شكل المؤتمر التأسيسي الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم اليوسفية، لحظة تاريخية لمقاربة سؤال التنمية و موقع الإقليم في السياسات العمومية و المخططات التنموية الاستراتيجية .. وذلك اعتبارا للدور الريادي الذي لعبته منطقة الكنتور في إنتاج الثروة الفوسفاطية التي عززت موقع بلادنا في السوق الدولية و ساهمت في جلب العملة الصعبة لخزينة البلاد .. النقاش العميق الذي بلوره الاتحاديون و الاتحاديات لحظة المؤتمر يعكس بصدق انشغالات و هموم الساكنة .. لذلك اختار المؤتمرون بذكاء شعار المؤتمر «من أجل تنمية شاملة و مندمجة لإقليم ناشئ» ، و الذي يترجم تمثلا دقيقا لإشكالية التنمية التي لن تستقيم إلا في إطار تدبير تشاركي و مندمج تنخرط فيه الدولة و المؤسسات الاقتصادية و الفاعلون المحليون .. لقد استحضر الاتحاديون و الاتحاديات الآمال الكبيرة التي رافقت الزيارة الملكية للمنطقة و طالبوا بتسريع إنجاز المشاريع التنموية التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك سنة 2009 .. و بالمقابل نبه المؤتمرون إلى ظاهرة تمييع المشهد السياسي بإقليم اليوسفية التي تعيق التمثيلية الحقيقية لنخب المنطقة التي من المفروض أن تجد موقعها الطبيعي في المؤسسات المنتخبة بإقليم اليوسفية و تساهم بروح المواطنة و المسؤولية الواجبة في توفير فرص جديدة للتنمية مما يساعد على التخفيف من مؤشرات التنمية البشرية المقلقة بالمنطقة، و في مقدمتها مؤشرات الفقر و الولوج إلى الخدمات الأساسية و مظاهر الإقصاء الاجتماعي .. حضرت إذن قضايا كبرى و مقلقة في النقاش المسؤول الذي عرفه المؤتمر، و منها وجود عمالة بدون مصالح خارجية، و تدهور الوضع الصحي و غياب مؤسسات للتعليم العالي بالإقليم و ضعف التغطية الطرقية و هيمنة أراضي الجموع على البنية العقارية الفلاحية و معاناة الفلاحين المستديمة مع آفة الجفاف، إلى غيرها من القضايا و الانشغالات التي بلورها الاتحاديون و الاتحاديات في بيانهم الختامي .. «ينعقد المؤتمر التأسيسي لإقليم اليوسفية في سياق تحولات دولية ووطنية ومحلية : فعلى المستوى الدولي : يشكل ارتفاع الوتيرة الإكتساحية لظاهرة العولمة الزاحفة على مصادر الثروة والسلطة ميسما أساسيا في التحول السريع للعالم من مجتمع صناعي مبني على الثروة الطبيعية إلى مجتمع مبني على المعرفة، والذي يتأسس على المعلومة والإنسان وتكنولوجيا الاتصال والإعلام ، مما يفرض علينا في المغرب ضرورة تأهيل الإنسان والاقتصاد والمعرفة حتى يسهل الاندماج بفعالية في المحيط الدولي . وعلى المستوى الوطني : تعيش بلادنا ومنذ تنصيب الحكومة الجديدة، ظروفا صعبة تتسم بالزيادة في أسعار المواد الأساسية وتأزم الوضع الاجتماعي من خلال ضرب القدرة الشرائية للجماهير الشعبية والتراجع والإجهاز على المكتسبات التي حققها الشعب المغربي بنضالاته البطولية . إن هم الحكومة الحالية هو الدفع بالبلاد إلى نفق مسدود من خلال إغراقها في صراعات هامشية ورهنها في يد الأبناك الدولية التي لا تخلف إلا الفقر والبطالة والأمية مما يجعل حاضر ومستقبل البلاد غامضا . ومحليا : بعد مناقشة المؤتمر للقضايا الاجتماعية للإقليم والمتميزة بالفقر والهشاشة ، والقضايا الاقتصادية المتسمة بالتدهور وسوء توزيع الثروة وعدم تحمل المؤسسات الاقتصادية لمسؤوليتها في التنمية ، والقضايا السياسية التي يطبعها التمييع وانعدام روح المسؤولية والمواطنة . فإن المؤتمر : 1 يطالب بالتسريع في إنجاز وتنفيذ المشاريع التنموية التي أعطيت انطلاقتها خلال الزيارة الملكية للمنطقة سنة 2009 . 2 يطالب بإنجاز وإصلاح وتقوية الشبكة الطرقية الرابطة بين الإقليم والأقاليم المجاورة. 3 يطالب بالاهتمام بالوضع الصحي المتدهور بالإقليم، وذلك بالتدبير الجيد والعقلاني للمرافق الصحية بالإقليم وتزويد مستشفى لالة حسناء بالأطر الطبية المختصة والموارد البشرية الكافية وتوسيع المستشفى والرفع من طاقته الاستيعابية استجابة لحاجيات الساكنة 4 - يطالب المكتب الشريف للفوسفاط باعتباره شركة وطنية ، بتحمل مسؤولياته في تنمية الإقليم من خلال إنجاز مشاريع تنموية . 5 يطالب برد الاعتبار للمدرسة العمومية للرفع من جودة التعليم وضمان مسار عادٍ لتحصيل التلميذات والتلاميذ، وذلك بتعميم الداخليات في مؤسسات التعليم القروي وصيانة الفرعيات وتوفير وحسن انتشار الموارد البشرية 6 يطالب بتوفير المصالح الخارجية للإدارات العمومية بالإقليم رفقا بحال المواطنين الذين يتكبدون عناء السفر لقضاء أغراضهم الإدارية خارج الإقليم يطالب السلطات الوصية بإيجاد حل عاجل لمشكل أراضي الجموع التي تغطي أكثر من 70 % من مساحة الإقليم 7 وفي الوقت الذي يدعو إلى دمقرطة انتخاب أعضاء الجماعات السلالية ، فإن المؤتمر يطالب بتمكين النساء السلاليات بحقهن في الاستفادة من هذه الأراضي 8 يطالب بإحداث ملحقات للمدارس العليا والجامعات بالإقليم ضمانا لتمكين الطلبة والطالبات من متابعة دراساتهم العليا 9 يطالب بحلول عملية ودائمة لمحاربة آفة الجفاف التي يعاني منها الإقليم، وذلك للحد من ظاهرة الهجرة وخلق فرص شغل ومحاربة ظاهرة الفقر من خلال الاستغلال الجيد للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. 10 المطالبة بإحداث وكالة لتنمية الأقاليم الفوسفاطية أسوة بباقي جهات المملكة. وختاما يطالب الحكومة بالتنزيل السليم لمقتضيات الدستور الجديد بروح من الديمقراطية والحداثة . يهنئ كل المناضلات والمناضلين والمتعاطفات والمتعاطفين مع حزب القوات الشعبية على إنجاح فعاليات المؤتمر الإقليمي التأسيسي بحضور الكاتب الأول الأخ إدريس لشكر ووفد المكتب السياسي والكتابة الجهوية ، كما يعتبر أن الاتحاد الاشتراكي ، وبتنسيق مع الأحزاب الوطنية الحليفة، هم المؤهلون لإنقاذ وتأهيل الإقليم والدفع بعجلة تنميته في أفق إخراجه من دائرة التهميش».