نظمت الأممية التعليمية internationale éducation مؤتمرا عالميا حول التربية للجميع وذلك من 27 الى 30 ماي 2014 بمدينة مونريال بكندا تحت شعار لنتحد من اجل تربية جيدة للجميع ، والذي شارك فيه اكثر من 400 مشارك ومشاركة من مختلف النقابات التعليمية المنخرطة في الاممية التعليمية ومنها النقابة الوطنية للتعليم (ف د ش) النقابة الوحيدة التي كانت حاضرة من بين النقابات التعليمية المغربية والتي مثلها الاخ ادريس سالك والاخت سمية الرياحي عضوا المكتب الوطني للنقابة. خلال هذه الندوة التي انطلقت بالجلسات العامة والتي تم فيها تقديم عروض حول تكافؤ الفرص وجودة التعليم من خلال سؤال عريض: كيف يتم دعم التلاميذ والمؤسسات التعليمية الغير المحظوظة؟؟؟.مما يطرح تحليلا مقارنا للمنظومات التربوية .ان تكافؤ الفرص ونجاح التلميذ يؤكد على المبادئ الدولية حول مهنة التدريس لسنة 2014. ان التربية حق انساني اساسي. ولهذا فان اغلب الحكومات تبنت اتفاقيات دولية تؤكد على هذا الحق .لكن سوء تطبيقه وغياب الارادة والتعهدات السياسية تؤدي الى غياب تنفيذ ذلك الحق.. كدلك هناك غياب التمويل والذي يعد اكبر عائق للتربية للجميع. ان التقرير العالمي حول متابعة التربية للجميع 2013-2014 تؤكد على سوء تدبير مالي لتحقيق تعليم اساسي جيد والذي وصل الى26 مليار دولار أمريكي. في مجموعة من الدول هناك سياسات اصلاح المنظومات التربوية ترتكز على السوق وبالأخص الخوصصة والتي تراجعت في تمويل التربية والتعليم وبالتالي فإننا سنصل الى غياب العدالة ونقص في الاجور و المعاشات وتخريب لظروف عمل الشغيلة التعليمية. ان النقاش الذي كان سائدا حول تحديات تمويل تربية جيدة ووضع استراتيجيات لا يقاف هذا النقص في التمويل الذي يضرب في العمق التربية. كما وقفت الندوة على مفهوم التربية على المواطنة الدولية والتي تؤكد على تفكير للأساتذة واصحاب القرار والمنظمات الدولية في موضوع اهداف التربية والتي تساهم في دعم المجموعة الدولية. على السلطات العمومية ان تؤمن المرور العادل لتربية ذات جودة. ومن اجل ذلك عليها ان تضع انظمة تربوية عمومية قوية ،وموازاة مع ذلك تمويل على مستوى الامد البعيد والى سياسة تعلمية قوية وخاصة للفئات المحرومة. ولهذا على الحكومات ان تؤمن مصاريف المدرسة وكل المصاريف الاخرى. وعلى المؤسسات التعليمية ان تتبنى استراتيجيات واضحة من اجل الوقاية والدفاع ضدا على كل انواع العنف والاقصاء. ولهذا فان البرامج المدرسية والطرق البيداغوجية بإمكانها الآخذ بعين الاعتبار الحقوق والتجارب الخاصة بالمجموعات المهمشة. كما وقفت هذه الندوة على خصائص المنظومة التربوية العادلة والمدمجة والتي تهتم حول اعداد برنامج والذي سيكون عادلا ويدافع على المهمشين بشكل دينامي ومدافع. يناقش مختلف الاستراتيجيات والتي تؤدي الى مشاركة فعالة وعادلة للتربية وتعطي امثلة واضحة من اجل الدفاع ضد الفوارق بين الجنس والاقصاء للشعوب الرحالة. كما كانت لها هدف لمعرفة مختلف الاستراتيجيات التي تبنتها من اجل تامين مشاركة عادلة ضمن منظومة تربوية مندمجة. ان النجاح او الفشل والتغيير الذي يمكن ان يقع هو من دور النقابات التعليمية في التعديل والمساهمة الفعالة. وفي الورشات التي عرفتها هذه الندوة والتي وصل عددها الى 13 ورشة، حيث تم تقديم مجموعة من العروض من طرف متخصصين ونقابيين واساتذة ودار نقاش عميق ومثمر، منها: 1- التميز: اعطاء لكل تلميذ حظ النجاح. ماهي الظروف التي يمكن ملؤها في المدارس من اجل امكان الاساتذة الاجابة عن حاجيات كل تلميذ؟؟.ومن خلال المؤتمر الدولي حول مهنة التدريس 2014 المنظم من طرف الاممية التعليمية فإنها وقفت على سلسة من الظروف منها: تمويل المؤسسات وخاصة المؤسسات المحرومة، التكوين و الجودة العالية للتنمية المهنية، التحسيس بحاجيات التلميذ، ناهيك عن المعارف والمفاهيم والوسائل البيداغوجية والثقة العالية والتمويل وظروف العمل وهيكلة للمهنة ومسؤوليات الاساتذة. بالإضافة الى الدعم الداخلي للمدارس من طرف مصالح القطاع العام. 2- تكافؤ الفرص للولوج الى التعليم العالي. تمركزت حول طريقة تامين عادل للتعليم العالي والجامعي الجيد بالنسية لجميع الطلبة. وقفت هذه الورشة على تساؤلات عريضة منها: ماهي العوائق المالية والغير المالية لمشاركة الطلبة وكيف بإمكان ذلك؟؟ كيف للبرامج والدروس ان تدمج الطلبة الراغبين في التعليم والضامنة لتعليم وبحث جيد؟؟ وما هي انعكاسات التكنولوجيات الحديثة حول هذه الجودة؟؟ وما هو تأثير الدراسات الدولية؟؟ وما هو دور الحكومات في التعليم العالي والجامعي وما هي استراتيجية النقابات التعليمية من اجل التأثير على النتائج؟؟؟. 3- الانصاف: جزء مدمج في منظومة تربوية مدمجة. اقترحت الاممية التعليمية بمناسبة اللقاء الدولي حول مهنة التدريس مجموعة من الاقتراحات والتي تمكن الحكومات من وضع منظومات تربوية مدمجة. بالنسبة للتلاميذ القادمين من مناطق مهمشة لابد من مصادر التكوين وتكوين طاقم بشري خاص بتلك المؤسسات. ان وضع منظومة تربوية مدمجة تمر عبر دفاع ضد نتائج مختلف اشكال الاقصاء منها الجنس وذلك بالتكوين الجيد وتطوير المهنة وانتقاء الاساتذة والاطر. 4- ملأ الظروف من اجل تعليم جيد وعال في القرن 21. هناك دراسات عديدة حول مستقبل مهنة التدريس. ان التعليم والتدريس سطروا رابطا بين الاحساس العميق بالثقة في الذات والتكوين الذاتي للأساتذة مما ادى الى منظومات تربوية مختلفة. هذه الدراسة مكنت من تحقيق سياسات مركزة على الاساتذة والتي اعتبرت اساسية لنجاح التربية. من خلال رأي الاممية التعليمية تبين مما لا داعي للشك ان مهنة التدريس ومن خلال النقابات التعليمية انها تلعب دورا اساسيا في اخراج سياسات هادفة من اجل هيئة التدريس ومن اجل تكوين والتطوير المهني عالي الجودة. 5- التربية في القرن 21: تحديات الجودة وتكافؤ الفرص. ان الاستراتيجية التي تمكن من تربية ذات جودة عالية للجميع هو النقاش حول مستقبل التربية العمومية. وهناك من المقررين السياسيين والحكومات والذين يتخذون قرارات حول تطبيق التربية للجميع بشكل انفرادي ودون اشراك مختلف الفاعلين ويؤكدون على ان تكافؤ الفرص بإمكانه تحقيقه داخل المنظومة التربوية. 6-التعليم الجيد: استراتيجيات من اجل تكوين وتطوير مهني جيد لهيئة التدريس. من المؤكد ان التلاميذ والاساتذة هم الاساس في جودة التربية .وهناك مجموعة من الحكومات لا تهتم بجودة التكوين لهيئة التدريس ولا لتطوير المهنة ولا الدعم المستمر. كما ان توظيف الاساتذة الغير المؤهلين مازالت تقلق وتشوش على جودة التربية للجميع في مجموعة من البلدان. كما وقفت هذه الورشة على كيفية تامين تدريس تلاميذ من طرف اساتذة مكونين بشكل جيد. 7-التعليم،الوسائل البيداغوجية والتكنولوجيات الجيدة: تامين برامج مدرسية للجميع. ان التطورات العصرية في ميدان تكنولوجيات الاعلام والتواصل توفر امكانيات هائلة من اجل تحسين جودة التربية. كما ان برنام التربية والمكتبات الرقمية هي تكنولوجيات توفر تفاعلات بين التلاميذ والاساتذة وموظفي التربية والمجموعة وتنمي جودة التربية. ان الاعلام والتواصل تحسن من قدرات التدريس وتسهل التواصل بين المؤسسات التعليمية وكما هو الشأن بين الاساتذة والتلاميذ. وبالإمكان استعماله في المؤسسات تحت مراقبة مهنية مؤهلة ومكونة. 8- الفضاءات البيداغوجية الجيدة: من اجل خلق فضاءات دراسية سليمة لتامين تعليم جيد. ان التربية الجيدة والصحة اساسيان من اجل تحقيق التربية الجيدة للجميع. ولهذا فان الحكومات ساهمت في خلق فضاءات تربوية سليمة ومؤكدة. ففي سنة 2000 كان من بين الاهداف المتوخاة في اعلان دكار الى حدود2015 بناء مرافق صحية ونقط ماء وذلك من اجل توفير الاستفادة اليها .بعد مرور اربعة عشرة سنة وبشكل مستقل فان التعهدات المتخذة من اجل تحسين صحة الاساتذة والتلاميذ وتحويل المؤسسات التعليمية سليمة ما زالت لم تحقق بعد. ان المدرسة تلعب دورا كبيرا في مجال الصحة والمطاعم المدرسية. ان 66 مليون تلميذا يذهبون الى مدارسهم بأمعاء فارغة وان المنظمة العالمية للصحة تقدر ب 443 مليون يوما مدرسيا تضيع سنويا من جراء الامراض المرتبطة بالماء وان 4،1 مليون طفل يموتون سنويا من جراء امراض مرتبطة بالماء العادم وقلة الوقاية. 9- التكوين: الدفاع على استراتيجية ما بعد 2015 من اجل التربية ومستقبل التربية. ان التربية للجميع واهداف الالفية من اجل التنمية التي حددت في سنة 2015،بينت ان تلك الاهداف لا يمكن تحقيقها رغم التقدم الحاصل. .ان 2015 اقتربت والعالم بدا يفكر في الخطوات المقبلة وان الاممالمتحدة هي التي توجه ذلك. في شتنبر 2015 فان اعضاء في الاممالمتحدة سيحددون برنامج اخر للتنمية العالمية. ان ما بعد 2015 يعتبر اكبر تحدي سياسي بالنسبة للعالم لان هناك اسئلة اساسية ستطرح من قبال: ما هي اهم الالتزامات في مجال التنمية؟؟.هل هذا البرنامج الجديد له هدف تربوي؟؟ وكيف يمكن للأساتذة ورجال ونساء التربية التأثير على ذلك. 10-التعليم الجيد: استراتيجية التوظيف الجيد للأساتذة وتامين المسار المهني ضمن مهنة التدريس. في مجموعة من الدول فان جودة التربية مرتبطة بغياب الاساتذة المؤهلين مما يترجم دائما بتواجد اقسام مكتظة ويمنع الاساتذة من دعم للتلاميذ بشكل فردي. من خلال احصائيات اليونسكو يجب توظيف 2،5 مليون استاذ واستاذة في الابتدائي في افق 2015 من اجل تحقيق هدف التربية في الابتدائي في العالم، بالإضافة ال 5،3 مليون استاذ واستاذة في التعليم الاعدادي .على العموم فان التحديات توزع بشكل غير متوازن في الجهات: في إفريقيا جنوب الصحراء تمثل هي لوحدها اكثر من النصف في خصاص الاساتذة ولهذا فان البلدان الفقيرة هي المقصودة. 11- التعليم، الوسائل البيداغوجية، مصادر وتكنولوجيا الجيدة: دور الاعلام والتواصل قي التربية. ان تكنولوجيات الاعلام التواصل التي تهيمن على حياتنا اليومية وتغير بشكل كبير على علاقاتنا .ان التكنولوجيا الحديثة تظهر في كل دقيقة في الاسواق وتثير انتباهنا. ان الاممية التعليمية تؤكد ان التربية تتحسن بفضل الاعلام والتواصل في مختلف الانشطة البيداغوجية وتسهيل التواصل بين المؤسسات التعليمية والاساتذة والتلاميذ. ان الاعلام والتواصل يدعم التعليم والتدريس ولا يمكن تعويض الاساتذة. 12-المحيطات البيداغوجية الجيدة:دور الموارد البشرية في دعم التربية الجيدة. من اجل تحقيق تربية جيدة، لابد من التركيز على عدة عوامل .منها الموارد البشرية لدعم التربية والتي تكون احدى المجموعات الواضحة في النقاش العمومي. تجمع الموارد البشرية المهنية والادارية والتقنية والعامة والمستشارون التربويون والممرضات ومرورا بالكاتبات والسائقين والكل ضروري من اجل تربية جيدة. في اطار الحملة الدولية لنتحد من اجل التربية فان الاممية التعليمية تأمل في التحسيس لدى مختلف انواع الدعم من اجل تحقيق التربية الجيدة. 13 - التكوينَ: استراتيجية ما بعد 2015 من اجل تربية ومستقبل التربية ان التربية للجميع واهداف الالفية من اجل التنمية تم تحديدها في 2015. ورغم المجهودات فان الاهداف لن تتحقق في 2015. ان الاممالمتحدة التي توجه ذلك وان العالم يفكر في المراحل المقبلة وبرامج جديدة حول التنمية العالمية. وفي اليوم الاخير من هذا المؤتمر صادق المؤتمر على خطة الحملة الدولية للتعليم للجميع في افق الاحتفال باليوم العالمي للمدرس يوم 5 اكتوبر 2014. وكانت لقاءات القارات منها اجتماع اللجنة العربية للأممية التعليمية مناسبة لمناقشة الاوضاع التربوية والتعليمية للدول المشاركة.