ساعتان ونصف من الحوار والمساءلة والمكاشفة الصريحة شارك فيها كل من ادريس لشكر ، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وطلبة ماستر السياسات العمومية وتدبير الادارة الترابية بكلية الحقوق المحمدية، وذلك خلال اللقاء التواصلي الذي خصص لموضوع «الاصلاحات السياسية وتحسين الحكامة بالمغرب» بتعاون مع المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، أول أمس، حيث تناول الحوار الذي أدار فقراته طارق اتلاتي ، رئيس وحدة ماستر السياسات العمومية وتدبير الادارة الترابية، مجموعة من القضايا تخص الاحزاب السياسية، عزوف الشباب عن العمل السياسي، قضايا الجامعة اليوم، الحركة الطلابية بالمغرب، تفعيل مقتضيات الدستور، الحكامة الحزبية .. وكما نوقش السياسي، حضر السؤال الثقافي والبحث الجامعي.. وكما كان الحوار والتواصل مابين ادريس لشكر ، الكاتب الاول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وطلبة كلية الحقوق بالمحمدية بعيدا عن المزايدات والشعارات السياسية ، كانت اللغة شفافة، واضحة المعالم والمواقف، جعلت من الحوار الذي استمر لمدة ساعتين ونصف، يلامس سؤال العمل السياسي بالمغرب والحياة الحزبية للاتحاد ، وأداء الحكومة الحالية ، وما يواجه المعارضة من اكراهات اليوم.. كما نوه ادريس لشكر، بالدينامية الايجابية التي أطلقها عميد كلية الحقوق للمحمدية وبالمجهودات التي يقوم بها الطلبة والطالبات من خلال عقد مثل هذه اللقاءات التواصلية التي تتناول القضايا الأساسية للبلاد وتفتح الحوار حولها داخل فضاء الجامعة المغربية ، حيث أصبح فضاء الجامعة يحتضن ندوات علمية وفكرية وسياسية يتداول فيها فاعلون اجتماعيون وسياسيون وطلبة وأكاديميون أهم القضايا التي تشغل بال النخب المغربية والشعب المغربي ، بل الأكثر من هذا نجد جمعيات ومنتديات تأسست داخل فضاء الجامعات المغربية وهي المسؤولة تنظيم عن هذه الأنشطة. لهذا اعتبر الكاتب الاول ، أن مثل هذه اللقاءات ، يعد مؤشرا ايجابيا للصورة التي يجب أن تكون عليها الجامعة المغربية. وهذا ماعبرت عنه مضامين كلمة كل من جمال حطابي، عميد كلية الحقوق بالمحمدية ، و طارق اتلاتي، رئيس وحدة ماستر السياسات العمومية وتدبير الادارة الترابية ومدير المركز المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية اللذين أكدا على أن التطور العلمي داخل الجامعة المغربية لايمكن أن ينجز بدون مساهمة الفاعلين السياسيين فيه ، خصوصا إذا كان ضيوف الجامعة في مكانة الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي له تجربة سياسية وقانونية كبيرتين، مؤكدين في هذا السياق ، على أن الكلية تسعى جاهدة للانفتاح على محيطها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي من أجل خلق فرص للاحتكاك مع هذه الفعاليات وتبادل الأراء ووجهات النظر في عدد من القضايا المجتمعية والسياسية والاقتصادية. وأن يأتي ادريس لشكر، بصفته قياديا في حزب سياسي للجامعة، وأن تطأ قدماه فضاء الجامعة ويدخل في حوار سياسي عميق مع الطلبة داخل المدرج الجامعي وبحضور عميد الكلية والاساتذة والطلبة والطالبات، في جو من الهدوء والنقاش الحضاري، فهذا دليل على الحاجة للحوار والتواصل لدى هؤلاء الطلبة للالتقاء بالقيادات السياسية المغربية التي تمارس داخل المشهد السياسي والتي كان ولا يزال لها تاريخ نضالي وبصمات في الساحة الوطنية من أجل مد الجسور فيما بينها ولربط الحاضر بالماضي، وإيجاد الاجوبة لأسئلة تشغل بالهم وفكرهم. ومن منطلق حرصه أن يكون الحوار صريحا مع الطلبة والطالبات الباحثين في مجال السياسات العمومية وتدبير الادارة الترابية ، شدد ادريس لشكر على أهمية الجامعة في مقاربة مثل هذه المواضيع ، لأننا في حاجة ماسة للحديث عن الحكامة الجيدة ، الحكامة الحزبية وتدبير وإدارة الأمور ، وذلك لما يعرفه المغرب من تحولات تستدعي ضرورة تواجد الباحثين لمرافقتها، وذلك لتحديد المعطيات التي يمكن أن تخدم مغرب المستقبل ، ملحا على ضرورة تحويل الجامعة الى إطار منتج للأفكار ، لأن من يؤطر الفاعل السياسي هو النظريات العلمية التي يمكنه منها الباحث والمثقف. هكذا ، وفي سياق حديثه، تناول ادريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، معطى أساسيا في الحياة السياسية المغربية ، وهو هاجس الاصلاح السياسي وما واكبته من وقائع وأحداث وأسماء وتوافقات ، مذكرا بالمسار السياسي الذي عاشه المغرب منذ بداية مسلسل خلق الادارة ومؤسساتها بالمغرب ، وما عرفته من صراعات، وعمل متواصل والتزام مبدئي من أجل الدفاع عن الوطن والمصالح الكبرى للبلاد، وخدمة القضايا الحيوية للأمة ، مشيرا الى المشروع المجتمعي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، الذي يدافع عنه الاتحاد والذي قدم من أجله شهداء واعتقل العديد من مناضليه وتم اختطافهم على مدى سنين خلت .. وجل الضحايا المحصيين بهيئة الإنصاف والمصالحة تؤكد هذه الحقيقة على أن جلهم اتحاديون قدموا الكثير من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة لهذه البلاد. وبكلمة اختصر لشكر المشروع المجتمعي للحزب هو المشروع الديمقراطي الحداثي الذي يتوخى فيه الاتحاد أن يصبح كل مواطن مغربي له حقوق وواجبات في إطار دولة الحق والقانون واحترام المؤسسات وإقرار الحرية والديمقراطية والكرامة للشعب المغربي. وعن «حركة 20 فبراير»، قال لشكر، إن هذه الحركة ملك لكل الشعب المغربي ، وهي تعتبر التعبير الأسمى عن مطالب الاتحاد الاشتراكي الذي استبق أحداث الربيع العربي بسنتين، حين قدم مذكرة لجلالة الملك للمطالبة بالإصلاحات السياسية والدستورية في ماي 2009، وهناك من اعتبرها آنذاك على أنها مزايدات سياسية من قبل الاتحاد الاشتراكي، لذلك يقول لشكر، سنترك هذا الأمر للمؤرخين وعلماء الاجتماع والباحثين هم من سينصفون الاتحاد في هذه الحقائق السياسية والتي تسجلها وثائق وأدبيات الحزب التي نضعها رهن إشارات الباحثين الدارسيين. قيمة الحوار الذي جمع الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بطلبة وطالبات ماستر السياسات العمومية وتدبير الادارة الترابية وكلية الحقوق بالمحمدية، استحضر من خلاله الطلبة مجموعة من الاسئلة تناولت: ظاهرة العزوف السياسي، مطالبة الاحزاب السياسية بإجراء إصلاحات داخلية، ماهو المطلوب في عملية تأطير الشباب، ضرورة اعتماد معايير انتخابية مطبوعة بالمصداقية في اختيار ممثلي الاحزاب في الانتخابات، ماهو دور الأحزاب في الدفع بالشباب إلى عالم السياسة، ضرورة انخراط الاحزاب فيما يقع اليوم ، المطالبة بإصلاحات حقيقية عضو نهج سياسة الترميم ...