نجحت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، مساء يوم السبت بالدار البيضاء، في إحباط عملية لتهريب المخدرات عبر حجز كمية كبيرة من مخدر الشيرا. وتعد هذه الكمية جزءا من إجمالي حمولة، حجز منها يوم الجمعة بميناء العاصمة الاقتصادية، 16.659 طنا من نفس المخدر كانت معبأة بشكل محكم على شكل صفائح داخل 329 قناة بلاستيكية (تستخدم لتصريف المياه) على متن الحاوية. وأوضح المراقب العام ورئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية عبد الحق الخيام، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن العملية نفذت بناء على مذكرة إخبارية من مديرية الشرطة القضائية (الرباط) تفيد بالإعداد لعملية تهريب المخدرات، انطلاقا من ميناء الدار البيضاء نحو بلد عربي. وأوضح المصدر ذاته أن التحقيقات أدت إلى اكتشاف الكمية الأولى من المخدرات، في الوقت الذي كان فيه فريق آخر من المحققين يقوم بتحريات ميدانية، أسفرت عن كشف هوية صاحب الكمية الأولى (56 سنة)، وإلقاء القبض عليه مساء نفس اليوم (الجمعة)، مضيفا أنه اعترف بدوره بمساعده الرأس المدبر لهذه الشبكة. وأضاف أن التحقيقات الأولى مع الشخص الثاني، الذي ألقي القبض عليه أيضا، مكنت من معرفة تواجد كمية إضافية مخبأة بمستودع بأحد أحياء المدينة، التي تقدر ما بين 7 و8 طن من مخدر الشيرا حسب التقديرات الأولية. وأوضح أن أحد الموقوفين (56 سنة) له سوابق عدلية لنفس الأسباب بالناظور حيث نشأ، وينتمي لشبكة دولية منظمة تقوم بتهريب المخدرات من المغرب إلى الخارج عبر الميناء تحت غطاء شركات وهمية، معتبرا أن هذه العملية وبهذه الكميات لا يمكن أن يقوم بها عدد قليل من المشتبه فيهم. وأضاف أن المروجين اتبعوا نفس طريقة (مثل الدفعة الأولى) التي استعملوا فيها قنوات بلاستيكية، باستثناء فارق واحد، هو لجوؤهم، إلى جانب قنوات من نفس المادة، إلى لف المخدرات في ورق من الرصاص كحيلة لخداع مراقبي الميناء المشرفين على جهاز الماسح الضوئي (السكانير). وسجل أن المحققين وضعوا أيديهم على العديد من الوثائق المزورة لشركات وهمية يستخدمها أعضاء الشبكة في عملياتهم، كما تم حجز هويات مزورة، ومبالغ مالية من العملة المحلية والعملات الأجنبية والعديد من الخواتم، وهواتف محمولة وسيارتين. وأشار إلى أن البحث لا يزال جاريا عن العديد من الأعضاء الآخرين من أفراد الشبكة التي تم تحديد هويتهم، مضيفا أن التحقيق والبحث سيتواصل لتفكيك هذه الشبكة، مؤكدا أن تعميق التحقيق من شأنه تحديد كافة أفرادها. وتعود أكبر عملية حجز للمخدرات بنفس الميناء إلى أبريل من سنة 2009، حيث تمكنت عناصر الجمارك من حجز 312ر32 طن من مخدر الشيرا. وفي سنة 2012، استطاعت مصالح الجمارك بنفس الميناء عبر عمليتين منفصلتين (يونيو ويوليوز)، حجز 5.7 طن من الشيرا مخبأة في حمولة أكياس من ورق التغليف، و3.7 طن تم اكتشافها وسط مربعات الزليج.