الرباط.. اختتام أشغال مؤتمر دولي حول الزراعة البيولوجية والإيكولوجية    المغرب يترقب اللحظة المواتية لخروج الخزينة إلى السوق الدولية    بوانو يتهم الحكومة بالتورط في تخفيض رسوم استيرداد العسل لفائدة برلماني يستورد 80 في المائة منه (فيديو)    بمعسكر بنسليمان.. الوداد يواصل استعداداته لمواجهة الرجاء في الديربي    مدينة بنسليمان تحتضن الدورة 12 للمهرجان الوطني الوتار    ارتفاع كبير في الإصابات بالحصبة حول العالم في 2023    "كوباك" تدعم التلاميذ ب "حليب المدرسة"    رصاصة تقتل مُخترق حاجز أمني بكلميمة    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على الجزء الأول من مشروع قانون المالية 2025    وليد الركراكي: مواجهة المغرب والغابون ستكون هجومية ومفتوحة    رئيس الكونفدرالية المغربية: الحكومة تهمش المقاولات الصغيرة وتضاعف أعباءها الضريبية    مقتل 10 اشخاص في حريق بدار للمسنين في شمال شرقي لإسبانيا    نفق طنجة-طريفة .. هذه تفاصيل خطة ربط افريقيا واوروبا عبر مضيق جبل طارق    الأحمر يفتتح تداولات بورصة الدار البيضاء    ترامب يواصل تعييناته المثيرة للجدل مع ترشيح مشكك في اللقاحات وزيرا للصحة    الأردن تخصص استقبالا رائعا لطواف المسيرة الخضراء للدراجات النارية    فيضانات إسبانيا.. طبقا للتعليمات الملكية المغرب يعبئ جهازا لوجستيا مهما تضامنا مع الشعب الإسباني    ذكرى عودة محمد الخامس من المنفى: مناسبة لاستحضار أمجاد ملحمة بطولية في مسيرة الكفاح الوطني لنيل الاستقلال    تصريح صادم لمبابي: ريال مدريد أهم من المنتخب    التحاق 707 أساتذة متدربين بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بدرعة-تافيلالت    كيوسك الجمعة | المغرب يسجل 8800 إصابة بسرطان الرئة سنويا                زيارة المسؤول الإيراني للمغرب.. هل هي خطوة نحو فتح باب التفاوض لإعادة العلاقات بين البلدين؟    10 قتلى جراء حريق بدار مسنين في إسبانيا    وفاة الأميرة اليابانية يوريكو عن عمر 101 عاما    النيابة العامة وتطبيق القانون    أسعار النفط تتراجع وتتجه لخسارة أسبوعية    محكمة استئناف أمريكية تعلق الإجراءات ضد ترامب في قضية حجب وثائق سرية    حرب إسرائيل على حزب الله كبدت لبنان 5 مليارات دولار من الخسائر الاقتصادية    غسل الأموال وتمويل الإرهاب… وزارة الداخلية تضع الكازينوهات تحت المجهر    "الأمم المتحدة" و"هيومن رايتس ووتش": إسرائيل ارتكبت جرائم حرب ضد الإنسانية وجرائم تطهير عرقي        اكادير تحتضن كأس محمد السادس الدولية للجيت سكي    صحيفة إيطالية: المغرب فرض نفسه كفاعل رئيسي في إفريقيا بفضل "موثوقيته" و"تأثيره"    عامل إقليم الجديدة يزور جماعة أزمور للاطلاع على الملفات العالقة    بوريطة: المغرب شريك استراتيجي لأوروبا .. والموقف ثابت من قضية فلسطين    مثل الهواتف والتلفزيونات.. المقلاة الهوائية "جاسوس" بالمنزل    إقصائيات كأس أمم إفريقيا 2025 (الجولة 5).. الغابون تحسم التأهل قبل مواجهة المغرب    عنصر غذائي هام لتحسين مقاومة الأنسولين .. تعرف عليه!    ‬المنافسة ‬وضيق ‬التنفس ‬الديموقراطي    حوالي 5 مليون مغربي مصابون بالسكري أو في مرحلة ما قبل الإصابة    الروائي والمسرحي عبد الإله السماع في إصدار جديد    ملتقى الزجل والفنون التراثية يحتفي بالتراث المغربي بطنجة    الإعلان عن العروض المنتقاة للمشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان الوطني للمسرح    معدل الإصابة بمرض السكري تضاعف خلال السنوات الثلاثين الماضية (دراسة)    تمديد آجال إيداع ملفات الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية    حفل توزيع جوائز صنّاع الترفيه "JOY AWARDS" يستعد للإحتفاء بنجوم السينماوالموسيقى والرياضة من قلب الرياض    "هيومن رايتس ووتش": التهجير القسري الممنهج بغزة يرقي لتطهير عرقي    أكاديمية المملكة تفكر في تحسين "الترجمة الآلية" بالخبرات البشرية والتقنية    الناقد المغربي عبدالله الشيخ يفوز بجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    جرافات الهدم تطال مقابر أسرة محمد علي باشا في مصر القديمة    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الموسيقار الكبير حلمي بكر في حوار مع «الاتحاد الاشتراكي» . . الحسن الثاني كان «زعلان» من حليم على إثر ما حدث في انقلاب 71، وحليم رفض قيادة تظاهرة شعبية لصالحه

الموسيقار حلمي بكر، آخر عمالقة فن الزمن الجميل في الوطن العربي، عايش الكبار مثل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم والعمالقة رياض السنباطي ومحمد فوزي وغيرهم. هو الآن بمعية آخرين يعدون على رؤوس الأصابع مثل الموسيقار محمد سلطان، يناضلون من أجل إعادة الأغنية العربية إلى سكتها، ويتحسرون على هذا الإسفاف الذي تعيشه الأغنية العربية بشكل عام والأغنية المصرية بشكل خاص. في بيته بالمهندسين بشارع الإسراء المتفرع عن شارع لبنان بالقاهرة، استقبلني بمعية المصورة الشابة سكينة بلبودالي بترحاب كبير، وعكس ما كنا نتوقعه تماما، وعكس ما يقال عنه إنه حاد الطباع، لقد كشفنا، حبه الجارف للمغرب وأهله، وتقديره العالي لهذا البلد ولفنانيه أيضا.
الحديث مع الموسيقار الكبير حلمي بكر، لا يمكن أن يقتصر على الفن لوحده، فله قناعاته السياسية الواضحة والصارمة، فهو يصف الربيع العربي بالدمار العربي، ويجزم أن أمريكا والصهاينة وراء هذه الإعصارات لخلق وضع جديد بالشرق الأوسط، كما تطرق إلى رؤيته لإخراج الأغنية العربية من هذا الإسفاف.. ويعقد الأمل، كما هي فئات واسعة، على انتخاب المشير عبد الفتاح السيسي رئيسا للشقيقة مصر، ويرى أنه في حالة عدم انتخابه رئيسا سيكون هناك انتحار فكري ومعنوي..
الموسيقار حلمي بكر بلغ رصيده الفني حوالي 1500 لحن موسيقي مع كبار المطربات والمطربين في العالم العربي، مثل ليلى مراد، وردة الجزائرية، نجاة الصغيرة، محمد الحلو، علي الحجار، سميرة سعيد، مدحت صالح رجاء بلمليح...، كما قدم نحو 48 مسرحية غنائية أشهرها «سيدتي الجميلة» التي كانت بمثابة ثورة حقيقية في هذا المجال.
بمنزله استعرض الأستاذ حلمي صورا تذكارية لنجوم الفن الجميل، التي تؤرخ لمحطات هذا الرجل الكبير الذي لم يتردد في قبول دعوة جريدة «الاتحاد الاشتراكي» لمحاورته بعدما تحدث معه في هذا الشأن الصديق الشاعر الكبير عماد حسن، وبمجرد أن اتصلت به، ضرب لي موعدا في اليوم الموالي، فتكلف صديقنا المصري أحمد نزيه الذي يحفظ عن ظهر قلب شوارع وأزقة قاهرة المعز بهذه المهمة.
الموسيقار حلمي بكر لا يستطيع الحياة بدون حب ولا بدون امرأة، فهو يبحث عن السعادة في المرأة، كما صرح لنا، لذا تزوج تسع زوجات منهن الفنانة سهير رمزي، وشاهيناز شقيقة الفنانة شويكار، وهي أم ابنه الوحيد هشام، والطالبة الجامعية منى وراندا ابنة خالة المطربة آصالة، وآخر زيجاته الصحافية شيماء مصطفى التي أكد للجريدة انفصاله عنها.
} بداية الأستاذ حلمي بكر، كيف حال الثورة في مصر؟
الثورة التي حدثت في مصر، ظاهرها ثورة شبابية، لكن هي في الواقع لعبة إخوان مسلمين وأمريكا، وبعض الشباب كانوا متعاقدين مع أمريكا، على أساس أن يلعب كل واحد دوره بالمقابل المادي، وهنا أقصد ثورة 25 يناير، أما الثورة الحقيقية هي ثورة 30 يونيو بدون مناقشة، والمشير عبد الفتاح السيسي حينما أحس بخطر «الإخوان المسلمون» ألهمه الله، وقام بهذا الفعل الوطني، وكان من الممكن أن يتأذى من ذلك، وبالتالي كشف كل اللعب، لعبة أمريكا ولعبة «الإخوان المسلمون»، كما كشف عن الوجه الحقيقي للإخوان، وكان من الممكن أن يعدم. فالثورة الحقيقية أؤكد أنها تلك التي كانت في 30 يونيو، شاء من شاء، وأبي من أبي.
} هل هذا يعني أن هناك مخططا كان مدبرا، انطلاقته كانت من مصر؟
طبعا، هذا المخطط، كان مرتبطا بما يسمى بالشرق الأوسط الجديد. وجاء ما يسمى بالربيع العربي، الذي أحرق العديد من الدول، فمثلا ليبيا، العراق، اليمن، السودان. كل هذه الدول استهدفت، ومع ذلك مازالت أمريكا تمارس قذارتها.
} هل سقوط المشروع الأمريكي بمصر، يعني أن المشروع برمته قد سقط؟
طبعا، المشروع كله سقط، وهو مشروع تم وضعه منذ 50 سنة، حيث بدأ الشروع فيه من خلال دولتي العراق وإيران، وتم إدخالهما في حرب فيما بينهما، ثم جاءت الأوامر لصدام حسين لاحتلال الكويت، ثم جاءت الأوامر للخروج من الكويت، وإلقاء القبض عليه فيما بعد، وإعدامه. لذلك فمعظم الحكام العرب معينون من طرف أمريكا إلى غاية الآن، فقطر لا حول ولا قوة لها. وليس فيها حاكم، فالآمر فيها هو أمريكا، هذه الأخيرة التي وضعت هناك أكبر قاعدة عسكرية، وهي التي نقبت عن الغاز، وبعائدات هذه المادة يتم أداء كل المصاريف. فمعظم الدول العربية هي تابعة لأمريكا. كما أنها كانت مستعمرة وموارد هذه الدول تؤول إلى غيرها، كما أن الشعوب يتم التعامل معها كرعاع في خدمتهم، وأساس ذلك هو الجهل. ففي مصر هناك 40% ضمن هذه الخانة، وبقنينة زيت يتم تغيير التاريخ.
} ما يسمى بالربيع العربي خاصة في مصر، هل كان له تأثير سلبي على الحياة الفنية بشكل عام وعلى الأغنية بشكل خاص.
ما يسمى بالربيع العربي، هو في الواقع الخراب العربي. فإننا لا نجمل القبح، ما هو الربيع، هل هو بمفهومه الموسمي، أو بمفهوم الاستعمار، ولذلك حينما نردد الربيع العربي، فذلك يشكل عيبا، إنه الدمار العربي، واليوم نشكر المملكة العربية السعودية، والإمارات والبحرين، الأردن على مواقفهم، إذ وجدت أمريكا نفسها تضيع من يدها أشياء كثيرة، مما جعل الرئيس الأمريكي باراك أوباما يزور الملك عبد الله بن عبد العزيز. لكنه تلقى جوابا لم يكن منتظرا. والسعودية اليوم تطالب بأن يكون لها دور نووي. لأن إيران حليفة أمريكا، وأمريكا ومن أجل تربية إسرائيل تعمل على أن تستقوي إيران، لكن للأسف نحن نقرأ الكتب بشكل مقلوب. أمريكا لا تريد أن تلعب أسرائيل لوحدها في المنطقة، إنها تبحث عن التوازن، لأن إسرائيل خلاصة رأسمالية العالم، فرأسمال أمريكا من الصهاينة يصب كله في نيويورك كصناعة، وكاليفورنيا كزراعة، كل هذا مهيمن عليه الرأسمال الصهيوني. فنسبة كبيرة تعبث بالكونغرس وتملي شروطها، ورغم ذلك وعلى قدر ذكائها، فإن أمريكا نسيت أن هناك الصين وروسيا، فما يحدث في القرم دليل على ذلك.
فرغم تهديدات أمريكا، نجد أن روسيا لم تكترث بذلك، والمشكلة أصبحت من ينتصر ولو كانت حربا باردة.
} وما تأثير هذا الوضع على ما هو فني؟
الدور على الشعوب، إذا كانت تريد أن يستمر الوضع «كربيع عربيش فهي تتحمل المسوؤلية، فالشعب المصري هو الذي يمكن له أن ينهي المهزلة التي تعيشها، لكن للأسف، هناك بعض الشباب نصف المثقف واللامثقف يعبثون، بعدما ظهر أن المشير السيسي له حضور كبير في الشارع المصري، ومفهوم السياسة غير نابع من الشعب بل من قوى خارجية.
} أنتم رئيسا للجنة الاستماع بالإذاعة والتلفزيون، امتحنت أسماء كبيرة وكثيرة، حدثنا عن هذا الأمر؟
كل الموجودين في الساحة الفنية، منهم من اجتاز هذا الامتحان، هو يغني الآن، وحتى من رسب فهو يغني، ولأحدثك عن الشعب المغربي، الذي هو شعب طروب، وشعب يفهم في الغناء، وهو شعب حسي، كما هو الحال بالنسبة لتونس والجزائر أحيانا، وأقول أن المغرب على رأس هذه الشعوب، وأقول هذا ليس لأنك مغربي، بل هي الحقيقة، «شعب سميع وفنان»، وقد سافرت إلى المغرب كثيرا، لكن للأسف ليس هناك تنقيب ورعاية للمواهب والنجوم في المغرب والنجاح يأتي بالصدفة. فمثلا عبده الشريف، الذي كان في استطاعته أن يكون نجم الغناء، لكن غباءه حال دون ذلك، وقد قلت له ذلك، وكان مقيما عندي، وأكدت له أنه لن يتقدم إلى الأمام، لأنه ينظر إلى نفسه في المرآة لوحده، ومادام كذلك قلت له ستكون نظرتك غلطا، وقد أتيحت له فرص كثيرة من منتجين، وفي منزلي وأفلام وحفلات، لكن تطاوس، فانتهى، وهذه آفة الفنان العربي، لأنه يولد بلا صناعة، ولكن نجوم العالم جاءوا من الصناعة. لكن في العالم العربي كل النجاحات كانت بالصدفة.
} لماذا ترجع هذا المشكل؟
هذا يعود إلى غياب التنظيم لإدارة الآليات المرتبطة بهذا الموضوع، سواء تعلق الأمر بالفن أو السياسة أو الاقتصاد أو المجتمع ككل، فالعالم العربي يفتقد هذه الأمور. فالجانب الاقتصادي مثلا في العالم العربي، هو وليد الصدفة، مبني على الاقتراض وتسديده إلى غير ذلك، حتى السعودية كانت لها ديون على أمريكا ب 485 مليار احتياطي بترول، ولما قامت حرب الخليج أصبحت السعودية عليها دين ب 6 مليار.
} بصفتكم موسيقارا من جيل الرواد الكبار، وأحد المرجعيات الأساسية ليس في الوطن العربي، بل على المستوى العالمي، كيف تقرأ الإسفاف الذي يعرفه المجال الفني اليوم، سواء من ناحية الأصوات أو الكلمات أو التلحين؟
هناك مقولة عالمية تقول، إذا أردت أن تعرف شعبا فاستمع إلى أغانيه، فهي التي تميز الشعوب، وتجعلك سواء في المقدمة أو في الوسط أو المؤخرة.
فنظرا للظروف التي يعيشها عالمنا العربي سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، بالإضافة إلى الحروب، التي تكون لها تداعيات، كل ذلك ينتج «فن الكباريه»، أو «العشوائيات» التي تنبت بدون دعائم وأسس. وهذه الفئة تكون لنفسها كيانا فنيا. كيان جاهل وغير مثقف، تماما مثل ما يصطلح عليه «بالبيئي» ولدينا 25 مليون بيئي التي تقوم بالثورات والمظاهرات، وهم الذين يقبلون على الأفلام الرخيصة والأغاني الرخيصة. لأنه يفرض على المجتمع مفردات تعبر عنه ولا تعبر عن المجتمع كله، مفردات متردية وهابطة.. وفجأة تجد مثلا محمد عد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم الذين يمثلون القمة، وبعد وفاتهم، أصبح أحمد عدوية في القمة، بعده جاء عبد الرحيم شعبان، بعده أتى أورتيغا، وبالتالي أصبحت القمة تحت الأرض.. من المسؤول عن هذا التردي؟ بالطبع بالدرجة الأولى المسؤول هو الإعلام، فمصر مثلا حينما تدحل في معارك جانبية.. مظاهرات أو ثورات أو سمها ما شئت.. النتيجة أنه تنمو في الوسط الفني حشائش ضارة من نوعية هذا الفن الهابط الذي يتغنى بإيحاءات جنسية وأشياء لا ترقى إلى الفن، وتعبر عمن يغني، وإذا كان المغني خريج سجون، ماذا سيقول، هل سيغني نهج البردة.
} أكيد الموسيقار حلمي بكر بخبرته الواسعة له حلول عملية لوضع حد لهذا الإسفاف، وإعادة الأغنية العربية إلى السكة الصحيحة.
والله أنا في الخط الأمامي من المدافعين عن الأغنية حتى لا تنهار سواء في الصحافة المكتوبة والتلفزيون، لماذا نبحث عن الانهيار تحت مسمى الفن اليوم، حينما «يعمل فيلم شارع الهرم، الملايين» في حين أن عمل فني حقيقي لا يحقق إيرادات، بمعنى أن هناك كارثة، كما أن هناك الكارثة مسلطة من الخارج، عن طريق العولمة التي نستهلكها، ومن المفروض أن تكون أنت منتجها، وطالما دخلت في إطار الاستهلاك، فدائما «تهبط» فالالة تسيطر على تفكيرك والكمبيوتر هو الذي يرسم خارطة طريقك، إذ تضع برامج في الكمبيوتر، وتضغط على زر «تطلع ليك مزيكا». هذه الموسيقى تفرض عليك مقامين، وبالتالي أين المقامات الشرقية، وهنا تصبح الآلة هي التي تبدع وليس الإنسان.
} ألا ترى معي أن المسؤولية في ما وصل إليه الفن بشكل عام والأغنية بشكل خاص هي مسؤولية السياسات الرسمية للدول العربية؟
هي مسؤولية الشعوب، وأذكر هنا بالمقولة الشهيرة، إذا أردت أن تعرف شعبا فاستمع الى أغانيه، فحينما تتداول وتتفحص المفردات تعرف قيمة الشعب، وهنا العيب ليس في المطرب بل في الشعب الذي يوافق على هذا الأمر.
فالنجم لن يكون إلا بالجمهور، الذي هو من صنع عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وغيرهم من الأسماء، أما الباقي فصنعته الظروف، سواء كانت ظروفا سياسية أو اقتصادية أو مجتمعية أو ما يحيط في العالم.
} في ظل هذا الواقع المتردي، من هي الأصوات التي ترى أنها تشكل الأمل لإعادة الاعتبار للأغنية العربية؟
لم تكن في أي يوم من الأيام أصوات كثيرة وجميلة كما هي اليوم، ففي مصر هناك أصوات جميلة جدا، وكذلك في شمال أفريقيا، وفي الشام والخليج أيضا. لكن المطلوب أن تتعامل معها بأدوات تساعد على صناعة النجومية. ولا تعتمد على الظروف، وتصرف فنا هابطا من خلال أصوات جيدة، الفن الهابط له أصواته السيئة، وكذلك التلحين، والشعر، أي لمن تلحن ووتبدع الشعر، إذا كان ذلك للسوق، فهناك سيكون الضرر، بل يجب أن يكون هذا الإنتاج للشعب، وبالتالي لم نستطع أن نصنع من هذه الأصوات الجيدة نجوما.
} في الزمن الجميل ورغم انتشار الأمية في الأقطار العربية. فمثلا في المغرب، كان المغاربة رجالا ونساء وشبابا، يستمعون ويستمتعون بأصوات محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، عبد الحليم حافظ، فريد الأطرش، فايزة أحمد نجاة الصغيرة وغيرهم من الأصوات الجميلة، لكن رغم التعلم إلا أننا نجد الآية معكوسة اليوم، ما مرد ذلك؟
في الماضي كانت الأمية حسية، أي أن الشعب لم يتثقف، لكن ثقافته المجتمعية كانت أعلى من ثقافة الكتاب، ولذلك نجد الرجل الفطري، أثناء المناقشة معه، وإن كان مختلفا معك علميا، إلا أنه متواصل معك حسيا، هذه الفئة في هذا الزمن كانت رهيبة جدا، فالفلاح المصري، حينما تسأله ماذا يعجبك في أم كلثوم ، يرد عليك، يعجبني إحساسها . هل في العلم هناك شيء اسمه «حسها»، تعامل مع الأشياء بأحاسيسه وبقلبه، ثم ينقلها إلى عقله، ففي الزراعة كان الفلاح يعلم أكثر مما يقال له من طرف الخبراء، لأن كل شيء بالنسبة إليه تحول إلى كتاب بالفطرة وبالتجربة. لكن دخلنا مرحلة الإسفاف بعد ذلك وغيرنا المفاهيم، حتى القرآن يشير بالترتيب إلى السمع والبصر والفؤاد، وهذا الترتيب ليس اعتباطيا، فالسمع يأتي في المرتبة الأولى، فحتى الذي لا يرى يمكن أن يرى من خلال السمع، لأن الأذن ترسم الصورة.
وهناك خلل دون أن نشعر به، وغيرنا من خلاله المفاهيم المتداولة في الكون، لكن اليوم أصبحنا نعتمد على العين، وعلى شكل المطرب، ويقال مثلا «إيه على مطرب جامد» ما دخل جامد في صوته، وهذا «راسم أسد على كتفه»، ما دخل ذلك في الغناء، هناك جيل عشوائي غير الفطري، والعشوائي يريد تقديم تبريرات كما هو قائم من إسفاف.
} لنعد إلى الزمن الجميل، وأنت جزء منه، ما ذكرياتك مع عملاقة الفن؟
أشكر ربي أنني ولدت في زمن كان فيه كل شيء عملاقا، سواء كحكام أو فنانين أو غيرهم. وأنا كنت صديقا للموسيقار محمد عبد الوهاب، والوحيد الذي كان يقول لي أنا آت عندك، وكان دائما يجلس في هذا المكان بمنزلي، تخيل أن كل هؤلاء العملاقة يزورونني في بيتي ونتناقش في الموسيقى، في السلبيات والايجابيات، كذلك كان يزورني رياض السنباطي، أصدق صديق لي. وكذلك محمد الشريف ومحمد فوزي، أحمد الله أنني تواجدت في زمنهم. ولأني مازلت أحمل رسالتهم، وأعرف أننا في أشد الخطأ، لكن لا أنغرس فيه. وأتحدى العالم كله، لأني أفضح ما يحدث من إسفاف.
} كنت صديقا حميما لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، خاصة في السنوات الأخيرة من حياته، ماهو النقاش الذي كان يدور بينكما؟
كان الحديث الذي يدور بيننا منصبا حول حال الغناء وترديه، وأشهر جملة قالها محمد عبد الوهاب رحمه الله. أنه كان فيه مستمعا عظيما مات وقبل وفاته أحس أن الجمهور اتجه اتجاها آخر لا يليق أن أطلق عليه جمهور الفن، لدرجة أنني أقول له: يا أستاذ محمد عبد الوهاب، إنك تملك القدرة الآن على التلحين والغناء، لكن كان يرد علي، لمن ألحن وأغني. كان رده واضحا، فزمان كان الجمهور هو الذي يقيم عمل الفنان، أما الموجود الآن فليس جمهورا، ولذلك فالموسيقار محمد عبد الوهاب في أيامه الأخيرة، كانت له أعمال فنية، لكن لا ينفذها، وقد ترك أغنية بعد وفاته. وطلبت مني شركة معينة أن أعمل على تنفيذها ، و تم تصويرها، وأذيعت في التلفزيونات العربية، أما التلفزيون المصري فقد تحول إلى تلفزيون وظيفي وليس فنيا.
فنحن لدينا 44 ألف موظف داخل مبنى التلفزيون المصري، أين هو الفنان، ومدين ب 16 مليارا، لم ينل منه الفنانون أي شيء، بل آلت إلى الموظفين الذين تم تعيينهم تحت غطاء الفن.
} إلى جانب المئات من الألحان الجميلة، نجد الموسيقار حلمي بكر له أعمال مسرحية، مثل «سيدتي الجميلة» وغيرها؟
هناك 48 مسرحية، كان هذا شيء غريب وجديد على المجتمع المصري، وشكلت ثورة، وعلى ذكر الثورات نجد أن عبد الحليم حافظ حينما غنى للثورة، هذه الأخيرة دعمته، بدليل أن الثورة الآن مازلنا نستمع إلى أغاني عبد الحليم. لكن الأغاني اليوم لا ترقى إلى ذلك، لأنها منقولة ومصنوعة بالكمبيوتر. والألحان اليوم مثل الصينيين تشبه بعضها البعض، وليس هناك الجملة الإبداعية التي تميز الفنان.
} لك حضور قوي في المغرب، ما علاقتك بالمغرب وبأهله
الله يخليك، أنا منذ أيام اتصلت بسميرة سعيد، وقدمت لها العزاء في وفاة والدتها، وصديقة عزيزة جدا، وهناك مطربون ما شاء الله قابلتهم في المغرب. أجمل حاجة أن الشعب المغربي فنان، ما أن أدخل إلى مكان حتى أراه يغني جماعيا. المغرب مليء بالفن والفنانين، لكن مشكلة العالم العربي أنه منشغل بالظروف السياسية والاقتصادية.
والمغرب يضم تنوعا كبيرا في الفنون البربرية والطقطوقة الجبلية، والاندلسي والغرناطي وغير ذلك من الفنون، وكذلك الأمر بالنسبة لتونس.. المطلوب من المغرب أن يتبنى أبناءه، لتكون له ريادة فنية، وليس ريادة تبعية، حتى تكون له أغنيته الخاصة به وسط العالم العربي. الآن نحن افتقدنا الريادة المصرية، والكل يريد أن تكون له الريادة في المجال الفني.
} تعاملت مع مجموعة من الفنانين المغاربة، من بينهم المرحومة رجاء بلمليح؟
طبعا تعاملت معها في الأوبريت «كلنا بنكمل بعض» وهي فنانة عظيمة رحمها الله، لكن كلنا راحلون، وهناك فنانون رائعون مثل الفنان عبد الوهاب الدكالي، الذي هو صديقي، وعبد الهادي بلخياط الذي عملت له أول عمل «مش ضامن قلبك»، وتم إنجاز فيلم حول هذه الأغنية، وكان مقيما في بيتي بالزمالك، وعبد السلام عامر وغيرهم
} هناك أسماء سطع نجمها في عالم الأغنية وأعني بذلك الفنانين المغاربة، لكن الملاحظ أنهم لم يسوقوا الأغنية المغربية، لماذا في نظرك؟
الحقيقة أن اللهجة المغربية صعبة، وهناك بعض المطربين استطاعوا أن يستعملوا اللهجة الخفيفة، خاصة أن اللهجة المغربية غير موحدة.
وهنا تكمن الصعوبة، كما هو الحال في مصر، ففي الصعيد مثلا، اللهجة صعبة ونجد الأغاني ناجحة في هذا الوسط فقط. لذلك المغرب مليء بالفن والفنانين، ويتطلب الأمر تسليط الضوء والاهتمام أيضا بهم، بدليل حينما غنى الشاب خالد ديدي لا أحد فهم هذه الكلمة، لكن أعجب باللحن، وهذه بداية جميلة جدا. لكن بعد ذلك تاه الشاب خالد.
} كيف ترى مستقبل مصر؟
مستقبل مصر في يد شعبها، على الشعب أن يمد يده للحاكم لكي يحاصر كل من يسيء لمصر، وتشجيع مصر لكي تكون في المقدمة سواء من حيث الفن أو الإبداع بشكل عام أوالاقتصاد. لكن التفرقة لن تحقق هذا المسعى.
} في أحد تصريحاتك نقل عنك، إن لم ينجح المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية ستقدم على الانتحار، ما صحة هذا الكلام؟
هذا غلط في غلط، وليس صحيحا، أما معنى كلمة الانتحار، فإني أعني بها الانتحار المعنوي، وليس المادي. والثورة التي قامت ليس لها قائد ورمز. أما في ثورة 30 يناير، كان الرمز، حيث تحمل السيسي مسؤوليته الوطنية، وكان من الممكن أن يعدم، لكن ربنا ألهمه. والانتحار أعني به فقدان الهوية والأرض التي أخاف عليها.
} ما علاقتك بالسياسيين؟
السياسة تصبح أحيانا رمادية لتصل إلى اللون الحقيقي، ولكن يجب ألا تغرق في اللون الرمادي.
} زرت المغرب كثيرا ما علاقته بالملك الراحل الحسن الثاني؟
قدمت أحلى الأغاني للملك الحسن الثاني في عيد الشباب، منها «حلوت الليالي والله حلوت» التي غناها عبد الحليم حافظ، كما قدمت أغاني للأمير مولى الرشيد وولي العهد آنذاك الملك الحالي محمد السادس، وأشياء كثيرة قدمتها للمغرب.
} ماهي ذكرياتك التي لن تنساها؟
هناك ذكرى لن تمحي من ذاكرتي، حينما سافرت وعبد الحليم حافظ، حينما كانت هناك محاولة انقلابية ضد الملك الراحل الحسن الثاني، التي نجا منها، كان من المفروض أن أسافر مع عبد الحليم في السنة المقبلة، لكن الملك الحسن الثاني كان «زعلان» من عبد الحليم، بعدما أقدم الانقلابيون على الإمساك بعبد الحليم وطلبوا منه تلاوة البيان الشهير على أمواج الإذاعة، لكنه رفض، وقد طلب منه الحسن الثاني قيادة مظاهرة شعبية لكنه رفض.
} ماهي الأصوات التي تستمع إليها وتستمتع بها؟
كل صوت جميل استمع إليه ولو كان صوتا جديدا، مثلا صابر الرباعي، استمعت إليه وأنا جالس على شاطئ البحر، فاتصلت بالإذاعة المصرية أسأل عن هذا الصوت، فقيل إنه مطرب جديد اسمه صابر الرباعي، فامتحنته هو وأصالة ونجحا معا، فعملت لأصالة أغنية «يا صبري يا أنا»، وصابر الرباعي غنى أغنية «راحت وجيت» ولم يكتب لها النجاح، دارت الأيام وجاءني علي المولى الذي كان يدير أعمال كاظم الساهر، الذي أكد ذلك فطلبت منه أن يمسك إدارة صابر الرباعي، فطلبت أنه سينجح على المدى البعيد، وفعلا تعاقد معه، وأول أغنية غناها «اللي جرى» في لبنان وهي أغنية قدمتها لعلية، ونجح نجاحا كبيرا، وتأكد نجاحه حينما غنى مع أصالة هذه الأخيرة التي غنت في مساحة غير مساحتها، فتفوق كثيرا، ومن ثمة سطع نجم صابر الرباعي الذي دائما يقول إن الفضل عليه يعود إلى حلمي بكر، وكذلك أصالة.
} من من نجوم الغناء الذين كان فضلك عليهم، هل فعلا يعترفون بذلك؟
هناك فنانون كثيرون من قبيل مدحت صالح، غادة رجب، عماد عبد الحليم، وآخرهم كارمن سليمان.
} هناك برامج تلفزيونية تجري مسابقات للأصوات..، لماذا في نظرك لا يكتب للمتفوقين الاستمرار والنجاح؟
الأمر له علاقة بصناعة النجوم، فالهدف الأساسي من هذه البرامج هو العائد المادي، وليس الصوت الناجح، وأول برنامج كنت من ورائه قبل هذه البرامج الحالية، وقد اختلف المنتجون وتوقف البرنامج، بعد ذلك وجدنا الفضائيات العربية تشتري البرامج الأوربية والأمريكية بدل أن تصنع نجوما، اقتصرت هذه الفضائيات على كيفية تحصيل العائد المادي. أي مطرب ينجح «طز» ولن يعمل أي شيء ولن يضيف أية إضافة، لأن هذه البرامج مبتورة، ومن المفروض أن تكون هناك برامج متسلسلة ومتواصلة، بمعنى أن أي مطرب ينجح تسلم له شهادة التخرج، وحينما ينجح في البرنامج الثاني نضعه في خانة النجومية، كما شاهدت ذلك في انجلترا سنة 1973، لكن لا يعرفون ما معنى صناعة النجم، وهناك أمثلة كثيرة في الغرب تمت صناعتها، كما هو الأمر بالنسبة لفنان كان يغني في «كاباري» تحت الأرض «فرانك سيتنرا» الذي تحولت قصة صناعته إلى فيلم.
} ماذا افتقدت من الزمن الجميل؟
افتقدت كل هؤلاء العمالقة، لأنهم رحلوا كلهم. تخيل أنك كنت وسط دائرة النجوم وحينما تلتفت تجد المكان فارغا، وليس لك إلا خياران، إما أن تنتمي إلى القادم أو تحمل ذكريات جميلة وتدافع عنها.
} ماهو الجانب الإنساني في الأستاذ حلمي بكر؟
أنا أعيش بالجانب الإنساني، والإنسانية لا تنفصل عن ما هو فني. ويقال إذا ارتقى الحيوان يتحول إلى إنسان، وإذا ارتقى الإنسان يتحول إلى فنان، فأعلى مراحل الإنسانية هو الفنان.
} في الجانب الرياضي ترى من يناصر الموسيقار حلمي بكر، نادي الزمالك، أم نادي الأهلي؟
أنا زملكاوي - يقول ضاحكا - لقد اشترطت عليهم ذلك قبل أن أولد، لسبب بسيط ودون أن أدري أو يدفعني أحد إلى ذلك، اكتشفت نفسي أنني زملكاوي من فصيلة الدم.
} ماذا عن الإشاعات التي نشرتها الصحافة؟
قبل أن تكمل سأريحك، هل تقصد الزواج والطلاق؟
} نعم كان القصد كذلك
أنا أبحث عن السعادة في الزواج، فحينما يبحث المرء عن كنز، فإنه ينتقل من مكان إلى مكان إلى أن يجد الكنز إلى آخر يوم في عمره، كذلك هو الباحث عن السعادة، فالسعادة يمكن أن يجدها المرء في امرأة، وغيري يمكن أن يجدها في شيء آخر، ولكي أكون سعيدا أبحث عن ذلك في الزواج، وحينما أقرأ أن هذا الزواج لن يكتب له الاستمرارية بعد عامين مثلا أنهيه للتو، ولا أضيع الوقت، وما أن نتزوج حتى نفقد السعادة وهذه هي الحياة؟
} وما سر الإشاعة التي تقول إنك تزوجت من هيفاء وهبي؟
هي طبعا إشاعة، وكانت كذبة أبريل إلى درجة أنه قيل إنها خلفت مني طفلا اسمه طارق، إلى درجة في إحدى الحفلات كانت تغني وتقول «حلمي حش ابنك عني» فضربت«الطفاية من فوق الطرابيزة» فخافت.
} ألم تتصل بك مباشرة بعد هذه الإشاعة؟
في حفلة بنت هاني شاكر، طلبت مني أن تتصور معي، فقلت لها تفضلي، فصورت الصحافة ذلك وضحكت.
} كل عام وأنتم بخير، بماذا تذكرك هذه الأغنية؟
مجال التمنيات لا يصل بك إلى الأمر الواقع، لكن تكتشف أن هذه الشعوب غيرت مسار حياتها. التمنيات بالفم لا تصل بك إلى الهدف المنشود.
} ما حكايتك مع ليلى مراد، خاصة بعد أن اعتزلت الفن، فاستطعت أن تعيدها إليه؟
كنت صديقا لكمال الطويل وبليغ حميد ومحمد الموجي ورياض السنباطي، فكمال الطويل راهنني إن أقنعت ليلى مراد من أجل العودة إلى الغناء، مقابل 50 جنيها، وعملنا لعبة كبيرة جدا، واستطعت أن أصل إلى ليلى مراد، ودخلت معي إلى الاستوديو. وقد اعتزلت بسبب أغنيتين، الأولى لكمال الطويل غنتها «ليه خلتني أحبك»، أدتها نجاة الصغيرة، وأخرى غناها عبد الحليم حافظ كانت مخصصة لها. وقد أقنعتها بالعودة إلى عالم الفن وأدت 6 أغاني من ألحاني وأصبحت صديقتي الصدوقة رغم فارق السن.
} يقال إنك حاد الطباع، هل هذا يعود إلى خلفيتك العسكرية، حيث كنت في الجيش المصري.
الحدة تكون حينما يكون المرء الذي أمامك، إما «يستهبل أم مش فاهم» فتثور، فتتوالى الثورات إلى درجة يصبح ما تقوله يوصف بالحدة، لكني أضع يدي على الوجع وعلى الألم، فإذا عرفت أين الألم، عرفت العلاج والعكس صحيح، وهذا ما يسمونه حدة.
} ماهي الأشياء التي تريد الانتفاضة عليها في أي مجال؟
لم أعد أثور ضد الغلط، بل أصبحت أثور على المتسبب فيه، وأعني بذلك الجمهور.
} كلمة أخيرة للمغاربة وجمهورك هناك.
الشعب المغربي شعب طيب وعطوف رغم الظروف الاقتصادية فهو يحول الألم إلى أمل، فأرجو أن يتحقق الأمل، ويصل إلى كل ما ينشده ويحلم به.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.