على إيقاع مقطوعات موسيقية على آلة القانون، وبأمسية من الشعر الفصيح تخللها صوت زجلي أنثوي واحد، اختتمت يوم السبت بشفشاون الدورة ال 29 للمهرجان الوطني للشعر المغربي الحديث التي نظمتها على مدى يومين (18 و19 أبريل الجاري) جمعية أصدقاء المعتمد بدعم من وزارة الثقافة. فقد نسقت الشاعرة إيمان الخطابي، جلسة شعرية شارك فيها مخلص الصغير بنص عنونه ب «ما تيسر من فن المرأة» وأهداه للروائي الكولومبي الراحل «غابرييل غارسيا ماركيز وجميلاته الحزينات». وشاركت الإعلامية والأديبة فتيحة أعرور، صاحبة ديوان «سأتجمل لك هذا الصباح» الصادر عن دار أركانة في 2004 والمجموعة القصصية «تانيت» الصادرة عن دار مريم في 2009 بقصيدة «على خصر سنديانة» وقصيدة أخرى «إلى روح إرنستو غيفارا». وقدم الشاعر عبد الحق بنرحمون، عضو اتحاد كتاب المغرب ومراسل «الزمان» اللندنية الذي صدر له ديوان «مكائد الأنفاس» عام 2001 قصيدة «قيثارة باكو»، فيما قدمت الشاعرة نسيمة الراوي، التي صدر لها ديوانا «شغب الكلمات» في 2007 و»قبل أن تستيقظ طنجة» في 2012، والتي كرمها ملتقى الشارقة للشعر ومهرجان الشعر العربي في شفشاون، قصيدتين بعنوان «اسطنبول» و»معزوفة صغيرة». وتناوب على منصة المهرجان أيضا كل من جمال أزراغيد، صاحب ديواني «أسماء بحجم الرؤى» و«غنج المجاز»، ليتلو نصي «يد تثرثر على خاصرة الريح» و»قصائد طارئة»، وعلية الإدريسي البوزيدي، صاحبة ديواني «حانة لو يأتيها النبيذ» و«هواه طويل الأجنحة»، التي أنشدت قصيدة بعنوان «الخريف سعيد جدا وسالفادور دالي أيضا». وقدم محمد بن يعقوب، عضو اتحاد كتاب المغرب الذي صدرت له دواوين «لم ينطفىء الثلج - 2000» و«قليلا ويستيقظ القمر- 2004» و«ملح في عيون وعيون- 2008» و«عندما يكذب السكون- 2011» و«يوميات من كتاب أبيض- 2014» نصين معنونين ب«أحرف تنضح نفطا» و«رهن مائي على شيك أبيض». كما نسق الشاعر الزبير الخياط جلسة شعرية أخرى تضمنت قراءات لمحسن أخريف، الفائز بجائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب في صنف الرواية عن روايته «شراك الهوى»، وللزجالة أسماء بنكيران التي تلت قصيدتي «الأرض عنواني» و«نورا» من ديوانها الزجلي «حر الكلام». وقدم الشاعر محمد العناز، الحائز جائزة اتحاد كتاب المغرب للشعراء الشباب وجائزة الاستحقاق الثقافي في 2009 وجائزة طنجة الشاعرة الدولية عن ديوانته «خطوط الفراشات» وجائزة ملتقى الشارقة للشعراء الشباب في 2012 ، قصائد «وجه العزلة» و«جليد منتصف العمر» و«رسالة إلى القديسة». وتلا المعتمد الخراز، الحاصل على جائزتي ناجي نعمان في لبنان ومحمد الشيخي للشعراء الشباب، قصائد «رقصة الطائر البحري» و«وردة» و«باقة ورد» و«عصا الرائي» و«هذا المهر»، وعبد الجواد الخنيفي قصائد «ما يليق بالصمت» و«حلم» و«غابات»، قبل أن يفتتح الباب أمام صوتين شابين هما سعيد بنسعيد ورشيد الصويلحي لتقديم مساهمتين لهما بعنوان «إعلان» و«عنف الولادة». وكان الشاعر عبد الكريم الطبال تلى، خلال الجلسة الشعرية الأولى، نصين قصيرين هما «الحديقة» و«فوضى»، وتلت ثريا ماجدولين مقاطع من ثلاث قصائد موسومة ب «أفتح نافذة في الحجر» و«وردة الليل» و«أكتب لأراك»، كما قدم محمد أنوار محمد مقتطفات من ديوانه «أحتمل الوجود» ونصا شعريا نثريا بعنوان «محاضرات» وآخر بعنوان «سخرية» ونصا شعريا جديدا بعنوان «شاعر فوق أرجوحة يقشر المندرين»، وتلت أمينة المريني «سيرة ذاتية». وخلال الجلسة الشعرية الثانية، قدم أحمد بنميمون قصيدة بعنوان «اعترافات خائف من ركب الصور»، والزبير الخياط قصيدتي «موطني» و«قصائد للناس»، قبل أن تنشد إيمان الخطابي مقتطفات من ديوانها الجديد «حمالة الجسد»، ومحمد أحمد بنيس «منام على شاكلة الآخرين» و«القتلى بغادرون الشاشة واحدا تلو الآخر» و«بلا اكتراث» و«أرشيف الحنين»، وتختتم وداد بنموسى الأمسية بتقديمها «من يصلح لي قدري» و«أحد عشر مسمارا» و«حبة نور أيها الإله» . وواكب الفنان عبد العزيز أبركان، رئيس جمعية ابن العريف للموسيقى والسماع، هذه القراءات الشعرية بمعزوفات موسيقية على آلة القانون، كما أدى مواويل من الشعر الصوفي. وفي كلمة بمناسبة افتتاح الدورة 29 للمهرجان أمس، أكد الكاتب العام لجمعية أصدقاء المعتمد عبد الحق بنرحمون، إصرار الجمعية على ترسيخ ثقافة الإبداع وتحمل ثقل الأمانة والمسؤولية من أجل انتظام انعقاده. وأشار بنرحمون إلى أن المهرجان، الذي يحتفل هذه السنة بيوبيله الذهبي «50 سنة من الإبداع الشعري»، أضحى قيمة مضافة للمشهد الثقافي في المغرب وحدثا بارزا في الأجندة الثقافية بالبلاد، مشيدا بجيل الرواد المؤسسين للمهرجان كالشعراء عبد الكريم الطبال ومحمد الميموني وأحمد بنميمون.