العزيزون و العزيزات.. لأن الذي يجمعنا، بل يعيد لم شملنا، هو رجل عزيز وغال،.. ولأن المناسبة هي مناسبة اختتام أنشطة حلقة أصدقاء ديونيزوس للثقافة التي نكن لها عميق التقدير والاحترام، وليس هناك أفضل من أن تختتم أنشطتها بالاحتفاء بهذا البهي، النادر. ولأنه نادر، فكل نادر في واقع حالنا صرت ألقبه بالخرافي، فليسمح لي أخي، إذا، أن أنعته لأول مرة، و لآخر مرة (إن لم يستسغ اللقب) بالكائن الخرافي، أخي، هذا الذي بيننا الآن والمسمى في الواقع، لدوافع تقتضيها شجرة الأنساب وتفرضها أمور إدارية ب (حسن البحراوي)... أخي الذي يبهرني صمته الحكيم، لقرابة ثلاثة عقود ويدهشني انزواؤه بعيدا عن الضوضاء و أضواء الإعلام... قد يبدو لك لأول وهلة مختفيا، لكن ما أن تتصل به هاتفيا حتى يأتيك صوته عبر الأثير هادئا يسبق أنفاسَك في السؤال عن الحال والأحوال... هو حاضر هو متابع وهو قريب منك وإن بدا لك بعيدا عنك... وعكسي تماما فذاكرته لم تشخ أبدا، تحتفظ بكل التفاصيل الصغيرة منها والكبيرة.. ممتع أن تنصت إليه وهو يحكي لك عن لحظات انمحت من ذاكرتك تماما... وعن الذاكرة، يكفي أنني عندما أردت أن أكتب في حقه شهادة عجزت.. لأن الكتابة عنه تقتضي حضور ذاكرة عمرها ثلاثين سنة وأزيد بقليل، ومخيالا شاسعا وحضور بديهية يقظة... رُحماك أيتها الذاكرة.. والذاكرة متعبة، متعبة جدا... تحتاج لفترة استجمام ونقاهة كي تستعيد نشاطها لاستحضار زمن جميل بما اكتنفه من «هزات» وإحباطات وأحلام مجهضة.. زمن أتصوره بالأسود والأبيض، زمنٍ لا يتكرر.. وأما شساعة المخيال وحضور البديهية لدي فلربما تجاوزتهما بكثير شساعة حبي له واعتزازي بصداقته... أعلم أن كل الشهادات التي دبجت في حق أخينا حسن بحراوي ومهما تباعدت وتفارقت وتلاقت، ومهما تأنقت وتفننت في الإشادة به، فإنها في النهاية تلتقي عند خلاصة واحدة ووحيدة هي : «إننا نحبك يا رجل.. أيها الأديب، السامي في أخلاقك والراقي في إخلاصك وحبك ووفائك لأصدقائك».. دمت لنا.. دمنا لبعضنا البعض.. يجمع بيننا الوفاء والحب والتسامح ونكران الذات.. محبتي للجميع.