حقق تطوير الطاقة الريحية في المغرب، التي تحظى بالأولوية في إطار الاستراتيجية الطاقية الوطنية، سرعة قياسية بالأقاليم الجنوبية. وفي هذا الصدد، أفاد المدير العام للشركة القابضة «ناريفا هولدينغ» أحمد نقوش، أن مدينة طرفاية، الواقعة شمال العيون، تحتضن أول محطة لإنتاج الطاقة الريحية في إفريقيا التي تطلب إنجازها استثمارا بقيمة 5 ملايير درهم، مضيفا أن المحطة ستكون قادرة على توليد طاقة بقوة 301،3 ميغاوات، وذلك بفضل توفرها على 131 مولد للطاقة الريحية. وأشار نقوش خلال مؤتمر صحفي إلى أن هذه المحطة، التي تم إنشاؤها على مساحة تقدر ب 8900 هكتار تشهد هبوب رياح قوية، قد تم اعتمادها من قبل الأممالمتحدة كآلية للتنمية النظيفة، وأن الطاقة التي ستنتجها ستخصص حصريا للمكتب الوطني للماء الصالح للشرب والكهرباء، وذلك بموجب عقد شراء يمتد على مدى 20 سنة. وأضاف نقوش أن احتضان طرفاية لهذه المحطة يكتسي قيمة إضافية خاصة وأنها ستساهم بنسبة 15 في المائة في تحقيق الهدف الوطني المتمثل في إنتاج 2000 ميغاوات من الطاقة الريحية في أفق 2020.وأوضح ذات المسؤول خلال زيارة ميدانية للصحافة بالمحطات الريحية بالأقاليم الجنوبية للمملكة، أن إنتاجية هذا المشروع من الطاقة تقدر ب 1084 جيغا واط في السنة، أي ما يعادل استهلاك مدينة بحجم مراكش. وأشار إلى أنه يتوقع الانتهاء من جميع مراحل الاشتغال في المحطة نهاية العام الجاري، مبرزا أنه سيكون لهذا المشروع وقع إيجابي خاصة من حيث الحد من انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون بنحو 900 ألف طن في السنة واقتصاد في العملة الصعبة بقيمة 200 مليون دولار في السنة من النفط المستورد. ويتيح المشروع، المنجز في إطار شراكة مع الشركة الطاقية «سويز»، خلق 700 فرصة عمل مباشرة خلال مرحلة البناء، وأكثر من 50 فرصة عمل مباشرة خلال مرحلة الاستغلال، وذلك بحسب نفس المصدر. وأشار إلى أن هذا المشروع يتيح امتيازا آخر يتمثل على الخصوص في تكليف المقاولات المغربية بإنجاز الدراسات والأشغال الكهربائية وأشغال الهندسة المدنية، وهو ما يمثل انخراطا صناعيا بنسبة تفوق 35 في المائة. وعلى بعد 100 كلم شمال طرفاية توجد محطة أخفنير للطاقة الريحية التي شيدت على مساحة تقدر ب 2000 هكتار وبطاقة 101،87 ميغاوات. وصرح أحمد بنعصمان، الرئيس السابق للمشروع أن العمل انطلق بهذه المحطة منذ 2013، وتتوفر على 61 مولدا للطاقة الريحية ينتج كل واحد منها كهرباء ذات الضغط المنخفض (690 فولت). واستعرض ذات المصدر أهم المراحل التقنية واللوجيستكية لإنشاء هذه المحطة، خاصة في تجلياتها المرتبطة بتحديد موقع المحطة وتهيئتها وصولا إلى تركيب المنشئات ومولدات إنتاج الطاقة. كما أن محطة «فم الواد»، الواقعة على بعد 22 كلم جنوب مدينة العيون، بقوة 50،6 ميغاوات، انطلق العمل بها منذ سنة 2013، وتضم 22 مولدا للطاقة بارتفاع يقدر ب 80 م. يشار إلى أن الشركة القابضة «ناريفا هولدينغ»، التي تأسست في سنة 2005، هي تابعة للشركة الوطنية للاستثمار، متخصصة في قطاع إنتاج الكهرباء بواسطة الطاقات المتجددة، وكذا في تطوير المشاريع المرتبطة بالماء، سواء من خلال تحلية ماء البحر أو نقل المياه أو الري. وقد وضع المغرب استراتيجية وطنية لتأمين تزود البلاد بالطاقة الكهربائية وتعزيز الطاقات المتجددة. وفي إطار هذه الاستراتيجية، حدد المغرب الوصول إلى تأمين 42 في المائة من حاجياته الطاقية عن طريق الطاقات المتجددة في أفق 2020 (المائية : 2000 ميغاوات والشمسية : 2000 ميغاوات والريحية : 2000 ميغاوات). وتجدر الإشارة إلى أن مدن الجنوب، التي تعد مصدر جذب للعديد من الشخصيات المغرمة بأجواء الرحلات والعيش في وسط صحراوي، أضحت أيضا تتسم بطابع حداثي آخذ في التنامي يأخذ بعين الاعتبار التنمية المستدامة.