نفى المغرب نفيا قاطعا ما تداولته بعض الصحف ذات النوايا المبيتة بشأن خلاف مزعوم بين جلالة الملك والرئيس التونسي. وجاء في بيان للديوان الملكي أن المملكة المغربية تنفي نفيا قاطعا الخبر السخيف، والذي لا أساس له من الصحة، الذي تداولته صحافة ذات نية مبيتة، وأضاف البلاغ أن أصحاب هذا الافتراء، تجاهلوا عن قصد، أن بروتوكول الجمهورية التونسية، وعلى غرار عدد من البلدان، لا يتضمن حضور رئيس الجمهورية إلى المجلس في مثل هذه المناسبة، وهو الادعاء الذي كذبته الرئاسة التونسية رسميا . وأعرب البلاغ أن المغرب ووعيا منه تمام الوعي بأن أعداء التقارب بين الشعوب ومناوئي بناء الصرح المغاربي لن يشعروا بالارتياح لنجاح هذه الزيارة ولجودة العلاقات المغربية التونسية ،يشعر بالأسف لهذا المستوى من الدناءة الذي نزلت إليه هذه الأطراف. وتواصلت أول أمس الأحد الزيارة الملكية إلى تونس، حيث استقبل جلالته كلا من باجي قائد السبسي، رئيس حزب «نداء تونس»، وأم الخير حشاد، أرملة المرحوم فرحات حشاد، ونجلها نور الدين حشاد، رئيس مؤسسة فرحات حشاد، التي تعنى بالدراسات والأبحاث التاريخية. وبمناسبة الزيارة الملكية إلى تونس جدد البلدان تمسكهما باتحاد المغرب العربي كخيار استراتيجي. وذكر البيان المشترك المغربي التونسي، الصادر بهذه المناسبة أن قائدي البلدين جددا عزمهما على العمل مع بقية الدول المغاربية الشقيقة من أجل عقد القمة المغاربية بتونس، قبل نهاية سنة 2014، وفقا لما تم إقراره في الدورة 32 لمجلس وزراء خارجية دول الاتحاد المنعقدة بالرباط في 9 ماي 2014. وشددا على ضرورة الإعداد الجيد لهذهالقمة حتى تكون محطة فارقة للدفع بمسيرة الاندماج المغاربي نحو مزيد من التكامل والتضامن بين دول المنطقة، كما أكد القائدان على الأهمية التي يوليانها لمواصلة تعزيز وتمتين أواصر الأخوة والتضامن بين الدول المغاربية . وأشار البيان المشترك في هذا الصدد إلى أنه وعيا من قائدي البلدين بجسامة التحديات الأمنية الراهنة ومختلف المخاطر التي تحدق بالمنطقة، في ظل تنامي ظاهرة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية، أكد جلالة الملك وسيادة الرئيس التونسي على أهمية تكثيف التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات والمعلومات بين الأجهزة المعنية بالبلدين ومواصلة الجهود المبذولة، ثنائيا ومغاربيا وإقليميا، من أجل تطويق تداعيات هذه الظواهر الخطيرة والعمل على توفير الشروط الكفيلة بضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة المغاربية. ووعيا بأهمية الجوار الإفريقي لدول اتحاد المغرب العربي، ولاسيما منطقة الساحل والصحراء، وبالنظر إلى جسامة التحديات الأمنية التي تواجه دول المنطقتين، أكد القائدان على أهمية المساهمة في إرساء مقومات التنمية المستدامة في منطقة الساحل والصحراء لتحقيق الأمن والاستقرار بها. ودعيا، في هذا الصدد، إلى المزيد من التنسيق لتطويق أنشطة الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة.كما أكد البيان المشترك عزم البلدين الراسخ على العمل من أجل الارتقاء بمستوى التعاون الثنائي وإثراء مضامينه وتنويعه، بما يستجيب لتطلعات الشعبين الشقيقين ويحقق التقدم والنماء في البلدين، ويتيح إقامة علاقات متينة ونموذجية تكون رافدا أساسيا لمسار مسلسل الاندماج المغاربي، وإعطائها بعدا استراتيجيا على مختلف المستويات، وذلك من خلال تعزيز سنة التشاور بين الطرفين وإرساء شراكات فاعلة ومتكافئة تؤسس لأبعاد استشرافية ومستقبلية، وثمن القائدان النتائج المنبثقة عن «المنتدى المغربي التونسي لرجال الأعمال» الذي التأم بمناسبة زيارة جلالة الملك لتونس، مؤكدين أهمية انتظام انعقاد هذا المنتدى بالتناوب بين البلدين، ومتابعة تنفيذ توصياته من خلال إرساء مقاربات جديدة لشراكة متكافئة ومتضامنة، إسهاما من هذا القطاع في تحقيق التنمية المنشودة والمنفعة المشتركة للبلدين، وذلك إدراكا للدور الهام والمتنامي الذي يقوم به القطاع الخاص بالبلدين في دعم الجهود المشتركة لتطوير حجم المبادلات التجارية، وفرص الاستثمار والشراكة في البلدين. كما أشاد الرئيس التونسي بالجهود الخيرة والدؤوبة التي يبذلها جلالة الملك ،رئيس لجنة القدس، من أجل الحفاظ على هوية المدينة المقدسة وطابعها الحضاري العربي الإسلامي. وأكد جلالة الملك استعداد المغرب التام لمساندة تونس في استكمال مسار الانتقال الديمقراطي، وذلك تأسيسا على المكانة الخاصة التي ما فتئ جلالته يوليها للعلاقات الأخوية والتاريخية مع تونس الشقيقة. كما أكد قائدا البلدين استعداد المغرب وتونس لتقديم كل أوجه المساعدة والدعم لليبيا من أجل التوصل إلى معالجة التحديات التي تفرضها المرحلة الانتقالية في ليبيا، حفاظا على الوحدة الترابية والسيادة الوطنية لهذا البلد المغاربي الشقيق وضمانا لأمنه واستقراره.