتى الآن نلاحظ تشابها في عدد كبير من عاداتهم وكلمات لغاتهم، ونجد هذه الظاهرة كذلك في المفردات الخاصة بالبحر.
مرسى آسفي أقدم ميناء إفريقي
على الساحل الأطلنتيكي.
لقد لعب ميناء آسفي دورا كبيرا في تاريخ المغرب، على اعتبار أنه كان نقطة عبور أساسية للعديد من الشعوب الباحثة عن موطئ قدم بالقارة الإفريقية، كما كانت آسفي مَعْبَرا أساسيا للمغامرين والباحثين عن المواد الأولية والأسواق التجارية، مما جعل سلاطين المغرب يهتمون به. ويرى الأستاذ محمد بالوز في كتابه « صفحات من تاريخ مدينة آسفي « أن (موقع آسفي كان معروفا عند الفينيقيين، لأنه يضم أقدم ميناء افريقي على الساحل الأطلنتيكي، نظرا لوجوده في موقع يمكن لأي مركب قادم من البحر المتوسط، أن يكون ذا حظ وافر في الاندفاع تجاه خط عرض المحيط الأطلسي. فمباشرة خارج آسفي يمر تيار الكناري الذي يهب من الشمال الشرقي في اتجاه الجنوب الغربي، حاملا كل ما يطفو على الماء ويدفع به تجاه القارة الأمريكية ) . وقد أشار المؤرخ الحميري إلى أهمية آسفي في الملاحة البحرية القديمة بقوله ( آسفي مرسى في أقصى المغرب، وهو آخر مرسى تبلغه المراكب من الأندلس إلى غاية القبلة، وليس بعده للمراكب مَذْهب). إلا أن نقل قاعدة المُلك من مراكش إلى مكناس ثم فاس في أوائل عهد الدولة العلوية، أثّر على الحياة الإقتصادية والإجتماعية في آسفي، بشكل جعل نشاط الميناء يقل لفائدة موانئ الشمال، ورحيل الهيئة الدبلوماسية وبعض التجار والأعيان.
آسفي مرسى الإمبراطورية المرابطية الرئيسي,عندما تخلصت آسفي من السيطرة البرغواطية على يد الدولة المرابطية، أصبحت لها شهرة عالمية، لكونها شغلت لفترات معينة مرسى العاصمة السياسية مراكش، حيث كان لابد للسفراء والقناصل الذين يصلون إلى مراكش من النزول بآسفي، ثم الانطلاق منه إلى مراكش. كما انتعشت بها العمارة والنشاط التجاري، نظرا لتحويل المرابطين طريق تجارتهم من مرسى أكوز إلى مرسى آسفي التي كانت قبلة للسفن القادمة من الأندلس لحمل أوساقها. هذه الأهمية لميناء آسفي يمكن استخلاصها من نص الجغرافي العربي الشريف الإدريسي في كتابه « نزهة المشتاق « حيث أشار ( آسفي عليها عمارات وبشر كثير من البربر والمراكب تحمل منها أوساقها). وفي نفس السياق يقول المؤرخ البكري ( وتسير السفن من ساحل نول إلى سوس، ثم إلى مرسى أمكدول، ثم إلى مرسى كوز، ثم إلى آسفي). هذه الظرفية التاريخية ستعطي لمدينة آسفي أهمية تجارية كبرى، حيث أصبحت آسفي مرسى الإمبراطورية المرابطية الرئيسي، منها يتم الإتصال بالعالم الخارجي لتبادل السلع والمنتجات الفلاحية وجلب بضائع الأندلس، كما كانت مركزا لتجميع قوافل الذهب الإفريقي الذي ينقل عبر السفن إلى الأندلس لسك النقود.
آسفي مرفأ تجاري وعسكري
في عهد الدولة الموحدية.
وفي عهد الدولة الموحدية عرفت آسفي نهضة عمرانية، تمثلت في كونها أصبحت مرفأ تجاريا وعسكريا مهما لاستقبال السفن القادمة من الأندلس. وقد أشار الكاتب محمد عنان في كتابه « عصر المرابطين والموحدين في المغرب والأندلس « إلى ذلك بقوله ( استاق أمير موحدي أسرى مسلمين من قادس إلى ثغر آسفي، حيث قام الأهالي بافتداء الأسرى وتسريحهم).
في العصر المريني أصبحت
مرسى آسفي موردا رئيسا لبيت المال
عرفت مرسى آسفي ازدهارا تجاريا في العصر المريني، خلال القرن الرابع عشر الميلادي، فأصبحت قبلة تجار الأندلس والتجار المسيحيين، ومنهم تجار ايطاليون من جنوة وغيرها، وأصبحت آسفي بفضل حركتها التجارية مرجعا رئيسيا للتجار المسيحيين بالنسبة للمكاييل وعمليات صرف المسكوكات الذهبية و الفضية، وغَذَت موردا رئيسا لتغذية بيت مال الدولة من مداخيل ضرائب التجارة، من أعشار ومكوس (6).
مرسى آسفي المزود الرئيس
لتجارة البرتغال مع افريقيا السوداء
خلال القرنين 15 و 16 أصبحت مدينة آسفي، من أكثر الموانئ المغربية استفادة من تجارة البرتغال، إذ أصبح بإمكان المدينة أن تزود كل تجارة سواحل افريقيا بما تحتاجه من سلع، وتروج كل ما يجلب إليها عن طريق البرتغال من الهند، من صمغ وبخور و منتوجات حريرية. وبذلك تحول ميناء آسفي إلى محطة تجارية بين غانا والبرتغال، بسبب تزايد نفوذ البرتغال في عهد الملك جان الثاني، هذه الأهمية التجارية تفسر اهتمام البرتغال باحتلال آسفي. .
و تظهر المدينة في مطلع القرن 16 م كمركز تجاري نشيط. فقد كانت المدينة تتحكم في القرى والبوادي المجاورة لها، تزودها بالحبوب والشمع والزبد والمنتوجات والجلود، واعتبرت من أغنى المناطق حبوبا. واشتهرت المدينة بالأخص بنسج الصوف أكسية و حياكا و حنابل (7). وكانت هذه الصناعة تغذي حركة تجارية مع البلاد الإفريقية (..) وهكذا أصبحت آسفي المزود الأساسي لتجارة البرتغال مع افريقيا السوداء، تصدر منها الحبوب والخيول والشمع والجلود والمنتوجات والنيلة والصمغ (8).
وتؤكد الوثائق التجارية البرتغالية أن آسفي أضحت خلال النصف الثاني من القرن السادس عشر، والعقود الثلاثة الأولى من القرن التالي أنشط موانئ المغرب على الإطلاق (..) وهكذا أضحت آسفي تكتسي أهمية قصوى ضمن الإمبراطورية التجارية البرتغالية على اتساعها (9). وازدادت مكانة آسفي التجارية لدى البرتغاليين بعد تنظيم المبادلات بساحل الذهب (اشين ولامينا). وأصبح الملك البرتغالي يعمل على تغطية ثمن السلع المحلية بعرض سلع أسيوية أو أوربية(..) فالوثائق البرتغالية تؤكد أنها أضحت قادرة على استهلاك وتوزيع كل ما تجلبه السفن البرتغالية من صمغ هندي. كما أضحت قادرة على تغطية كل حاجيات تجارة « غينيا « من الحياك و الحنابل و العبائن (10). ومما يؤكد ذلك عدد السفن الراسية بميناء آسفي رغم صعوبته وعنف الرياح والأمواج به. فقد كان به في أحد أيام 1514 م خمسون مركبا. كما تؤكده كذلك المبالغ المالية الكبيرة التي كانت الإدارة المركزية تجعلها رهن إشارة وكلائها، أو كان هؤلاء يحصلون عليها من بيع السلع التي كانوا يتوصلون بها (11). ونظرا للمكانة التجارية لآسفي فقد كلفت بإنتاج وجمع مجموعة من المنتجات المحلية، وبتسويق أخرى كانت تجلبها المراكب البرتغالية وخاصة الحبوب والأنسجة الصوفية (12).
وعلى الساحل الأطلنتيكي كان ميناء آسفي من الموانئ التي يستخدمها الإنجليز للتبادل التجاري مع المغرب، حتى صار ميناء آسفي متخصصا في استيراد المدافع والبنادق والبارود والرصاص والقنابل، ومن صادرات ميناء آسفي إلى انجلترا، السكر والذهب والجلود والثمر والشمع واللوز وريش النعام. يقول عبد العزيز بن عبد الله في كتابه « تاريخ المغرب « ( كان ميناء آسفي مهما للتبادل التجاري بين المغرب والإنجليز، من أجل اقتناء الأسلحة وتوزيعها على المجاهدين ضد الوجود البرتغالي، كما كان التجار الهولنديون يقومون بنشاط تجاري هام، يمدون المغاربة بالعتاد الحربي وقطع السفن ومدافع البارود).
مرسى آسفي ميناء دبلوماسي
للدولة السعدية
بعد أن تحررت آسفي من سيطرة البرتغال وآلت شواطئها إلى الشرفاء السعديين، أصبح ميناء آسفي ميناء رئيسيا للصادرات والواردات، وأهم الصادرات هي المنتوجات الفلاحية، والسكر و المنتوجات الصوفية، كالبطاطين و الحنابل والبرانس، أما الواردات، فكانت من الأسلحة التي كان يشتريها الملوك السعديون، وكذلك الأسلحة المُهَربة التي يشتريها شيوخ القبائل الذين تعودوا الإعتماد على أنفسهم للدفاع عن مصالحهم أو حوزة التراب الوطني. كما كانت السفن الأوربية تحمل إلى آسفي الثياب والملف والذخائر، وحتى الكمانات لعازفي الجوق السعدي، وكتاب التوراة لليهود والساعات والعطور. وقد ذكر إبراهيم حركات أن ( هذا النشاط التجاري كان بيد اليهود الذين يتولون مقاليد الإقتصاد بالبلاد، ويحتكرون تجارة السكر والتبغ والبارود). وهنا لابد من الإشارة إلى المحطة البارزة التي ظهرت فيها دبلوماسية السكر على حد تعبير المؤرخين الأوربيين، حيث كان السكر القادم من شيشاوة في مقدمة المواد التي تسوقها المدينة لإنجلترا، لأن المملكة لم تكن تقبل في مطبخها، حسب ما يقوله هنري روبيرتس، إلا السكر المغربي، علاوة عن أن آسفي كانت منطلقا لملح البارود المغربي، الذي لم يكن يوازيه أي ملح في العالم، والذي كان الدفاع الحربي الإنجليزي يعتمده، إضافة إلى كون المدينة كانت تزود أوربا بأجود الصقور المغربية، التي ساهمت في تطوير هواية القنص بالصقر، دون أن ننسى تصدير الشمع، حيث كان المستهلكون يُقْبلون عليه لقوة نوره وصفائه، وللرائحة التي يستنشقونها عند احتراقه، وكأنه مُزج بمادة العطر.
وابتداء من سنة 1542 م بدأت آسفي تتوصل بكميات من الأسلحة لتجهيز الجيش السعدي (..) وفي سنة 1552 م وصلت سفن انجليزية إلى آسفي محملة بكميات من الرماح والحديد وألفين من عصي الرماح وسيوفا، ونقلت هذه البضائع إلى مراكش على ظهر 36 جملا و 5 بغال (..) وغذت آسفي المزود الرئيس لمراكش في ميدان الأسلحة والبضائع الأوربية عامة (13). وبذلك لم يتوقف نشاط آسفي، بل تسابقت الدول الأوربية إلى كسب جانب السلطة المركزية المغربية، حيث كان المتفاوضون الأوربيون والتجار يستقرون بآسفي، التي كانت ترسو بها سفن الدول الأوربية المتعددة الجنسيات، لتلتحق فيما بعد بالعاصمة مراكش. وبذلك أصبح ميناء آسفي ميناء لرسو السفن الديبلوماسية التي ترغب في إبرام الإتفاقيات الدولية بالعاصمة مراكش أيام السعديين.
وبعد وفاة أحمد المنصور، حاول أبناؤه الإتصال بأوربا للتزود بالأسلحة أو الحصول على المساعدة، وهكذا نسجل وصول سفينتين هولنديتين إلى آسفي مُحَمّلتين ببضائع مختلفة (..) كما رست في آسفي سنة 1613 م سفينتين من ألمانيا، و 6 سفن انجليزية، كما وصلت إلى هذا المرسى سفينة فرنسية محملة بالبراميل وأخرى محملة بالسكر، اتجهت منها إلى أكادير. وبلغ من تعدد التجار المسيحيين في آسفي أن اتخذوا لهم دارا خاصة للسكنى والتعامل. وقد زادت أهمية مرسى آسفي عندما التجأ إليها السلطان مولاي زيدان، واستقبل فيها سنة 1616 م مركبا هولنديا استعمله لنقل سفيره إلى القسطنطينية في نفس السنة (14).
وقد تبين للأوربيين عامة مدى أهمية المرسى بالنسبة للمنطقة كلها، فحصلت هولندا على حق تصدير ملح البارود سنة 1627م. وبعثت فرنسا مبعوثا Razilly فوصل إلى آسفي، واستقبله قائدها ورافقه إلى مراكش. وغذت آسفي بذلك عاصمة أقاليم الجنوب، والمُحْتكرة للتجارة الأوربية في جنوب المغرب. وقد أثارت هذه الأهمية اهتمام فرنسا وأطماعها فحاولت احتلال آسفي وموقع الصويرة و الوليدية، كما أثارت اهتمام الإنجليز، فعملت على الحصول على إذن من السلطان للتجار الإنجليز باستعمال مرسى آسفي، وورد هذا الإتفاق في نص الإتفاقية المغربية الإنجليزية لسنة 1631 م (15).
وقبل التوجه إلى العاصمة السياسية مراكش كان المبعوثون البريطانيون كباقي السفراء الأجانب ينزلون بآسفي، وهكذا أصبحت آسفي ميناء دبلوماسيا للدولة السعدية. كما تَعَرّف عليها التجار الإنجليز قديما إلى أن صاروا اختصاصيين في شؤونها. حيث ظهر التأثير العمراني والتجاري بالمدينة، خصوصا عندما أقام الإنجليز شرق قصر البحر مركزا تجاريا انجليزيا مبنيا بالحجارة والخشب والقرميط على الطريقة الإنجليزية في ساحة مولاي يوسف حاليا، هذه البناية الأثرية تم تدميرها في بداية الثمانينات من القرن العشرين.
و من جملة البضائع التي كان الإنجليز يأتون بها، الأسلحة والرماح وتجهيزات لصناعة السفن، وكذا بعض المعادن والأقمشة. ومن أهم المواد التي كانوا يقتنونها السكر والتمر واللوز. وكانت أول بعثة بريطانية قدمت إلى ميناء آسفي سنة 1551 م بقيادة طوماس ويندم Thomas windham، تلتها ثانية في السنة الموالية، بقيادته أيضا. وكانت البعثة الثانية مكونة من ثلاثة مراكب و مئة وعشرين شخصا(..) وبعد إفراغ كميات من القماش والعاج والعنبر والفحم المعدني، انتقلت إلى أكادير لإفراغ الباقي (16) .
وفي سنة 1577 م قام الرحالة الكبير فرانسيس درييك Francis Drake بأول جولة له حول العالم، فتوقف بآسفي خلال شهر دجنبر بأسطول متكون من خمس سفن، وأزيد من مئة وخمسين شخصا (..) وفي شتنبر من سنة 1589 م أَرْسَت ثلاث بواخر بقيادة هنري روبرتس Henry Roberts الذي توجه إلى مراكش رفقة بعض التجار الذين كانوا يقيمون بالمغرب، مثل ريتشرد ايفرز Richard Evars و إدوارد سالكوت Edwaed Salcot(..) وفي سنة 1605 م قدم أنثوني شرلي Anthony Sherly في سفارة لحساب ملك النمسا لدى السلطان أبي فارس، و أقام بآسفي مدة خمسة أشهر رفقة ثلاثة عشر شخصا (17).
وقام جون هاريسن John Harrisson بعدد من الزيارات لأسباب مختلفة. كانت أول زيارة له في يونيو 1610 م في مهمة لدى مولاي زيدان بهدف الإفراج عن مواطن انجليزي من جهة، وضمان الإمتيازات التجارية من جهة أخرى. وكانت زيارته الثانية في أبريل من السنة الموالية، رافقه فيها المبعوث المغربي لدى الملك البريطاني وممثل المغرب بهولندا، سمؤال بلاش. وفي أبريل من سنة 1614 م وصل صحبة سمؤال هذا في زيارة أخرى بهدف إقناع مولاي زيدان بالدخول في تحالف ابريطاني هولندي ضد اسبانيا (..). وفي زيارته الرابعة في دجنبر 1616 م اضطر إلى المكوث فوق باخرته بسبب تأزم العلاقات آنذاك، فلم يطأ قدمه أرض آسفي، حيث أخذ يتنقل من باخرة انجليزية إلى أخرى طيلة ستة عشر شهرا (18). وفي سنة 1630 م نزل هاريسن بآسفي قادما من سلا لتسليم رسالة من تشارلز الأول إلى مولاي عبد الملك (19).
وفي 19شتنبر 1637 م أبْحَرت الباخرة البريطانية « الفهد « The Leopard من ميناء آسفي بعد إرسائها به سبعة وعشرين يوما، وكان على متنها السفير روبرت بلييك والسفير المغربي جودر بن عبد الله، اللذان كانا مكلفين بالسهر على انجاز اتفاقية تم إبرامها بين محمد الشيخ الأصغر وتشارلز الأول سنة 1638 م، ومن بين الأمور المنصوص عليها في هذه الإتفاقية السماح بإنشاء شركة تجارية بريطانية بمراكش وآسفي، أو أي موقع آخر عند الضرورة. وتم بالفعل إنشاء الشركة المغربية The Barbary Company مباشرة بعد ذلك (20).
وقد نجح الإنجليز في احتكار التجارة في آسفي، حيث أجّر السلطان محمد الشيخ مداخيل آسفي لتاجر انجليزي هو Robert Blake سنة 1636 م، وحاول تركيز كل التجارة الأوربية فيها. وقد استدعى اتخاذ الترتيبات اللازمة لتنفيذ الاتفاق، توجيه سفارة مغربية إلى ابريطانيا، أسفرت عن إصدار المجلس الإستشاري البريطاني قرارا يلزم السفن الإنجليزية بأن ترسو في آسفي أول ما تصل إلى السواحل المغربية، وأن تقضي بالمرسى المذكور 20 يوما، فإن لم تنفذ بضائعها، كان من حقها استعمال مراسي أخرى. لكن محاولة الإنجليز احتكار التجارة بآسفي انتهت بالفشل، وعادت الدول الأوربية البحرية إلى التعامل مع آسفي (..). وفي هذه الفترة وصل إلى المدينة التاجر الهولندي Adriaem Matham وترك في مذكراته وصفا دقيقا لمعاملاته في آسفي (21).
تنظيم جمركي إداري بميناء آسفي
وإذا كانت مدينة آسفي في منتصف القرن 17 أهم الموانئ المغربية التي تضم بيت مال المسلمين لتقديم أجور العساكر، كما كان التجار يحلون بها عند قدومهم إلى المغرب، فإنها أصبحت في حاجة ماسة إلى مراكز جمركية قارة بالمدينة.
و قد ارتبط بهذه المرسى نشاط جمركي كبير اشتهر ب « الديوانة»، كان يتصل ب دار الديوانة أو مركز الديوانة، ويسميها أحد الأوربيين « دار النصارى» وهي بحسب وصفه، تتخذ شكل فندق كبير، يتكلف أحد أعوان القايد من المخازنية، بفتحه في كل صباح وغلقه في كل مساء، وكل دولة لها علاقات تجارية مع ميناء آسفي، تمتلك به محلا، فيه يسكن ويعيش ممثلوها من الفرنسيين والإنجليز والهولنديين و غيرهم، وكذا المغامرين النشطاء في ميدان التجارة (22). وفي هذا الصدد يقول ابراهيم حركات ( أصبح آسفي أهم مركز جمركي ابتداء من سنة 1653 م لجباية الضرائب، وكان بميناء المدينة تنظيم جمركي إداري أكثر إتقانا من المراكز الجمركية الداخلية، فهناك رئيسي الأمن ومساعدوه المباشرون، كما يوجد عمال يتقاضون رواتب قارة، ومهمتهم شحن البضائع وتفريغها ونقلها إلى الفنادق التي يقيم فيها التجار الأجانب).
الدولة العلوية ومحاولات
تطوير مرسى آسفي
و خلال القرن الثامن عشر أخذ الميناء ينتعش بفضل اعتناء الأمير مولاي عبد الله به، وقد كان يومئذ خليفة بمراكش، وتواصل الإنتعاش والإزدهار خلال القرن التاسع عشر، وقد زاد السلطان في تعميرها وإصلاح شؤونها، وأخذت آسفي تستقطب شخصيات علمية وأدبية ذات الشهرة الكبيرة من أقطار أوربا (23). ومن فرط اهتمام سيدي محمد بن عبد الله بآسفي وعزمه على تطوير مينائها، جلب مهندسا انجليزيا اسمه جيمس كريك الذي استقر بآسفي، وقام بدراسات وأبحاث لتشييد رصيف لرسو السفن بها، لكن أعماله فشلت رغم رغبة السلطان الأكيدة في جعل آسفي من أحدث موانئ المغربية.
ومع ازدياد حجم حركة التجارة المغربية مع القوى الأوربية في القرن التاسع عشر و بعده، تصاعد الضغط الأجنبي على المخزن المركزي حتى يباشر إصلاحات وتوسيعات بالموانئ الأطلنتية، ومنها ميناء آسفي، وقد ذكرت تقارير القناصل الأجانب أن مرسى آسفي، كانت تشكو (..) من عدم كفاية قوارب الشحن والإفراغ ومنها تقرير للسفير الفرنسي، مؤرخ في العاشر من يونيه 1890 م، ورد فيه أن عددها لم يكن يتجاوز ستة عشر قاربا (24). وقد أجابهم المخزن المركزي بصنع مزيد منها (25)، وأكثر من ذلك باشر تشييد فرضة أي ورف wharf، تربط شاطئ المرسى بالسفن الراسية داخل البحر المقابل، وقد انتهى العمل منها سنة 1908 م، لكن موج البحر حطمها، ثم عاود السلطان المولى عبد الحفيظ تشييدها سنة 1910 م، وعهد بإنجازها إلى شركة فرنسية باسم « الكمبانية المغربية compagnie marocaine « فشيدت ورفا جديدا، في شكل جسر معدني ضيق passerelle، بلغ طوله مائتي وثمانية وعشرين مترا، بحيث تجاوز خط مكسر الموج ligne des brisants، وبفضله أصبح بالإمكان شحن السفن أو إفراغها من أو في القوارب، عن طريق آلة رفع عصرية le treuil ركبت فوقه، لكن العواصف البحرية لم تلبث أن عبثت به كسابقه، وكسرت جزءا منه، لتعطله نهائيا سنة 1912 م (26) ثم أعيد ترميمه بتوصيله بجسر إلى اليابس (27). وفي سنة 1926 م كان انهياره التام بسبب عاصفة بحرية عنيفة (28). الأمر الذي دفع بسلطات الحماية الفرنسية إلى التخلي عن هذا الميناء العتيق، والتحول إلى الميناء الجديد المجاور، التي كانت الأشغال فيه قد قطعت شوطا مهما (29).
وحتى عشية الحماية الفرنسية كانت السفن تقصد المرسى القديمة لآسفي، من موانئ كبيرة معروفة بأوربا و العالم، بقوة حركتها التجارية واتساع علاقاتها ومعاملاتها التجارية، ومنها على سبيل المثال نابولي وجنوة ومارسيليا وبوردو ولوهافر ودانكرك وأنمفرس وروتردام وأمستردام وبريم وهامبورغ ولندن ونيوكاستيل ولفربول ومن الجزر الخالدات وغيرها. كما أن مرسى آسفي وبحكم نشاطها التجاري الواسع مع الخارج، فإنها كانت مستقرا لعدد من الشركات الملاحية، قارب عددها العشرة عشية الإستعمار الفرنسي (30).
ما يشبه الختم:
وإذا كانت بعض المراسي والموانئ لها إسهامها الكبير في بناء بعض المدن، فكذلك الشأن لمرسى آسفي التي اضطلعت بأدوار بارزة في تاريخ المغرب لازالت حتى الآن نسيا منسيا. ويمكن القول بأن مدينة آسفي، تدين في وجودها و استمراريتها منذ غابر الأزمان و حتى اليوم، وفيما عرفته وتعرفه حتى اليوم من ازدهار تجاري وإشعاع اقتصادي وتوسع عمراني، إلى مينائها و ما يشهده قديما وحديثا و راهنا، من حركات وضع و وسق تجاريين (31).
وكانت وزارة الثقافة قد أعلنت في يوليوز 2013 عن اكتشاف موقع اركيولوجي في قاع البحر بآسفي يعود للعهد السعدي. وهو ما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن ما نجهله عن النشاط البحري لميناء آسفي قديما، أكبر بكثير مما نعلمه. وقد سبق للأستاذ محمد أبو طالب في عرض له بالملتقى الفكري الأول لآسفي سنة 1988 تحت عنوان « تحركات بريطانية في ميناء آسفي « أن تقدم باقتراحين في هذا الصدد: أولهما العمل على إنشاء معهد للدراسات البحرية بآسفي يكلف بمهمة وضع تاريخ الملاحة المغربية، وثانيهما القيام بعمليات تنقيبية للبحث عن بقايا البواخر القديمة التي لم تتمكن من مغادرة ميناء آسفي، عسى أن يُسْفر ذلك عن توضيحات لجوانب وكنوز مغمورة من تاريخ آسفي و المغرب.
هوامش:
(1) ابراهيم كريدية، «بصمات المحيط الأطلسي في تاريخ وعمران حاضرة آسفي»، ص 9
(2) نفسه، ص 10
(3) نفسه، ص 20
(4) نفسه، ص 12
(5) ابراهيم كريدية، « المرسى القديمة «، ص 9
(6) ابراهيم كريدية،» المرسى القديمة «، ص 25، نقلا عن حليمة فرحات وحميد التريكي، آسفي المدينة والرباط في العصر الوسيط، ندوة أبو محمد صالح المناقب و التاريخ، الملتقى الفكري الثاني لآسفي، 1989، ص 10 و 11
(7) عبد اللطيف الشاذلي « مرسى آسفي في العصر الحديث « آسفي دراسات تاريخية وحضارية_ أعمال الملتقى الفكري الأول لمدينة آسفي_ 23 _ 25 يونيو 1988_ ص 24
(8) نفسه، ص 25
(9) أحمد أبوشرب، « مكانة آسفي داخل الإمبراطورية التجارية البرتغالية خلال العقود الأولى من القرن السادس عشر «، آسفي دراسات تاريخية وحضارية_ أعمال الملتقى الفكري الأول لمدينة آسفي_ 23 _ 25 يونيو 1988 ، ص 109
(10) نفسه، ص 99
(11) نفسه، ص 100
(12) نفسه، ص 103
(13) عبداللطيف الشاذلي، « مرسى آسفي في العصر الحديث «، آسفي دراسات تاريخية وحضارية_ أعمال الملتقى الفكري الأول لمدينة آسفي_ 23 _ 25 يونيو 1988 ، ص 52_ 27
(14) نفسه، ص 27 _ 28
(15) نفسه، ص 28_ 29
(16) محمد أبوطالب، « تحركات بريطانية في ميناء آسفي «، آسفي دراسات تاريخية وحضارية_ أعمال الملتقى الفكري الأول لمدينة آسفي_ 23 _ 25 يونيو 1988، ص 83
(17) نفسه، ص 85_ 86
(18) نفسه، ص 86
(19) نفسه، ص 87
(20) نفسه، ص 90_ 91
(21) عبد اللطيف الشاذلي « مرسى آسفي في العصر الحديث « آسفي دراسات تاريخية وحضارية_ أعمال الملتقى الفكري الأول لمدينة آسفي_ 23 _ 25 يونيو 1988، ص 29
(22) ابراهيم كريدية،» المرسى القديمة «، ص 18
(23) أحمد بنجلون، « آسفي بين الأمس واليوم»، آسفي دراسات تاريخية وحضارية_ أعمال الملتقى الفكري الأول لمدينة آسفي_ 23 _ 25 يونيو 1988، ص 43
(24) ابراهيم كريدية،» بصمات المحيط الأطلسي «، ص 14 ، نقلا عن albert castellin , le port de safi, revue : notre maroc, numéro spécial sur safi, mai 1949, p. 25
(25) نفسه، Antona la region des Abda,p.163, et timoule, p.157 et 158
(26) Ibid.p.158
(27) Ibid
(28) Albert castellin,p.26
(29) ابراهيم كريدية، « بصمات المحيط الأطلسي «، ص 15
(30) ابراهيم كريدية، « المرسى القديمة «، ص 36
(31) نفسه، ص 09


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.