بعد عودة الروح لفريق المغرب الفاسي بعد مجيء مروان بناني لقيادة سفينة النادي، ورصد سيولة مالية مهمة، مكنته من جلب العديد من اللاعبين المجربين، في مقدمتهم بورزوق والشطيبي وحمزة حجي و العياطي و تيكانا وديوب ونوصير والزكرومي والبصري وبلعامري والفتحي وفاهيم و غيرهم، تحت قيادة المدرب الوطني رشيد الطاوسي. وقد تمكن هذا» الكوموندو» من احتلال المرتبة الثانية في البطولة الوطنية ولعب نهاية كاس العرش. وبعد موسم واحد سيدخل الفريق مسارا جديدا، رغم الإكراهات المالية. والغريب أن الفريق وفي الوقت الذي توفرت له الإمكانيات المالية خانته النتائج، و في الوقت الذي حقق الألقاب خانته الإمكانيات المالية. و رغم ذلك تضافرت الجهود من أجل تحقيق ما لم يتحقق بفاس منذ 25 سنةّ، بعدما انتزع الفريق ثلاثة كؤوس دفعة واحدة (كأس العرش وكأس الاتحاد الإفريقي، ثم الكأس الإفريقية الممتازة). و رغم تحقيق هذه الثلاثية، فإن النادي حاصرته المشاكل، في وقت كان على المسؤولين بالعاصمة العلمية دعم الفريق ماديا وتمكينه من وسائل النجاح، تم تنكر للفريق، الذي وجد نفسه في منعرج خطير، وبات مطالبا بتمكين اللاعبين من مستحقاتهم، خاصة وأن الكثير منهم أصبح يطالب بمستحقاته أو الرحيل عن الفريق، ليتم اللجوء لأخف الأضرار ، والسماح للاعبين بالمغادرة و التنازل على بعض مستحقاتهم. ليدخل الفريق أزمة حقيقية، بعد فقداته أبرز دعائمه، والاعتماد على عناصر جديدة فشل العديد منها في الاندماج داخل الفريق، ليعيش بالتالي فوضى عارمة، نتجت عنها عدة إضرابات للاعبين، وخوضهم مسيرة احتجاجية من الملعب إلى باب مقر الولاية للمطالبة بالمستحقات، مما استدعى تدخل الكاتب العام للولاية لإيجاد بعض الحلول الترقيعية، ليعلن عن اجتماع لفعاليات المغرب الفاسي بكل من فاس و البيضاء لتصحيح الأوضاع. لكن كل ذلك لم يشفع لممثل العاصمة العلمية، الذي تكالبت عليه المشاكل من كل جهة، حيث تمت إقالة المدرب طارق السكيتوي، الذي كان له الفضل في إحراز الكؤوس الثلاثة كقائد للفريق، ليعوض بالمدرب السويسري شارل روسلي ثم جبران، قبل أن يقع الخيار على عبد الرحيم طاليب. كل هذه المشاكل زادت من تراجع نتائج الفريقن فكثرت الاحتجاجات و المعارك الهامشية و الاجتماعات و الكواليس، حيث يسعى كل طرف إلى الحفاظ على مكتسباته، ضاربا مصلحة الفريق عرض الحائط، لتتدخل السلطات الولائية في الوقت الذي أصبح ناقوس الخطر يرن من جديد، خاصة و أن الجار الوداد الرياضي الفاسي أصبح أكبر مرشح للنزول. وتم عقد اجتماع طارئ بمقر ولاية فاس وطلب من مروان بناني الرجوع للوراء ومنحت السلطات رشيد والي علمي مسؤولية قيادة الفريق رفقة احمد المرنيسي، الذي رشح رشيد العلمي إضافة لخالد بنوحود ورضا الزعيم بفاس الا أن خالد بنوحود و لظروف عائلية انسحب بهدوء. ليبقى الثلاثي والي علمي والمرنيسي و رضا الزعيم في الواجهة من أجل إنقاذ الفريق وبقائه بالبطولة الاحترافية، وبصعوبة كبيرة تمكن الماص من تحقيق ذلك، بعد رسالة مشفرة من الجمهور الفاسي الذي لبنى النداء لإنقاذ الفريق وحضر بقوة في المباراة الأخيرة، حيث فاق العدد 35 ألف متفرج، وساند فريقه حتى إعلان الحكم منير الرحماني عن نهاية اللقاء بانتصار صغير للمغرب الفاسي أمام شباب الحسيمة، من ضربة جزاء قيل فيها الكثير. لقد تم إنقاذ موسم المغرب الفاسي، وشهد مركب فاس بكاء وعناقا و إغماءات، وكأن الفريق حقق إنجازا تاريخيا ولم يفلت من النزول بحصيلة جد متواضعة، و لولا الأخطاء الإدارية للكاتب العام لفريق أولمبيك خريبكة لكانت الكارثة. ومن خلال الأرقام يتبين ضعف فريق المغرب الفاسي خلال الموسم، حيث حصل على 31 نقطة، جمعها في 30مقابلة، أي بمعدل نقطة في كل لقاء. فاز في 7 لقاءات وتعادل في 10و انهزم في 13 لقاء. دخلت مرماه 36 هدفا وسجل 27هدفا. وجمع بالميدان 18نقطة في 15اللقاء، فيما انتزع خارج الميدان 13 نقطة، لتعتبر أضعف حصيلة في مشوار المغرب الفاسي حتى في السنوات التي سبق وانحدر فيها للقسم الثاني . فهل سيستفيد المسؤولين عن المغرب الفاسي من كل هذه الأخطاء لتفادي تكرار نفس النتائج في المستقبل، خاصة وأن العمل يجب أن ينطلق مع صفارة الحكم في المباراة الأخيرة، لكن للأسف العكس هو الذي وقع، حيث اتجه كل واحد إلى مقر عمله وترك الفريق، وصرح رشيد العلمي والي للجريدة بأنه سينسحب نظرا لكون الظروف غير مواتية ولا يمكنه تحمل المسؤولية داخل فريق لا يلعب من أجل المراكز الأولى، ويعيش فقرا على مستوى البنيات التحتية. وأضاف أنه يريد من نادي المغرب الفاسي أن يتحول إلى مقاولة رياضية من حجم الفرق الكبرى، وهذا يتوقف على وضوح الرؤية، وتوفير كل الإمكانيات، مشيرا إلى أنه سيمكن اللاعبين من مستحقاتهم وسيرحل، فيما لوح رضا الزعيم، الكاتب العام و الناطق الرسمي، بالانسحاب. ومن جانبه، صرح أحمد المرنيسي بأن المسؤولية صعبة للغاية داخل المغرب الفاسي، و على الرئيس الجديد توفير مبلغ مليار سنتيم لحل المشاكل الحالية، وبعد ذلك عليه جلب اللاعبين و مدرب، و الدخول في تربص إعدادي و هذا الشيء يتطلب غلاف ماليا كبيرا . أما خالد كسوس، فقد أعلن عن استعداده لتحمل المسؤولية وتسوية الوضعية المالية للفريق، لكن دون أن يطالب أي كان بمديونيته. وعلى الرئيس و المكتب المسير أن يكون من مدينة فاس و أعضاء البيضاء هم أبناء الفريق ويمكنهم المساعدة. وعبر خالد بنوحود، الرئيس السابق، عن استعداده للعمل في فريق الدكتور خالد كسوس، لأن المغرب الفاسي اليوم في أمس الحاجة لرئيس له مصداقية و يحقق الإجماع. وفي المقابل، طالب عبد الحق المراكشي بتنظيم يوم دراسي لمراجعة الذات ونبذ المشاكل و تحديد الاختصاصات و طرد السماسرة من محيط الفريق.