استأنف النادي السينمائي سيدي عثمان، الذي يترأسه عبد الحق مبشور مؤخرا بالمركب الثقافي مولاي رشيد بالدار البيضاء، نشاطه السينمائى، في إطار دورته الشهرية السينمائية، التي اعتاد فيها استضافة سينمائيين / مخرجين مغاربة مع عرض آخر إنتاجاتهم الدرامية أمام الجمهور البيضاوي وبحضور مخرجيها لأجل التعرف أكثر على صانعي هذه الأفلام وحضور تكريم رمزي في حقهم وفي حق كل من ساهم ويساهم في رقي السينما المغربية.. وكانت الإطلالة السينمائية الأخيرة للنادي السينمائي في هذا الإطار مع المخرج المغربي عبد السلام الكلاعي مخرج الفيلم السينمائي المغربي «ملاك»، الذي على حاز على العديد من الجوائز في مهرجانات وطنية ودولية كثيرة، وكانت هذه الاستضافة بمثابة تكريم اعتراف و امتنان لإبداعات هذا المخرج الجادة و الجيدة من خلال بصماته الواضحة في العمل الدرامي المميز على مستوى الشاشة الكبيرة . مناسبة التكريم هاته سجلت حضورا كبيرا من طرف الجمهور المغربي وكذا من طرف المهنيين والمتتبعين للشأن السينمائي الوطني وبعض أهل الفن، فضلا عن وسائل الإعلام على اختلافها وتعددها، كما عرفت المناسبة عرض الشريط السينمائي المذكور «ملاك» الذي أدى أدواره مجموعة من الممثلين المغاربة المرموقين، من بينهم سعدية لديب، عمر لطفي، محمد الشوبي، الراحل محمد مجد، نجاة الوافي، مريم أجدو، نسرين الراضي وغيرهم، وأسند الدور الرئيسي فيه للشابة شيماء ابن عشاو، وكان هذا الشريط الدرامي «ملاك» أول عمل سينمائي احترافي لها. الفيلم من خلال تفصيله وأحداثه هو حكاية فرار هروب.. من شيء ما ، وفي الوقت نفسه مسألة تعلم ونضج واقعية جدا، حيث يعري عبر أحداثه المثيرة والمشوقة المتسلسلة .. النزعة الذكورية السائدة في المجتمع، حيث الفرد لا يهمه سوى نفسه، ولا يتحمل مسؤوليته، بل يحمل الأنثى ذنب وضعها.. وذلك من خلال رواية قصة «ملاك» ذات السبعة عشر ربيعا التي تتابع دراستها الثانوية لتجد نفسها حاملا ومضطرة إلى مغادرة بيت أسرتها، لتواجه وحيدة قسوة مجتمع تعتمل فيه آليات عدة للاستغلال والتهميش .. «ملاك» ستتيه وسيزداد ألمها الاجتماعي واستغلالها الجنسي، وفق رؤية ذكورية فوقية محتقرة للمرأة . هذا العرض السينمائى - التكريمي كان مناسبة، أيضا، ليفتح المخرج عبد السلام الكلاعي، بالمركب الثقافي مولاي رشيد صفحة من دفتره السينمائي الذي يهتم من خلاله ما يمور به المجتمع المغربي، بذكره أن السينما التي يؤمن بها هي تلك البعيدة كل البعد عن مجاملة الواقع ومظاهره الاجتماعية والأخلاقية، موضحا أن هذا النوع من السينما يعري الواقع كما هو، و يستفز الجمهور من خلال تناول المسكوت عنه في المجتمع والنبش في هوامشه دون خوف أو رقابة. و ختم المخرج السينمائي عبد السلام الكلاعي بأن هذه المبادرة التكريمية من طرف النادي السينمائي سيدي عثمان و رئيسه عبد الحق مبشور إلى جانب كل منظمي هذا التكريم، هي التفاتة طيبة و في محلها باعتبار أن المبادرة السينمائية الفنية ، والإنسانية هاته أيضا تجاه أهل العطاء والبذل لا يمكن إلا أن تدفع بالإبداع المغربي قدما.